أزمة زابوريجيا.. خطر وقوع كارثة “يزداد يوميا”
وتتبادل كييف وموسكو الاتهامات بالتصعيد منذ أكثر من أسبوع حول المحطة النووية.
وأعلنت أوكرانيا الأحد أن القوّات الروسية التي عبرت نهر دنيبر في مدينة خيرسون التي احتلها الروس في جنوب البلاد، قد تبقى عالقة في المنطقة بعد قصف كلّ جسورها.
وقال رئيس بلدية إنرغودار حيث تقع محطة زابوريجيا دميترو أورلوف لوكالة فرانس برس “ما يحصل هناك يعد إرهابا نوويا صريحا وقد ينتهي بشكل لا يمكن التنبؤ به في أي لحظة.. يزداد الخطر كل يوم”.
وقالت مجموعة “انيرغو-اتوم” الأوكرانية المشغّلة لمحطة زابوريجيا على تلجرام: “قلصوا من وجودكم في شوارع انيرغودار. تلقينا معلومات تتحدث عن استفزازات جديدة من جانب الروس.
وفي تصريح لفرانس برس، قال فيكتور شبانين البالغ 57 عاما والمقيم في بلدة فيشتشيتاراسيفكا الواقعة في الضفة المقابلة لنهر دنيبر قبالة محطة زابوريجيا “بالطبع نحن قلقون لأن المحطة النووية قريبة”.
وأشار إلى أن عصف الانفجارات “غالبا ما يكون باتّجاهنا. لذا، نحن معرّضون على الفور للإشعاعات التي تنتقل أيضا في المياه”.
في رسالته اليومية، أيّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فرض حظر كامل على سفر الروس إلى دول الاتحاد الأوروبي، وهو طرح تدرسه جمهورية التشيك التي تتولى الرئاسة الدورية للتكتل.
وقال زيلينسكي: “هذه المناقشة.. يتّسع نطاقها كل يوم، وهناك مزيد من الدول والسياسيين ينضمون إليها. في نهاية المطاف، يفترض أن يؤدي هذا الأمر إلى قرارات مناسبة”.
تدمير جزئي
وأدت ضربة إلى إلحاق أضرار بوحدة ضخ وأخرى إلى “تدمير جزئي لإدارة الإطفاء المسؤولة عن أمن محطة الطاقة النووية”، بحسب بيان للاستخبارات العسكرية اتهم القوات الروسية بـ”التحضير لاستفزازات تحت العلم الأوكراني”.
من جانبها، اتهمت السلطات التي شكلتها روسيا في المناطق التي سيطرت عليها في منطقة زابوريجيا، القوات الأوكرانية بالوقوف وراء الضربات.
من جهته، قال فلاديمير روغوف، العضو في الإدارة العسكرية والمدنية الموالية لروسيا، على تلجرام: “تتعرض انيرغودار ومحطة زابوريجيا النووية مجددا للقصف من جانب مسلحي زيلينسكي”.
وأدان زيلينسكي في خطابه اليومي “الابتزاز الروسي” حول الموقع النووي. وقال إن “المحتلين يحاولون ترهيب الناس باستهتار عبر استخدام محطة الطاقة النووية زابوريجيا”، مؤكدا أن القوات الروسية “تختبئ خلف المصنع لقصف بلدتي نيكوبول ومارغانيتس اللتين تسيطر عليهما أوكرانيا”.
وحذر من أن “كل يوم تمضيه الوحدة الروسية على أراضي مفاعل زابوريجيا للطاقة النووية والمناطق المجاورة يزيد من التهديد النووي لأوروبا”، داعياً إلى فرض “عقوبات جديدة ضد روسيا” من أجل “عرقلة الصناعة النووية الروسية”.
منطقة منزوعة السلاح
تتعرض محطة زابوريجيا منذ أسبوع لقصف يتبادل الطرفان الاتهامات بالوقوف خلفه، ما أثار مخاوف من وقوع كارثة نووية واستدعى عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي الخميس.
وطالبت السلطات الأوكرانية، مدعومة من حلفائها الغربيين، بإقامة منطقة منزوعة السلاح حول زابوريجيا وبانسحاب القوات الروسية التي تسيطر على الموقع منذ مارس/آذار.
في جنوب أوكرانيا حيث تشن كييف منذ أيام عدة هجوما مضادا، قال النائب في البرلمان المحلي سيرغي خلان للتلفزيون الأوكراني “الوسيلة الوحيدة لعبور النهر بالنسبة للروس هي استخدام الألواح العائمة بالقرب من جسر أنتونيفسكي، لكنها لن تلبّي حاجاتهم بالكامل”.
وكشف أن “روسيا تنقل مراكز القيادة من الضفّة اليمنى للنهر إلى الضفة اليسرى لأنها تدرك أنه قد يتعذّر عليها إخلاء الموقع في الوقت اللازم في حال تصعيد”.
وقدّر عدد الجنود الموجودين على الضفّة اليمنى من النهر بحوالى عشرين ألفا، مشيرا إلى أنه ما زال يمكنهم “عبور الجسور المتضرّرة مشيا على الأقدام”.
في بداية الحرب على أوكرانيا، استولت القوّات الروسية على مدينة خيرسون الواقعة على ضفاف نهر دنيبر، وهي العاصمة الإقليمية الوحيدة التي يضعها الروس تحت قبضتهم راهنا.