العراق يجمد صفقة نفطية مع الصين.. رسالة بغداد إلى رجل البيت الأبيض

سلط موقع “أويل برايس” المتخصص بأخبار الطاقة والنفط الضوء على موقف العراق الأخير بتجميد صفقة بيع النفط الخام بـ”الدفع المسبق” للصين.

وأشار الموقع إلى أن تحرك بغداد بهذا الاتجاه خطوة يراد منها الضغط على واشنطن للحصول على دعم أكبر.

وفي ظل وجود “الرجل الجديد في البيت الأبيض”، يقول الموقع الإخباري النفطي “اللعبة شديدة البساطة، ومع ذلك فإنها مؤثرة جدا”.

وأوضح أن “بغداد ترسل إشارة إلى أنها قد تقترب أكثر نحو روسيا والصين من خلال حقول النفط الكثيرة أو غيرها من العقود، والولايات المتحدة تشعر أنها مضطرة للرد من خلال عرض المزيد من التمويل المباشر أو غير المباشر عبر صفقات ضخمة بين الشركات الأمريكية والعراقية”.

قرار عراقي

وأشار الموقع إلى أن قرار الحكومة العراقية في الأسبوع الماضي تجميد تطبيق الاتفاق الضخم مع شركة النفط الصينية التابعة للحكومة، “يندرج تماما في إطار هذه اللعبة القائمة منذ زمن طويل مع الولايات المتحدة”.

وكان وزير النفط العراقي احسان عبدالجبار أعلن أن الحكومة العراقية قررت تجميد اتفاق الدفع المسبق للنفط الخام والذي عرضته شركة “شينهوا أويل كورب الصينية”.

وبحسب الموقع الإخباري النفطي، فإن الاتفاق كان من المفترض أن يمتد لخمسة أعوام.

استثناءات أمريكية

وكان ترامب وفريقه مارسوا لعبتهم المعتادة مع العراق أيضا حيث منحوه استثناءات ليستورد الغاز والكهرباء من إيران عدة مرات رغم العقوبات الأمريكية على طهران.

وكانت هذه الاستثناءات الطويلة تمنح على أمل استعادة بغداد باتجاه الجانب الأمريكي في لعبة الصراع الجيوسياسي القائم مع الصين وروسيا في الشرق الأوسط، وهي فرصة لاحت أمام واشنطن عندما زار مصطفى الكاظمي، رئيس وزراء العراق، واشنطن في أغسطس/آب الماضي.

وفي ذلك الوقت، كان الكاظمي بحاجة ماسة إلى السيولة المالية، حيث كانت بغداد تحت ضغوط مالية إضافية بعد تراجع مداخيلها من مبيعات النفط بنسبة 50% في ذلك الوقت.

وتأثرت مالية العراق سلبا بدرجة إضافية مع تداعيات وباء كورونا، ومع الجدل الذي دار مع حكومة إقليم كردستان حول تقاسم الميزانية وعوائد النفط.

وأجبرت هذه العوامل العراق على اقتراح تأخير دفعات الديون الخارجية، وطرح استقطاع بالرواتب بنسبة 60% للعديد من موظفي قطاعات الدولة، وتخفيض النفقات غير المهمة.

فرصة ضائعة

وبعدما برزت مشكلات في قدرة الحكومة على دفع الرواتب، كان وصول الكاظمي إلى واشنطن في الوقت المناسب ليسمع ترامب وفريقه الكلام الذي يرغبون بسماعه حول نواياه بتقليص اعتماده على إيران بالنسبة للكهرباء وواردات الغاز.

وقامت واشنطن فورا بمكافأته على تعهده هذا من خلال الاتفاقات مع 5 شركات أمريكية كبرى قيمتها لا تقل عن 8 مليارات دولار.

وكما كان متوقعا، مع بدء دخول الدفعات الأولى من الأموال المرتبطة بهذه الصفقات الأمريكية إلى الحسابات البنكية للحكومة في البنك المركزي، استدارت بغداد وأعلنت أنها توصلت لاتفاق أطول مع إيران من أجل استيراد الكهرباء والغاز لمدة عامين، قابلة للتمديد.

وإلى جانب ذلك، أشار الموقع إلى تواصل الهجمات الصاروخية على مواقع وقوافل أمريكية في العراق نفذتها مجموعات مدعومة من إيران.

وتابع أنه بعد شهر على زيارة الكاظمي، كانت إدارة ترامب قد فقدت صبرها إزاء بغداد.

وأكد أنه مع رحيل ترامب من البيت الابيض، مضت بغداد قدما باتفاق ملتهب أكثر مع الشركة الصينية وهو ما يمثل اختبارا للرئيس الجديد جو بايدن.

واعتبر أن “التفسير الرسمي” لتوضيح سبب تجميد صفقة الدفع المسبق مع الصين، كان مثيرا للسخرية، حتى وفق المعايير العراقية، في أنه مع ارتفاع أسعار النفط واستقرارها، فلا حاجة للاستمرار بتنفيذها.

ونقل الموقع عن مصدر رفيع المستوى مرتبط بوزارة النفط العراقية قوله إنه “يبدو أن بغداد تحاول أن ترى ما إذا كان بإمكانها أن تبدأ مجددا بممارسة اللعبة المعتادة مع الإدارة الأمريكية الجديدة، من خلال توجيه هذه الإشارة بأنها منفتحة على عروض من واشنطن خلال مرحلة تجميد هذه العلاقة مع الصين”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى