الاستعانة برائحة جسم البشر لتعقب المجرمين.. مختبر أمريكي يلجأ لتقنيات غير مسبوقة لتجنب اتهامات التجسس

كشفت وثائق لمجلة Forbes الأمريكية عن مهامّ سرية يقوم بها مختبر معهد ماساتشوستس التقني، ويساعد الأجهزة الاستخباراتية في الدولة على حماية الأمن القومي الأمريكي باستخدام أجهزة تكنولوجية متقدمة جداً، أثارت جدلاً حول مدى قانونية هذه الأدوات، ما دفع المختبر للتفكير في وسائل أخرى للكشف عن المتهمين والمجرمين.

بحسب مجلة Forbs، التي اطلعت على مئات الوثائق التي تكشف عن تقنيات يستخدمها المختبر، فإنها تتمثل في برمجيات دقيقة تحدد هوية الأشخاص باستخدام بصمات أصابعهم الموجودة على الصور على وسائل التواصل الاجتماعي.

يقوم هذا المختبر باختراق الساعات الذكية والأجهزة الخاصة وغيرها من الأجهزة المتصلة بمجرد أن تكون داخل نطاق رصدهم.

انتقادات حقوقية للمختبر: إلا أن القدرات المتزايدة لمراقبة المجرمين والدخول غير القانوني للأفراد إلى الولايات المتحدة جذب انتباه المدافعين عن الخصوصية، فقال محام بالاتحاد الأمريكي متخصص في الحقوق المدنية، للمجلة، إن مشروع البصمات المتعلقة بوسائل التواصل الاجتماعي يفرض بعض “المخاوف الجدية المرتبطة بالخصوصية”.

 فيما قال موظف سابق بالمنظمة للمجلة إنَّ المختبر يُقدِّم بالفعل خبرته لإدارة الجمارك وحماية الحدود الأمريكية للمساعدة في تفتيش الأجهزة الإلكترونية عند الحدود.

دائرة عمل المختبر: كما تعاون المختبر عام 2015 مع مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI)، وأطلقوا مشروعاً بقيمة 500 ألف دولار، يحاول فيه باحثو Mitre جمع البصمات من الصور المنشورة على مواقع التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر لتأسيس قاعدة بيانات لملفات تضم المؤشرات الحيوية (البيومترية). ومُوِّلت المبادرة من جانب منظمة تُسمَّى TRIAD.

كما كشف مدير العلوم السابق لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، كريس بيهوتا، لمجلة Forbes أن كل وكالات إنفاذ القانون المحلية والفيدرالية قادرة على الوصول إلى قاعدة البيانات للعثور على هُوية وخلفية أي مجرم.

ووفقاً لمجلة Forbes، اضطلعت منظمة Mitre أيضاً بدور في مساعدة مكتب التحقيقات الفيدرالي في عمليات التعرُّف على الوجه، وساعدت المكتب في وضع تفاصيل “أكبر وأكفأ المخازن الإلكترونية لمعلومات السجل الجنائي والبيومتري في العالم”.

وساهم المختبر أيضاً في وضع خطة فعالة للبلاد خلال أزمة كورونا التي ضربت العالم، فقد حصلت على عقد بقيمة 16.3 مليون دولار من مركز مكافحة الأمراض والوقاية الأمريكي.

كما استعان مكتب مكافحة أسلحة الدمار الشامل التابع لوزارة الأمن الداخلي الأمريكية في منتصف مارس/آذار الماضي بمنظمة Mitre لقيادة عملية التنسيق مع عمداء وحكَّام ولايات البلاد للتعامل مع الجائحة.

البحث عن وسائل أخرى: العديد من الانتقادات التي وجّهت لهذا المختبر، بسبب اختراقه في بعض الحالات لخصوصية الأشخاص، جعله يفكر في طرق أخرى للتعامل مع بعض الحالات التي يواجهها.

وكشفت Forbes أن المختبر يجري حالياً أبحاثاً للوصول إلى طريقة لاستخدام رائحة الجسم البشري باعتبارها “مؤشراً على الخداع” خلال عمليات الاستجواب.

تفاصيل أكثر عن المنظمة: وفقاً لتقرير Forbes، فإن Mitre هي منظمة غير ربحية وليست ملزمة بالحاجة لتحقيق الربح، لذا لا تصل التكنولوجيا إلا لأيدي الحكومة أو الشركات الخاصة أو المؤسسات الأكاديمية.

وأسَّس معهد ماساتشوستس للتقنية المنظمة في عام 1958 للإشراف على أنظمة كشف طائرات العدو خلال الحرب الباردة. ووفقاً لتقرير للصحفي توماس بريوستر في مجلة Forbes الأمريكية، اشتركت منظمة Mitre Corporation منذ ذلك الحين في مجالات مختلفة من العمليات الحكومية التي تتعلق بالأمن القومي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى