إسرائيل تستعين بعلماء آثار للمساعدة بتحديد أماكن رفات قتلاها في “طوفان الأقصى”
بدأت إسرائيل في التركيز على تحديد هوية مواطنيها، الذين قتلوا في الهجوم الذي شنته حركة “حماس” الفلسطينية في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفي سبيل هذا طلبت يد المساعدة من علماء الآثار الأكثر اعتيادا على دراسة الآثار القديمة بشكل منهجي.
وقال نائب مدير هيئة الآثار الإسرائيلية، موشيه عجمي، في تصريحات لوكالة “فرانس برس”، إن الهيئة تمكنت من تحديد موقع بقايا أكثر من 40 شخصا، حتى مع عدم وجود أي دليل مرئي للعين غير المدربة.
ولا يزال عشرات الإسرائيليين في عداد المفقودين، بعد أسوأ يوم من أعمال العنف في تاريخ البلاد.
وأكد عجمي أن “هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها استدعاء فريقه إلى موقع حديث، شهد هجوما عنيفا”.
وتابع: “إنها مهمة مختلفة، محاولة العثور على الهياكل العظمية للأشخاص المفقودين في هذا الجحيم، خصوصا مع الانفجارات والتفجيرات من حولنا على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع”.
ويؤدي موشيه عجمي مهمته مع فريقه بين المنازل المحترقة في الكيبوتسات، لا سيما في نير عوز القريب جدا من الحدود مع قطاع غزة، حيث قضى نحو 30 شخصا ختفهم، واحتجز نحو 70 آخرين رهائن.
ووصف كيف كان أفراد الأسرة يقفون في الخارج وهم يبكون أثناء عمليات التفتيش، لمعرفة ما إذا كان من الممكن العثور على أي أثر لأقاربهم.
وعن طريقة عمل فريقه، يوضح: “نصل إلى المكان، ثم نجمع المعلومات، مثل من كان يعيش هنا؟ من المفقود؟ كما أننا نسأل ما إذا كان الأشخاص المتوفين أو المفقودين خضعوا لعملية جراحية، أو كانت لديهم لوحات طبية وغرسات معدنية، أو براغي في أجسادهم قد تحدد هويتهم”.
وأشار موشيه عجمي إلى أنه وزملاءه عثروا على رفات ما يقرب من 60 شخصا، تم تحديد هوية 10 منهم، ودفنهم.
وأضاف: “لقد رأينا أشياء لا ينبغي لأحد أن يراها على الإطلاق، إن ما حدث سيبقى في الأذهان لأجيال عديدة”.
ودخلت الحرب بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة أسبوعها الخامس، إذ يواصل الجيش الإسرائيلي قصفه العنيف برًا وبحرًا وجوًا على قطاع غزة، حيث ركز قصفه الجمعة الماضية، على المستشفيات، وأظهرت مقاطع مصورة الطيران الحربي الإسرائيلي يهاجم مستشفيات الإندونيسي والشفاء في غزة.
القصف الإسرائيلي أثار تنديدًا دوليًا وعربيًا وإسلاميًا، إلى جانب روسيا والصين، وجعل الأمين العام للأمم المتحدة يشعر بالفزع، ورغم ذلك ما زالت الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا وبعض الدول الغربية تدعم إسرائيل بكل ما أوتيت من قوة، وترفض الدعوات العالمية لوقف إطلاق النار وتستخدم واشنطن حق النقض في مجلس الأمن، للحيلولة دون صدور قرار يلزم تل أبيب بوقف الحرب الشعواء وغير المتكافئة ضد قطاع غزة، الذي يقطنه أكثر من مليوني شخص.