أمه مصرية.. من هو رئيس إسرائيل الجديد الذي فاز على حساب بيريتس المغربية المولد؟

تنتهي ولاية ريفلين يوم 9 يوليو/تموز المقبل، وعندها يتولى هرتسوغ منصبه ليصبح الرئيس رقم 11 في تاريخ الدولة العبرية. ولا يتم انتخاب الرئيس الإسرائيلي من خلال التصويت الشعبي المباشر، لكن يتم انتخابه من خلال أعضاء الكنيست (البرلمان) في تصويت سري.

من هو هرتسوغ؟

هرتسوغ من مواليد 1960 في تل أبيب لأب أيرلندي وأم مصرية مولودة في الإسماعيلية، حيث تلقت تعليمها الأساسي في مدارس فرنسية بين القاهرة والإسماعيلية.

وكانت والدته تطلق عليه “بوغي” وهو صغير كنوع من التدليل، وظل اللقب ملازماً له حتى اليوم، فأصدقاؤه من اليسار الإسرائيلي يلقبونه به كنوع من التدليل، أما خصومه السياسيون من اليمين، وبخاصة نتنياهو، فيشيرون إليه بلقب “بوغي” كنوع من التقليل من شأنه.

ودرس هرتسوغ القانون في جامعة تل أبيب، واشتغل بالمحاماة والسياسة أيضاً بحكم أن والده كان رئيساً لإسرائيل، وتولى منصب رئيس حزب العمل في الفترة من 2013 حتى 2017 حيث كان زعيماً للمعارضة وقتها، وتولى هرتسوغ عدة مناصب وزارية منها منصب وزير الخدمات الاجتماعية ووزير الشتات والمجتمع ووزير السكن والبناء ووزير السياحة.

وقضى هرتسوغ أغلب فترات حياته في نيويورك وعندما عاد إلى إسرائيل دخل الجيش وعمل في وحدة الاستخبارات العسكرية، ثم تم تعيينه مستشاراً لرئيس الوزراء الإسرائيلي من 1999 حتى 2001، وهو يساري ينادي بالسلام مع الفلسطينيين ويدعم حل الدولتين.

ويبلغ هرتسوغ من العمر 60 عاماً ويعمل رئيساً للوكالة الصهيونية وشغل من قبل منصب رئيس حزب العمل، وهو نجل الرئيس السادس لإسرائيل حاييم هرتسوغ وحفيد أول حبر أعظم في تاريخ الدولة، وتمت تسميته على اسم جده، بحسب تقرير لصحيفة The Times of Israel.

وجعلت مسيرة هرتسوغ السياسية وإرث عائلته ورئاسته الوكالة اليهودية مسألة حسمه لمنصب الرئيس أمراً طبيعياً، في مواجهة منافسته ماريام بيريتس الناشطة الاجتماعية المولودة في الدار البيضاء بالمغرب والبالغة من العمر 67 عاماً.

فقد ترشح هرتسوغ للمنصب مدعوماً بتوقيع 27 نائباً في الكنيست مقابل 11 توقيعاً فقط قدموا الدعم لبيريتس، وينص الدستور الإسرائيلي على أن يحظى من يرغب في ترشيح نفسه لمنصب الرئيس بتوقيع 10 من أعضاء الكنيست البالغ عددهم 120.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد نشرت تقارير حول المرشحين للمنصب رسمت صورة متناقضة بين بيريتس الناشطة الاجتماعية التي تحظى بقبول شعبي واسع من جهة وبين هرتسوغ الهادئ الذي يفتقد إلى الكاريزما لكنه يمتلك علاقات ممتدة في الأوساط السياسية في إسرائيل، بحكم مسيرته وإرث عائلته.

وكان هرتسوغ، لدى إعلان ترشحه للرئاسة قبل أسبوعين، قد أشار إلى “الحاجة للتوحد في ظل الأزمة السياسية الممتدة في البلاد” بعد أربعة انتخابات برلمانية لم تؤدّ إلى تشكيل حكومة مستقرة، كما تحدث عن الحاجة لتقوية علاقات إسرائيل مع اليهود حول العالم.

ما صلاحيات الرئيس في إسرائيل؟

اختيار الرئيس الإسرائيلي يتم من خلال جلسة خاصة يعقدها الكنيست بحضور غالبية أعضائه ويتم التصويت بشكل سري وتعلن النتيجة خلال الجلسة، وهذا ما حدث اليوم الأربعاء.

وقالت قناة “الكنيست” الإخبارية إن هرتسوغ حصل على 87 من أصوات أعضاء الكنيست الـ120، خلال عملية التصويت السري، بينما حصلت منافسته الناشطة الاجتماعية التي تسكن مستوطنة “جفعات زئيف” ماريام بيريتس على 27 صوتاً.

وكانت قناة الكنيست الإخبارية، بثت في وقت سابق اليوم، جلسة التحقق من النواب الحاضرين للتأكد من اكتمال النصاب قبل الشروع بالتصويت. وقال الكنيست الإسرائيلي، عبر موقعه الإلكتروني: “ينتخب رئيس الدولة من خلال انتخابات سرية لفترة ولاية من سبع سنوات”.

ويعتبر منصب رئيس الدولة في إسرائيل منصباً رمزياً ولا يتمتع سوى بصلاحيات محدودة تقتصر على تقبل أوراق اعتماد السفراء وتكليف نواب بتشكيل الحكومات إضافة الى العفو عن سجناء.

وربما تحمل صلاحية العفو عن مسجونين أو مدانين بالتحديد أهمية خاصة هذه المرة بالنسبة لبنيامين نتنياهو، أطول من تولى منصب رئيس الوزراء في إسرائيل مدة، والذي يخضع حالياً للمحاكمة بتهم تلقي الرشوة واستغلال النفوذ وخيانة الأمانة.

العفو عن المتهم نتنياهو

وكان من الطبيعي أن تشهد الحملة الانتخابية للمرشحين لرئاسة إسرائيل، هرتسوغ الفائز وبيريتس الخاسرة، إثارة القضية الرئيسية التي تسببت في حالة الجمود السياسي غير المسبوق في إسرائيل وهي قضية المتهم نتنياهو.

واللافت أن هرتسوغ، الآن الرئيس المنتخب، رفض تماماً الإجابة عن أسئلة الصحفيين المتكررة بشأن موقفه من العفو عن نتنياهو، حال إدانته، وهو الموقف نفسه الذي تمسكت به بيريتس أيضاً، مضيفة أن العفو عن نتنياهو لم يتم التطرق إليه من جانب أعضاء الكنيست الذين دعموا ترشيحها.

ومن جانبه، لم يعلن نتنياهو دعمه لأي من المرشحين، وهو ما رآه المراقبون الإسرائيليون موقفاً محسوباً، رغم أن فرص هرتسوغ في الفوز كانت تبدو شبه محسومة وهو ما حدث بالفعل.

وربما تكون هذه هي المرة الأولى في تاريخ الدولة العبرية التي تصبح فيها مسألة صلاحية الرئيس في العفو عن مدانين وسجناء نقطة نقاش خلال الحملة الرئاسية الانتخابية القصيرة والمحدودة، والسبب هو الموقف القانوني المتأزم لنتنياهو.

وبالعودة إلى الرئيس المنتخب إسحاق هرتسوغ، الذي سيتولى منصبه يوم 9 يوليو/تموز المقبل لمدة سبع سنوات تمثل فترة الرئاسة في إسرائيل، نجد أن جده حاييم هرتسوغ تولى المنصب من مايو/أيار 1983 إلى مايو/أيار 1993، حيث كانت مدة الرئاسة 5 سنوات وينتخب الرئيس لفترتين كحد أقصى، قبل تعديل تلك الفقرة لتصبح مدة الرئاسة 7 سنوات ولفترة واحدة فقط.

ويعتبر الرئيس الإسرائيلي موشي كاتساف من أكثر رؤساء إسرائيل شهرة، ليس بسبب تمتعه بصلاحيات أقوى، لكن لأنه اتهم بالاغتصاب وأدين بالفعل وتم الحكم عليه بالسجن سبع سنوات وعامين مراقبة، ودخل السجن بالفعل عام 2011 وتم الإفراج عنه بقيود مشددة بعد خمس سنوات.