الأمم المتحدة تكذب السراج: مئات المسلحين وصلوا إلى ليبيا من سوريا
قال المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا غسان سلامة إن الأمم المتحدة رصدت وصول مسلحين من سوريا إلى ليبيا، مؤكدا أن وصول المرتزقة حدث بالفعل.
جاء ذلك في تصريحات لـ”قناة “فرانس 24″ بعد أقل من شهر وبالتحديد منذ أواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي من تداول مقاطع فيديو تظهر مقاتلين سوريين يقاتلون في صفوف مليشيات الوفاق الإرهابية، وخرج فايز السراج رئيس ما يعرف بـ”حكومة الوفاق” وقتها، نافيا صحة الخبر.
وتابع سلامة: “لكن مسألة من يكون هؤلاء المسلحون، أو ما هي هويتهم السياسية، فنحن ليس بقدرتنا أن نؤكد انتماءهم إلى هذا الطرف أو ذاك، ولكن هل جاء منهم المئات وربما ألف أو ألفين منهم؟ هذا أمر مؤكد”.
وأضاف أن عددا لم يحدده من هؤلاء المسلحين موجود حاليا في ساحة المعركة، دون تفاصيل أكثر.
موالون لتركيا يقاتلون مع “الوفاق”
مع أن سلامة لم يذكر الطرف الذي يقاتل معه هؤلاء المسلحون السوريون، في ليبيا، إلا أن تتبع تصريحات قادة وتقارير إعلامية، يؤكد أنهم موالون لتركيا ويدعمون مليشيات الإخوان في معركتهم ضد الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.
كما لا يخفى على المتابعين أن هؤلاء المرتزقة هم “القوات الأخرى” التي تحدث عنها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في تصريحات أدلى بها عند إعلانه بدء إرسال قوات من بلاده إلى ليبيا قبل أسابيع قليلة.
والأحد الماضي، طالب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، خلال المؤتمر الدولي حول ليبيا بالعاصمة الألمانية برلين، بـ”الكف” عن إرسال مقاتلين سوريين موالين لتركيا إلى طرابلس، دعما لما يسمى “حكومة الوفاق”.
وذكر ماكرون: “يجب أن أقول لكم إن ما يقلقني بشدة هو وصول مقاتلين سوريين وأجانب إلى مدينة طرابلس، يجب أن يتوقف ذلك”.
في الأثناء، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان عن أن عدد المجندين السوريين الذين وصلوا إلى طرابلس ارتفع إلى نحو 2400، مشيرا إلى أن عمليات التجنيد مستمرة في المناطق الخاضعة لسيطرة تركيا شمالي سوريا.
ولفت المرصد، الذي يتخذ من بريطانيا مقرا له، إلى أن أنقرة تريد نحو 6000 متطوع سوري في ليبيا.
من جانبها، ذكرت صحيفة “الجارديان” البريطانية أن ألفي مقاتل سوري وصلوا أو سيصلون إلى ليبيا قريبا، قادمين من تركيا، للقتال في صفوف مليشيات “الوفاق”، وهو تقريبا العدد الذي تحدث عنه سلامة.
وفي تقرير نشرته الأربعاء، نقلت الصحيفة عن مصادر سورية في الدول الثلاث تأكيدها أن 300 عنصر من الفرقة الثانية لـما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” التابع للمعارضة والمدعوم من أنقرة، دخلوا تركيا عبر معبر “حوار كلس” العسكري في 24 ديسمبر الماضي، تلاهم 350 آخرون بعدها بخمسة أيام.
وأضافت أنه في 5 يناير/كانون الثاني الجاري، دخل 1350 مقاتلا آخرين تركيا من سوريا، وتم نشر بعضهم في ليبيا.
فيما لا يزال آخرون يتلقون التدريب في معسكرات جنوبي تركيا، بينما يدرس المزيد من المقاتلين المنتمين إلى “فيلق الشام” السوري المعارض المدعوم أيضا من أنقرة، إمكانية الذهاب إلى ليبيا.
ونقلت الصحيفة عن مصادرها أن المقاتلين السوريين سيشكلون فرقة سيطلق عليها اسم زعيم المقاومة الليبية ضد الاحتلال الإيطالي عمر المختار.
وبخصوص تفاصيل “الصفقة”، فأشارت الصحيفة إلى أن المقاتلين أبرموا عقودا لمدة 6 أشهر مع حكومة الوفاق مباشرة وليس مع الجيش التركي.
ويتلقى المرتزقة رواتب بقيمة ألفي دولار شهريا للشخص الواحد، وهو مرتب خيالي مقارنة مع الـ90 دولارا التي كانوا يتلقونها شهريا في بلادهم، علاوة على حصولهم على وعود بمنحهم الجنسية التركية.