الروائى الفلسطينى ناجى الناجى يوقع روايته “سماء وسبعة بحور”
وقع الكاتب والروائى الفلسطينى ناجى الناجى، المستشار الثقافى بالسفارة الفلسطينية بالقاهرة، روايته “سماء وسبعة بحور” الصادرة حديثًا عن دار ابن رشد، بحضور السفير دياب اللوح، سفير دولة فلسطين لدى مصر، وعدد من الكتاب والإعلاميين المصريين والفلسطينين، وأدار اللقاء الإعلامى خالد منصور.
تحدث ناجى الناجى، عن تجربته فى الرواية الجديدة التى يعالج فيها قضية اللجوء والأسرى وتفاعل الأيديولوجيات المختلفة مع القضية الفلسطينية، وإشكالية الاحتلال والتأريخ، إذ اعتبر المؤلف أن هذه التجربة شديدة العسر نظرًا لمرورها بمراحل مختلفة على مستوى السرد واللغة معًا، مشيرًا إلى أن الرواية تمثل تجربة شخصية حقيقية له، سواء أكانت تجربة مر بها أو كان شاهدًا عليها، إذ يقول “الرواية شديدة العسر، تبدلت المشاعر أكثر من مرة وكنت بحاجة إلى إعادة تحرير فى مناطق ما، هذا على مستوى السرد والحكاية، وعلى مستوى اللغة كان على أن أنتخب لغة قريبة من القراء، لغة منهم ولهم، عملًا بنصيحة النقاد والأصدقاء الذين نصحونى باختيار لغة ملائمة بعيدًا عن التعقيد، وكذلك التركيز على مساحات السرد وليس على مساحات اللغة”.
وأضاف أن هذه التجربة قريبة من واقع شخصى خاص به، وجزء مما حدث فيها مر به بالفعل لكن جزءا آخر كان شاهدًا عليه، فصار على هامش هذه الرواية لأن هناك أبطالا حقيقيين لابد ان يأخذوا حقوقهم من خلال تسليط الضوء على تجاربهم الإنسانية فى الواقع الفلسطينى، موضحًا أن الرواية ترصد بطولات العديد من ال فلسطين ين الذين صمدوا على أرضهم منذ عام 1947 وحتى وقت كتابة هذه الرواية ولهم دور مشرف ودفعوا ثمن ذلك.
وروى الناجى، قصة إنسانية عن الشهيد الفلسطينى، قائلا: “فى مخيم جنين كنت أبحث عن نصوص لأطفال تكتب، وعندما ذهبت برفقة صديقى زياد إلى مقبرة الشهداء بجنين وجدنا أطفال يسقون الزرع، تعاملوا معنا بحدة البداية لأنهم يعتبرون أن هناك قدسية ما فيما يقومون به، تجاوزوا الموقف، وتحدثوا عن أسماء الأبطال ال فلسطين يين فى المقبرة، وهم يحفظون أسماءهم عن ظهر قلب، روى أحد الأطفال عن أحد شواهد القبور، وهو قبر مزدوج، إذ قال أنه خلال قصف جنين كان أحدهم من فصيلين مختلفين، وبسبب القصف التحم جسدهما مع بعض، فدفنا سويا، ثم نظر إلى جنوب المقبرة وسألنى: هل لاحظت أن القبور هنا تختلف عن تلك؟، فقلت نعم، فقال إن هؤلاء من استشهدوا فى معركة مخيم جنين وهؤلاء على الجانب الآخر الذين كانوا يسقون الزرع لهم كما نحن نسقى الزرع الآن”.
وعلق الناجى، على هذه القصة، بأن الشواهد والحكايات الفلسطينية أحيانًا تستعصى اللغة عن ترجمتها فى عمل أدبى لأن الواقع – كما ذكر سالفًا – يتجاوز خيال المؤلف.
ناجى الناجى، كاتب ودبلوماسى فلسطين، كتب فى مجالات المسرح والقصة القصيرة والرواية، وصدر له مسرحية “قيثارة من رخام” عام 1999، و”زعتر قرمزي” عام 2002، والمجموعة القصصية “ترنيمة إلى الضفة الأخرى” عام 2016، كتب فى العديد من الدوريات الأدبية العربية، وقدّم برنامج “أمسى المسا” فى راديو أرابيسك الموجه للعرب المقيمين فى ألمانيا.