ألمانيا تفتتح أول مجمع للأديان السماوية الثلاثة.. يهدف للتعريف بالإسلام والمسيحية واليهودية
المجمع، الذي يُعرف باسم “churmosquagogue”، الكلمة التي تجمع بين الكنيسة والمسجد والمجمَّع اليهودي، تم بناؤه على أنقاض كنيسة دمّرها الحكام الشيوعيون في ألمانيا الشرقية، وفقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير لها يوم الأحد 21 فبراير/شباط 2021.
إذ سوف يُوضع حجر أساس مشروع البيت الواحد في احتفالية نهاية مايو/أيار المقبل، إيذاناً بنهاية 10 سنوات من التخطيط وبداية 4 سنوات مُقدَّرة للإنشاء، ويجسّد الاحتفال رمزية هذا المشروع الجديد في التعاون والحوار بين الأديان.
يضم كنيسة ومسجداً ومجمّعاً يهودياً
يشار إلى أن المبنى من تصميم المؤسسة المعمارية الألمانية Kuehn، وسوف يضم كنيسة ومسجداً ومجمّعاً يهودياً مرتبطة بساحة اجتماعات مركزية، بتكلفة تبلغ 57 مليون دولار. وسوف يُدعى أتباع الديانات والطوائف الأخرى، وغير المؤمنين بالأديان، إلى الفعاليات والنقاشات في القاعة الكبيرة.
من جهته، قال رولاند ستولتي، عالم اللاهوت المسيحي الذي ساعد في بداية المشروع: “الفكرة بسيطة جداً. نريد بناء مكان للصلاة والتعلُّم، حيث يمكن لأتباع الديانات الثلاث التعايش معاً مع احتفاظ كل منهم بهويته الخاصة”.
والمشروع، الذي انطلقت أعمال بنائه في ربيع عام 2016، يحظى بدعم كبير من المجتمعات الدينية وعموم الجمهور، بالرغم من بعض المخاوف خلال السنوات القليلة الأولى، وفقاً لستولتي الذي أشار إلى مخاوف البعض من أنهم قد يحاولون خلط الأديان أو الإتيان بدين جديد.
إلا أنه أكد أن “تضمين الأشخاص الذين لا يؤمنون بالديانات في التخطيط كان أحد الجوانب المهمة للغاية في مشروع البيت الواحد، حيث يُعتبر شرق برلين من المناطق العلمانية للغاية. وتحتاج المؤسسات الدينية إلى اكتشاف لغة وطرق جديدة للتواصل مع تلك المجتمعات”، وفق قوله.
يعكس تنوّع المجتمع الألماني
صحيفة The Guardian البريطانية رأت أن هذا المشروع محاولة لجعل القواسم المشتركة والاختلافات بين الديانات التوحيدية تظهر في نموذج واحد، كما أنه يعكس التنوّع في المجتمع الألماني.
كما ذكر أندرياس ناشاما، الحاخام الذي يحوِّل الرؤية إلى حقيقة من خلال شراكته مع قس (مسيحي) وإمام (مسلم)، أن “هناك العديد من الطرق المختلفة للوصول إلى الله، وجميعها طرق جيدة”، مشيراً إلى أن العبادات في “البيت الواحد” ستكون منفصلة بين المسيحيين والمسلمين واليهود، ولكنهم سيزورون بعضهم البعض في الأعياد والاحتفالات الدينية، وأضاف: “إنه أكثر من مجرد رمز. إنه بداية عهد جديد نُثبت فيه عدم وجود مكان للكراهية بيننا”.
أماكن الديانات الثلاث متساوية المساحة
بدوره لفت مصمم المشروع، ويلفريد كوهين، في تصريحات سابقة له، إلى أن الأماكن المخصصة للديانات الثلاث ستكون متساوية في المساحة، لكن بأشكال مختلفة، مضيفاً أن كل مساحة صُممت وفقًا للاحتياجات التي يقتضيها الدين الذي تعبر عنه، أي خصائص كل عقيدة، على حد قوله.
كان كوهين وفريقه من المهندسين المعماريين قد بحثوا عن التصميمات الخاصة بدور العبادة الثلاث، واكتشفوا أن هناك أوجه شبه كثيرة فيما بينها إلى حد فاق توقعاتهم. وقال مصمم المشروع: “المثير هو أنك عندما ترجع إلى الماضي، تكتشف أنها تشترك في الكثير من الرموز الهندسية، فهي لا تختلف عن بعضها البعض”.
يذكر أن الحكومة الألمانية وبلدية برلين ساهمتا بمبلغ 36 مليون دولار من تكلفة المشروع، بينما جاء 11 مليون دولار من التبرعات. ومن المتوقع أن تتمكن حملة المساهمات والتبرعات الجديدة، التي انطلقت ديسمبر/كانون الأول 2020، من سد العجز البالغ 10 ملايين دولار من تكلفة المشروع.