اعتراف إسرائيلي نادر يكشف السبب الحقيقي لوقف الحرب على “حزب الله”
أدلى غيورا زليتس، رئيس المجلس الإقليمي للجليل الأعلى في المنطقة الشمالية الإسرائيلية، باعتراف نادر يكشف معه حقيقة ضعف واهتراء الجبهة الداخلية الإسرائيلية.
قالت صحيفة عبرية إن إسرائيل ليست مستعدة أو مهيئة لمواجهة مرتقبة مع إيران.
حرب تدار عن بعد
ونشرت صحيفة “ماقور ريشون” العبرية، مساء أول أمس الأربعاء، أنه مع احتمالية سقوط ما يزيد عن 1200 قذيفة صاروخية يوميا وحروب طويلة مع إيران، فإن الجبهة الداخلية الإسرائيلية ليست مستعدة لأي مواجهة محتملة.
ورجحت الصحيفة العبرية أن أي مواجهة مقبلة مع لبنان أو سوريا، ستدار بالتحكم عن بعد من إيران، وبأن تلك المواجهة لم ولن تتوقعها الجبهة الداخلية، لأنها لم تعرفها بعد، كما أن أغلب المواطنين في المنطقة الشمالية الإسرائيلية ليسوا محميين من سقوط هذا العدد الكبير من القذائف والصواريخ، كما أن المخابئ والملاجئ لم تكف ولن تكون مهيئة لاستيعاب أعداد كبيرة من هؤلاء المواطنين في حال دخول إسرائيل في حرب حقيقية مع إيران.
ونقلت الصحيفة العبرية على لسان غيورا زليتس، رئيس المجلس الإقليمي للجليل الأعلى بالمنطقة الشمالية الإسرائيلية، أن العملية العسكرية التي شنتها إسرائيل ضد أنفاق حزب الله اللبناني، في الرابع من ديسمبر/كانون الأول الماضي، وانتهت في يناير/كانون الثاني الماضي، قد توقفت للأسباب السالفة الذكر.
وعللت الصحيفة توقف العملية العسكرية لعدم توفر الأمان والتأمين الكاملين للمواطنين الإسرائيليين في المنطقة الشمالية، في حال دخول إسرائيل في حرب مع إيران، عبر لبنان أو سوريا.
رسائل عاجلة
وقد كشفت الصحيفة العبرية النقاب عن تدشين الجيش الإسرائيلي لسلاح جديد من نوعه، في محاولة لمواجهة التهديدات الخارجية والمتزايدة على بلاده، يهتم بالجبهة الداخلية ويفي بغرض التنسيق مع كل الوحدات الداخلية التي تهتم بالمواطن العادي خلال الحرب.
وذكرت الصحيفة أن السلاح أو اللواء الجديد هو لواء قتالي دفاعي ينضوى تحت عباءة الجبهة الداخلية، أو سلاح الجبهة الداخلية، التي دشنته إسرائيل في العام 2007، في أعقاب الحرب الإسرائيلية الثانية على لبنان، صيف 2006، والتي تسببت في سقوط مئات الصواريخ على الداخل الإسرائيلي، ما تسبب في خسائر اقتصادية وإنسانية فادحة، آنذاك.
وتعليقا على تراجع واهتراء الجبهة الداخلية الإسرائيلية، سواء في الشمال أو الجنوب الإسرائيليين، بعث مستوطنو غلاف غزة، مساء أمس الخميس، رسائل عاجلة إلى رئيس حكومة تسيير الأعمال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، وغريمه الجنرال بيني غانتس، رئيس حزب “أزرق أبيض”.
غلاف غزة
وتوجه المستوطنون في منطقة غلاف غزة، المحيطة بالقطاع، برسائل عاجلة إليهم، بغرض الإسراع بإقامة حكومة وحدة، والعمل المشترك على الدفاع عن مستوطناتهم ضد القذائف الصاروخية المنطلقة من القطاع.
وذكرت القناة العبرية الـ”12″، أن رؤساء المجالس الإقليمية بمستوطنات غلاف غزة بعثوا بتلك الرسائل للاحتجاج على الوضع الأمني السياسي في إسرائيل، وللتأكيد على ضرورة تنحية الخلافات الشخصية جانبا، والاهتمام بمستوطناتهم.
وأفادت القناة العبرية على موقعها الإلكتروني بأن مستوطني غلاف غزة بعثوا رسالة واحدة وواضحة إلى كل من نتنياهو وغانتس وليبرمان ورؤساء الأحزاب الإسرائيلية بغرض الإسراع بتشكيل حكومة موحدة، والخروج من المأزق السياسي الذي وضعت فيه البلاد.
وكتب في الرسالة الموجهة لرؤساء الأحزاب:
مستوطنو الغلاف يحثونكم على تحمل المسؤولية واتخاذ اللازم لاستعادة الهدوء لمنطقتنا.
تحصين المباني
وفي السياق ذاته، قامت السلطات الإسرائيلية بخطوة هي الأولى من نوعها في تاريخها، تأثرا بعملية “الحزام الأسود”.
نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، الخميس قبل الماضي، أن رئاسة مجلس إقليم مستوطنة أشكول في غلاف غزة، اتخذت قرارا هو الأول من نوعه في تاريخ إسرائيل، المتمثل بتحصين المباني والمنشآت التعليمية، تخوفا من صواريخ وقذائف المقاومة الفلسطينية المنطلقة من قطاع غزة.
ذكرت الصحيفة العبرية أن مجلس إدارة المستوطنة قرر تدشين جدر أسمنتية ووضع أشجار حول المدارس والمباني والمنشآت التعليمية، وهو ما جاء تلبية لطلبات المستوطنين أنفسهم، الذين رأوا أن قذائف المقاومة الفلسطينية تؤثر عليهم.
نقلت الصحيفة عن رئيس مجلس إقليم مستوطنة أشكول، غادي ياركوني، أنه أبلغ المستوطنين بهذا القرار، بهدف تقوية الشعور العام، وشحذ هممهم، وذلك بعد تأثر المستوطنين نفسيا وعصبيا جراء إطلاق الصواريخ الفلسطينية عليهم من قطاع غزة.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي قام، فجر الثاني عشر من الشهر الجاري، باغتيال القيادي البارز في “سرايا القدس”، الذراع العسكرية لحركة “الجهاد الإسلامي”، بهاء أبو العطا، ما دفع الحركة في قطاع غزة إلى إطلاق مئات القذائف الصاروخية صوب المستوطنات والبلدات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة.
وقف إطلاق النار
وأكدت إسرائيل، بعدها بيومين، وقف عملية “الحزام الأسود” على قطاع غزة التي بدأتها في التاريخ نفسه، وأدت إلى مقتل 34 فلسطينيا وإصابة 111 آخرين بعد جهود ووساطات بذلتها مصر والأمم المتحدة لوقف حالة التصعيد على جبهة غزة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية.
وأعلنت مصادر مصرية مسؤولة، في وقت سابق من الخميس، الرابع عشر من الشهر الجاري، إنه تم الاتفاق على وقف لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة “الجهاد الإسلامي” الفلسطينية في غزة، برعاية مصرية.