الطالب السوداني الذي اعتقلته مصر يؤكد إرغامه على الإدلاء بتصريحات كاذبة

قال الطالب السوداني، وليد عبدالرحمن، الذي أطلقت السلطات المصرية سراحه، بعد اعتقاله بزعم مشاركته في احتجاجات ضد الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن الأقوال التي أدلى بها وتم بثها على قنوات مصرية صرح بها رغماً عنه.

وجاء ذلك في مقابلة مع تلفزيون «الحرة«، نشرتها الجمعة 4 أكتوبر/تشرين الأول 2019، وظهر فيها عبدالرحمن وسط منزله في السودان، محاطاً بأقاربه ومعارفه.

وقال عبدالرحمن الذي وصل إلى السودان، أمس الجمعة، إنه أُجبر على الإدلاء بالأقوال، وأضاف أن «كل ما قيل في الإعلام كان خارج إرادتي تماماً، كان يتم تلقيني».

وذهب عبدالرحمن إلى مصر لدراسة اللغة الألمانية هناك، ونفى أن يكون سبب ذهابه إلى هناك للمشاركة في الاحتجاجات ضد السيسي، وأشار إلى أنه أراد دراسة اللغة الألمانية بهدف الحصول على منحة واستكمال دراسته في ألمانيا.

وبحسب الطالب السوداني، فإن المخابرات السودانية بذلت جهوداً كبيرة من أجل إتمام عملية إطلاق سراحه.

بث اعترافات عبد الرحمن

وكانت سفارة الخرطوم في القاهرة، أعلنت يوم الأربعاء الماضي، إطلاق مصر سراح عبدالرحمن، وقالت في بيان نقلته وكالة السودان للأنباء (رسمية)، إن الطالب «عبدالرحمن سيغادر القاهرة، مساء الأربعاء، برفقة القنصل السوداني خالد محمد علي، إلى الخرطوم»، لكن عبد الرحمن وصل إلى بلده الجمعة.

وعبدالرحمن هو واحد من أكثر من 2000 شخص اعتقلتهم قوات الأمن المصرية خلال الأسبوع الماضي، ومِثل كثيرين آخرين، اتهمتهم السلطات بالمشاركة في الاحتجاجات التي جرت بميدان التحرير في القاهرة على حكم السيسي، وفقاً لما ذكره موقع Middle East Eye البريطاني.

واستدعت الخارجية السودانية، الأحد 29 سبتمبر/أيلول 2019، السفير المصري في الخرطوم حسام عيسى؛ على خليفة اعتقال الطالب، في وقت نظّم فيه مئات بالعاصمة السودانية الخرطوم وقفة احتجاجية أمام مقر السفارة المصرية، للمطالبة بإطلاق سراحه.

وقبل أيام، بث الإعلامي المصري عمرو أديب فيديو مسجلاً، خلال برنامجه بفضائية خاصة، يقول إنه «اعترافات لشاب سوداني يُدعى وليد عبدالرحمن حسن»، عقب توقيفه لاتهامه بالمشاركة في الإعداد لمظاهرات مخالفة للقانون.

وقالت والدة عبدالرحمن، خديجة أبو الزاكي، للموقع البريطاني: «أنا لا أستطيع النوم أو تناوُل الطعام منذ أن شاهدتُ مقطع الفيديو هذا. إنه لأمر مؤلم للغاية أن أرى ابني الوحيد يُتهم بارتكاب مثل هذه الجرائم الخطيرة، في حين أني أعرف أنه بريء منها».

وأضافت: «هذا الفيديو جرى إعداده وتنظيمه ليُعرض بهذا الشكل، والمذيع المصري يكذب. أنا أعرف ابني جيداً، لقد أدلى بهذه الاعترافات إما تحت التعذيب وإما تحت التهديد».

ويوم الخميس الماضي، أعلنت النيابة المصرية التحقيق مع ألف شخص، بينهم عناصر أجنبية، على خلفية تظاهرات «مخالفة للقانون» وقعت في 5 مدن، بحسب قولها.

وخرجت مظاهرات نادرة ضد السيسي في عدد من المدن المصرية، وهي الأولى منذ وصوله إلى الحكم قبل 6 سنوات، وقابلتها قوات الأمن والشرطة بعنف وحملة اعتقالات واسعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى