أحدهم جندي توفي بسرطان المخ.. هكذا حوّل ترامب المناظرة إلى “إهانات شخصية” لأبناء منافسه بايدن
وصفت مجلة Politico الأمريكية مناظرة الرئاسة بين ترامب وبايدن، الثلاثاء 29 سبتمبر/أيلول 2020، بالمواجهة “الهوجاء، والقبيحة، والفوضوية”؛ إذ اتخذت طابعاً شخصياً بعدما تحدث بايدن عن ابنه الراحل بيو.
الرئيس ترامب خاض مناظرته الأولى مع بايدن، مُسلّحاً بحجج يقاطع بها أحاديث خصمه في شتى الموضوعات بسرعة البرق، ضارباً بإجابات بايدن وأسئلة مدير المناظرة كريس والاس على حدٍّ سواء عرض الحائط طيلة 90 دقيقة شائنة.
هجوم شخصي على بايدن: لكن ما من لحظة جسّدت تصميم ترامب على تطويع المناظرة حسب رغبته مهما كان الثمن أكثر من تلك التي حوّل فيها الرئيس الأمريكي تكريم ابن بايدن الراحل، بيو -الذي توفّي بسرطان المخ عام 2015- إلى هجوم على المعاملات التجارية لابن بايدن الآخر، هانتر.
ما أن سلط نائب الرئيس السابق الضوء على قصة ابنه بيو، النائب العام السابق لولاية ديلاوير الذي خدم في الجيش الأمريكي، لتسليط الضوء على انتقادات ترامب لأفراد الجيش.
بايدن استهلّ حديثه بهذا الصدد، مشيراً إلى التقارير الصحفية التي نشرتها مجلة The Atlantic قائلاً: “أحدّثك عن الطريقة التي تتحدّث بها عن الجيش، زاعماً أنهم خاسرون أو مُغفّلون”. كان ابني في العراق، وقضى عاماً هُناك، وحصل على النجمة البرونزية. وحاز نوط الخدمة العسكرية. لم يكن خاسراً، بل كان وطنياً، وأولئك الذين تُركوا هُناك كانوا أبطالاً”.
وسُرعان ما قاطع ترامب بايدن قائلاً: “حقاً؟ هل تتحدّث عن هانتر؟”، فأجابه بايدن صارخاً: “إنني أتحدث عن ابني، بيو بايدن”. ليرد عليه ترامب: “إنني لا أعرف بيو، لكنّي أعرف هانتر”.
تسريبات من حملة ترامب: فيما أفادت رسائل حملة ترامب لعدّة أيّام بأنهم يخططون لجعل هانتر بايدن محوراً للنقاشات التي تنطوي عليها المناظرات الرئاسية، وذلك بعد أشهر من نشر تقارير حول عمله المُربِح في مجلس إدارة إحدى شركات الطاقة الأوكرانية.
وقد استمر ترامب في صبّ تركيزه على هانتر بايدن لأكثر من عام، منذ أن طلب من الحكومة الأوكرانية فتح تحقيق في قضية جو وهانتر بايدن، تلك الواقعة التي أدّت إلى مُساءلة ترامب لعزله من منصبه في عام 2019.
في المناظرة، كان ترامب حريصاً جداً على النيل من اسم هانتر بايدن، لدرجة أنه نسي -لدقائق- الرد على اتهام جو بايدن لترامب بتشويه سمعة أفراد الجيش. كان ذلك جزءاً من نمط العنف، والتحقير، ومقاطعة الكلام الذي هيمن على المناظرة بأسرها. حتّى إن والاس قد يئس وظل يُكرر صيحاته المتكررة التي لم يُلتفت إليها قائلاً: “أيها السادة!”.
استطرد ترامب قائلاً: “لقد طُرِد هانتر من الجيش، وسُرِّح على نحو مُخزٍ بسبب تعاطي الكوكايين”. غير آبه بمحاولات بايدن لمقاطعته قائلاً إن هذا “ليس حقيقياً”. (إذ سُرّح هانتر من الجيش ولكن دون خِزٍ”.
تابع ترامب قائلاً: “لم يكن لهانتر وظيفة حتى تقلّدت أنت منصب نائب الرئيس، ومنذ أن صِرت نائباً للرئيس، كوّن هانتر ثروة في الصين، وفي موسكو، وفي أماكن أخرى مختلفة.. لقد كَوَّن ثروة”.
من مناظرة إلى إهانات شخصية: تحوّلت الاشتباكات التي انطوت عليها المُناظرة إلى إهانات شخصية، إذ وصف بايدن ترامب مرّتين بـ”المهرج”، ونعته بالعنصري، ودعاه مرّة بـ”أسوأ رئيس عرفته الولايات المتحدة”.
وبينما كان ترامب يهاجم هانتر بايدن، استعاد جو بايدن سيطرته على اللحظة، إذ كان ينظر إلى كاميرا التلفزيون مُخاطباً المشاهدين في ديارهم، وهو شيء فعله مراراً وتكراراً ليلة الثلاثاء، إبان هجمات ترامب.
وقال بايدن للمشاهدين: “ابني، ابني، ابني مثل كثير من الناس الذين تعرفونهم في منازلكم، عانى من مشكلة تتعلق بالمخدرات. وقد تغلّب عليها، وحلّها، وبَذَل الجهد على هذا الصعيد. وأنا فخور به. أنا فخور بابني”.
ولكن قاطعة ترامب قائلاً: “لماذا نال ابنك عشرات الملايين من الدولارات؟”.
فأجابه بايدن، ممسكاً بقلمه أمام الكاميراً: “هذا يفتقر تماماً إلى المصداقية.. يفتقر تماماً للمصداقية!”.