أسرى بسجون إسرائيل.. 222 شهيدا في 53 عاما
باستشهاد الأسير الفلسطيني سامي أبو دياك، في سجون إسرائيل، يرتفع عدد الشهداء من المعتقلين الفلسطينيين بأقبية الاحتلال إلى 222 منذ عام 1967.
وبتهمة تنفيذ عمليات مسلحة ضد الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، وملاحقة المتعاونين مع الاحتلال، اعتقلت إسرائيل أبو دياك (37 عاما)، في يوليو/تموز 2002، وقضت بالسجن المؤبد بحقه 3 مرات، و30 عاما.
وعانى أبو دياك، وهو من سكان بلدة “سيلة الظهر” بمحافظة جنين شمالي الضفة الغربية، على مدار 4 سنوات، من سرطان الأمعاء الذي بدأت رحلة معاناته معه منذ العام 2015، ولم يفلح استئصال جزء من أمعائه في تخفيف أوجاعه التي فاقمها المعتقل والإهمال الطبي، وفق تقارير إعلامية.
5 شهداء في 2019
وإلى جانب أبو دياك، استشهد خلال العام الجاري، 4 آخرين من الأسرى الفلسطينيين بسجون إسرائيل، وهم: بسام السايح، ونصار طقاطقة، وعمر عوني يونس، وفارس بارود.. جميعهم قضوا في أقبية إسرائيل إما بسبب الإهمال الطبي، وإما جراء التعذيب أو القتل المتعمد.
بسام السايح
استشهد في مستشفى “آساف هاروفيه” الإسرائيلي، في 8 سبتمبر/أيلول الماضي بعد صراع مع المرض، وهو الذي صارع سرطان العظام، وسرطان نخاع الدم الحاد بمراحله المتقدمة، وقصورا بعضلة القلب والتهابا حادا ومزمنا بالرئتين، ومشاكل صحية عديدة أخرى.
اعتقله الجيش الإسرائيلي في 8 أكتوبر/تشرين الأول 2015، خلال ذهابه لحضور إحدى جلسات محاكمة زوجته التي كانت معتقلة في حينها.
واجه السايح تهمة “الضلوع في عملية قتل ضابط إسرائيلي وزوجته”، قرب قرية بيت فوريك شرق مدينة نابلس شمال الضفة الغربية، قبل أيام من اعتقاله.
نصار طقاطقة
لم يخطر ببال عائلة الشاب الفلسطيني نصار ماجد طقاطقة (31 عاما) من بلدة بيت فجار جنوب بيت لحم جنوب الضفة الغربية، أن ابنها لن يزفّ عريسا ذلك الصيف، عقب استشهاده بسجن “نيتسان” بالرملة بعد نقله إليه من زنازين مركز تحقيق الجلمة الإسرائيلي.
كانت عائلته تنتظر اليوم الذي يرتدي فيه ابنها بدلة زفافه، وهو الذي يتأهب للبحث عن شريكة حياته، لكن القدر كان سباقا إليه، ليعلن عن استشهاده في 16 يوليو/تموز الماضي، جراء التعذيب، حسب نادي الأسير الفلسطيني.
واعتقل طقاطقة في 19يوينو/حزيران 2019، بعد اقتحام قوات خاصة لمنزله في بلدة بيت فجار بمحافظة بيت لحم، ونقل إلى مركز تحقيق المسكوبية في مدينة القدس، وبعدها إلى مركز تحقيق الجلمة قرب جنين.
عمر يونس
لوعة جديدة زرعتها إسرائيل في منزل الشاب عمر يونس ذي الـ20 ربيعا، من قرية سنيريا جنوب قلقيلية، بعد أن أطلق جنود الاحتلال النار صوبه على حاجز زعترة، ومن ثم اعتقلوه بزعم محاولته تنفيذ عملية طعن على حاجز زعترة قرب نابلس، قبل أن يعلن عن استشهاده في 27 أبريل/نيسان الماضي.
قهروا أمه التي طالما أحبته أكثر من حبها لنفسها، ورأت فيه دنيا بأكملها بعد أن توفي والده قبل عامين، وودعته بلدته بالدموع والآهات.
فارس بارود
بعد 28 عاما في الأسر، رحل الفلسطيني فارس بارود شهيدا وبقي جثمانه رهن الاحتجاز لدى الاحتلال الإسرائيلي، ليبقى أسيرًا في حياته وبعد مماته.
قصة غارقة في ذات التفاصيل المؤلمة التي تتقاطع عندها مجمل قصص الفلسطينيين، فلقد انتظرت عائلة الأسير الشهيد لسنواتٍ تحرره، ولكن الأخير رحل بلا وداع، ودون أن يحقق أمنية والدته باحتضانه للمرة الأخيرة قبل أن توافيها المنية، وهي التي ابيضت عيناها من الحزن والشوق إليه.
وفارس بارود من قطاع غزة، اعتقلته إسرائيل في 1991، وقضت بسجنه 35 عاما، واستشهد في 6 فبراير/شباط الماضي، جراء إهمال طبي في السجون الإسرائيلية.
من النويري إلى أبو دياك
قائمة طويلة من الأسرى الفلسطينيين ممن ودعوا الحياة في السجون الإسرائيلية، أولهم الشهيد أحمد النويري من مخيم النصيرات في قطاع غزة عام 1967، وآخرهم أبو دياك، وفق نادي الأسير الفلسطيني الذي أشار إلى أن المحصلة تضم 222 شهيدا.
أما الأسباب فمختلفة، حيث استشهد 75 منهم جراء القتل المتعمد عقب اعتقالهم، واستشهد 67 آخرين بسبب الإهمال الطبي لحالات كانت تتطلب العلاج والرعاية الطبية.
فيما استشهد 73 جراء تعرضهم للتعذيب بالسجون، و7 تعرضوا لإطلاق النار عليهم بشكل مباشر داخل السجون أيضا.
وبارتقاء هؤلاء الأسرى، يقبع 5 آلاف آخرين بأقبية إسرائيل، بينهم 200 طفل و40 امرأة، يتهددهم ذات المصير الغامض، وذات المسار الملغوم بروايات إسرائيلية متناقضة تلتقي جميعها عند حقيقة الرحيل ولوعة الفقدان.