أمريكا ستعلن قطر “حليفاً رئيسياً من خارج الناتو”.. ما الدول التي يشملها هذا التصنيف، وما المزايا التي تحصل عليها؟

أعلنت واشنطن عن “أملها في المضي قدماً بإعلان قطر حليفاً رئيسياً غير عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو)”؛ وهو وضع يمنح الدول المشمولة بالإعلان بعض المزايا في الدفاع والتعاون الأمني. وبحسب تصريحات للصحفيين الخميس، قال تيموثي لندركينج، نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي لشؤون الخليج إن “قطر واحدة من الحلفاء المهمين بالنسبة للولايات المتحدة في منطقة الخليج، لافتاً إلى أن هناك تعاوناً اقتصادياً كبيراً معها، وأنها تستضيف على أراضيها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية بالشرق الأوسط”. فما دلالات ذلك، وما المزايا التي ستحصل عليها قطر، ولماذا اختارت واشنطن هذا التوقيت لإعلان هذا الأمر؟

ماذا يعني “حليف رئيسي من خارج الناتو”؟

يعتبر مصطلح “حليف رئيسي خارج الناتو” أو (Major non-NATO ally)‏ اختصاراً “MNNA”، تعييناً يقدمه حلف الناتو أو الحكومة الأمريكية للدول التي لديها معها علاقات قوية، لكنهم ليسوا بأعضاء في هذا الحلف.

ويمنح وضع “حليف رئيسي من خارج الحلف” الدولة المختارة، ميزة تفضيلية للحصول على المعدات والتكنولوجيا العسكرية الأمريكية، بما في ذلك المواد الفائضة المجانية والتعامل مع الصادرات بشكل عاجل وإعطاء الأولوية للتعاون في التدريب. في حين أن الوضع لا يشمل تلقائياً اتفاقية دفاع مشترك مع الولايات المتحدة، إلا أنه لا يزال يمنح مجموعة متنوعة من المزايا العسكرية والمالية التي لا يمكن الحصول عليها من قبل الدول غير الأعضاء في الناتو .

ما هي الدول التي يشملها هذا التصنيف، وهل هي متساوية بالفعل؟

هناك حالياً 18 دولة حاصلة على وضع “حليف رئيسي من خارج الحلف”، منها دول خليجية كالكويت والبحرين التي تستضيف الأسطول الخامس الأمريكي. ودول عربية أخرى مثل مصر والأردن وتونس والمغرب.

لكن في ديسمبر/كانون الأول 2014 أقر مجلس النواب الأمريكي قانون الشراكة الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والذي يضع إسرائيل بدرجة واحدة فوق تصنيف الحلفاء الرئيسيين من خارج الناتو، بهدف مساعدة إسرائيل في الحفاظ على “تفوق عسكري نوعي” على خصومها. وسيضيف القانون دعماً إضافياً لشؤون الدفاع والطاقة وتعزيز التعاون التجاري والأكاديميين بين الدولتين. بالإضافة إلى ذلك، يدعو مشروع القانون الأمريكي إلى زيادة احتياطي الحرب في إسرائيل إلى 1.8 مليار دولار أمريكي.

ما المزايا التي تحصل عليها الدولة “الحليفة غير العضو بالناتو”؟

الدول المسماة على أنها دول حليفة رئيسية من خارج الناتو مؤهلة للحصول على المزايا التالية:

  • الدخول في مشاريع البحث والتطوير التعاونية مع وزارة الدفاع الأمريكية (DoD) على أساس التكلفة المشتركة.
  • المشاركة في بعض مبادرات ومشاريع مكافحة الإرهاب.
  • شراء قذائف اليورانيوم المنضب المضادة للدبابات.
  • أولوية تسليم الفائض العسكري (تتراوح من حصص الإعاشة إلى السفن).
  • حيازة مخزون احتياطي الحرب من المعدات المملوكة لوزارة الدفاع والتي يتم الاحتفاظ بها خارج القواعد العسكرية الأمريكية.
  • قروض المعدات والمواد لمشاريع البحث والتطوير والتقييمات التعاونية.
  • الحصول على إذن لاستخدام التمويل الأمريكي لشراء أو استئجار معدات دفاعية معينة.
  • التدريب المتبادل.
  • تجهيز الصادرات العاجلة لتكنولوجيا الفضاء.
  • الحصول على إذن لتقديم عطاءات على عقود وزارة الدفاع، لإصلاح وصيانة المعدات العسكرية خارج الولايات المتحدة.

ما دلالة توقيت الإعلان الأمريكي؟

الإعلان الأمريكي جاء بعد أيام من دعوة وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو إلى إيجاد حل للخلاف الخليجي، القائم بين قطر من جانب والسعودية والإمارات والبحرين من جانب آخر، مؤكداً على “أهمية التركيز على مواجهة النشاط الإيراني”، مشيراً إلى أن “إدارة ترامب حريصة على رؤية حل لهذا النزاع وإعادة فتح الحدود الجوية والبرية القطرية المغلقة حالياً مع دول خليجية أخرى”.

كما أن هذا الإعلان يأتي في وقت جرت فيه لقاءات مكثفة بين مسؤولين أمريكيين وقطريين، بمن فيهم وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو ونظيره القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، في واشنطن هذا الأسبوع.

ويأتي الإعلان أيضاً بعيد توقيع كل من الإمارات والبحرين اتفاقيات تطبيع مع إسرائيل برعاية أمريكية في واشنطن الأسبوع الجاري. وكان المسؤول الأمريكي لندركينج قد علّق خلال حديثه للصحفيين، حول احتمال انضمام قطر للإمارات والبحرين للتطبيع مع إسرائيل، بأن “لدى قطر سجل حافل من العمل مع إسرائيل، ونعتقد أنه سيحملهم في النهاية إلى التوصل إلى اتفاق أوسع معها”. وأضاف: “نعتقد أن هناك الكثير للبناء عليه، وستتحرك كل دولة بوتيرتها الخاصة بشأن التطبيع، وبما يتفق مع معاييرها الخاصة، ولكننا نتوق إلى أن يحدث هذا عاجلاً وليس آجلاً”. مؤكداً أن بلاده “تريد من جميع دول الخليج الوصول لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في نهاية المطاف”.

هل سبق وأن تعاونت قطر مع “الناتو”؟

وقعت قطر وحلف شمال الأطلسي العديد من اتفاقيات التعاون الأمني والعسكري، وتقع العلاقات بينها وبين “الناتو” ضمن إطار ما يعرف بـ”مبادرة إسطنبول للتعاون”، التي انضمت إليها دولة قطر في فبراير/شباط 2005، وذلك بهدف تطوير وتعزيز التعاون بينهما في مجالات “تحقيق الاستقرار الدائم والأمن في منطقة الخليج، وإصلاح القطاع الدفاعي والتعاون الأمني والعسكري وأمن الطاقة” وغيرها، وكذلك تبادل الزيارات والمشاورات السياسية، بالإضافة إلى المشاركة في الدورات الدراسية والتدريبية التي يوفرها حلف الناتو في المجالين العلمي والعسكري.

ووقعت قطر في عام 2018 اتفاقاً مع الناتو يتمثل بتمركز قوات وموظفي حلف الناتو في قاعدة العديد الجوية، إذ تمتلك البلاد قاعدة “العديد” الجوية، التي تقع جنوب غرب العاصمة القطرية الدوحة، والتي تضم القاعدة القوات الجوية الأميرية القطرية والقوات الجوية الأمريكية وسلاح الجو الملكي البريطاني.

كما تستضيف القاعدة مقر القيادة المركزية الأمريكية ومقر القيادة المركزية للقوات الجوية الأمريكية والسرب رقم 83 من القوات الجوية البريطانية وجناح المشاة الجوية رقم 379 التابع إلى القوات الجوية الأمريكية. وبحسب تقارير، استضافت القاعدة أكثر من 11,000 ألف ضابط وجندي أمريكي وأكثر من مائة طائرة تشغيلية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى