اشتباكات «العجيلات» تتواصل.. فوضى المليشيات تجدد أوجاع غرب ليبيا
الاشتباكات تتواصل في مدينة العجيلات غربي ليبيا، وسط تحشيد عسكري، وحرب نفوذ تخوضها مليشيات بحثا عن التموقع وفرض السيطرة.
ومنذ يومين، تشهد المدينة اشتباكات دامية بين ما يعرف بـ«قوات المنطقة العسكرية – الساحل الغربي» ومليشيات من المنطقة، إضافة إلى مليشيات أخرى قادمة من مدن الزاوية والزنتان وغيرها.
وفي تصريح أكد مصدر أمني ليبي أن العملية شهدت حرق العديد من المنازل من قبل القوات المتصارعة، وتدميرا للبنى التحتية، ما أدى لترويع المواطنين.
وأضاف المصدر، مفضلا عدم ذكر هويته كونه غير مخول بالتصريح للإعلام، أن الاشتباكات شهدت استعمالا لأسلحة ثقيلة بما في ذلك مضادات الطائرات ومدافع 23 بوصة.
ورجح المصدر أن يكون ما حدث تصفية للحسابات ومحاولة لفرض السيطرة على المنطقة التي تشهد وجودا لأكثر من قوة تابعة لمليشيات متعددة الولاءات.
كما أشار إلى أن المنطقة شهدت تصارعا واقتتالا بين مليشيات مختلفة يفترض أنها تابعة للحكومة الليبية، ولم يسلم من ذلك حتى دوريات الشرطة.
«نيران مجهولة»
من جانبه، أعلن مصدر عسكري ليبي أن طائرة مسيرة بدون طيار تركية الصنع سقطت فوق منطقة السوينية بمدينة العجيلات، في ظل ما تشهده المدينة من تصعيد خطير بين المليشيات المختلفة.
وقال المصدر، إن الطائرة المسيرة من (نوع بيرقدار-أكينجي) وهي المسيرة التركية المسلحة الأكثر تطورا.
وأوضح أن المسيرة كانت تحلق على ارتفاع مرتفع جدا وأسقطتها نيران من “جهة مجهولة”.
ولفت إلى أن حكومة الوحدة الوطنية الليبية برئاسة عبدالحميد الدبيبة كانت قد اشترت عددا منها من دولة تركيا.
فوضى المليشيات
وتشهد ليبيا انتشار ظاهرة المليشيات المسلحة التي اقتنصت السيطرة على العديد من المؤسسات الرسمية، عقب سقوط نظام حكم الرئيس معمر القذافي عام 2011.
وانحسرت هذه الظاهرة عن شرق ليبيا بالمعارك التي خاضها الجيش الوطني الليبي ضدها منذ عام 2014، وتمركزت في غرب ليبيا، إذ وجدت دعما من كيانات سياسية محلية ومن بعض الدول.
وتعيش المنطقة الغربية حالة من الفوضى الأمنية مع انتشار المليشيات الخارجة عن سيطرة الدولة، التي تسببت في زيادة أشد أنواع الجرائم، والاغتيالات، والاختطاف، والاحتجاز خارج القانون، وظاهرة الإفلات من العقاب.
وتستقوي هذه المليشيات بسلاحها وبقيادات منها وصلت إلى مناصب كبيرة في المؤسسات.
ونجم عن زيادة نفوذ المليشيات وإغراء الكثيرين للانضمام إليها في ظل غياب القانون، فوضى السلاح، إذ تنتشر أكثر من 29 مليون قطعة سلاح خارج سيطرة الدولة.