العلماء حيارى بسبب المتعافين من كورونا.. يعانون من أعراض تشبه متلازمة التعب المزمن ولكن دون تفسير واضح
كشف تقرير نشره موقع Business Insider الأمريكي السبت 22 أغسطس/آب 2020، إن مرضى فيروس كورونا كثيراً ما يعانون من انتكاسة بعد تعافيهم من المرض حال قيامهم بالكثير من النشاط البدني ويقول الأطباء إن الشعور بالضعف أو التشوش بعد المهام العادية صار نمطاً مميزاً عند مرضى كوفيد-19 بأعراض طويلة المدى.
هذه الحالة من التعب والإعياء، يشبهها الأطباء بحالة مرضية أخرى لا تزال غامضة وهي متلازمة التعب المزمن.
حالات من مرضى كورونا: التقرير رصد حالة المريضة السابقة ماريسا أوليفر في كاليفورنيا، حيث كانت في رحلتها أثناء السفر في مايو/أيار، وقد أصيبت بالإعياء رغم تعافيها وتحسن تنفسها، وصار بإمكانها التحدث عبر الهاتف لأكثر من نصف ساعة أو السير 40 دقيقة دون الشعور بعد الارتياح.
لكن السفر كان كفيلاً بإعادتها إلى الفراش فوراً. ومؤخراً، بدأت المهام البسيطة مثل إجراء العديد من المكالمات في العمل تتركها “محطمة تماماً”.
في الوقت نفسه أشار التقرير الى أن المصابين بمتلازمة التعب المزمن، المعروف إكلينيكياً بالتهاب الدماغ والنخاع العضلي، يحدث أن “ينهاروا” أو “ينتكسوا” بسبب أنشطة بسيطة مثل الاستحمام أو الذهاب إلى متجر البقالة أو إحضار رسائل البريد. ربما يشعرون بالدوار أو الضعف عندما يقفون بسرعة، أو يعانون في محاولة التفكير بوضوح. وبعض هؤلاء المرضى قد يبقى طريح الفراش لأيام أو لأسابيع، دون أن يتحسن بعد النوم أو الراحة.
بيانات مرضى كورونا: يقول د. نيت فافيني من مبادرة Forward لجمع البيانات عن مرضى فيروس كورونا في أنحاء البلاد لموقع Business Insider: “يتحدث المجتمع الطبي عن عن مرضٍ مشابه لمتلازمة التعب المزمن يمكن أن يُصاب به الشخص بعد فيروس كورونا. وللأسف، هناك شريحة صغيرة من الناس يحدث معهم هذا، وتصبح الأعراض أمراً مزمناً يعانون منه لأعوام”.
لكن مرضى كوفيد-19 ينبغي أن يمر عليهم ستة أشهر على الأقل لتشخيصهم بالتعب المزمن، والعديد منهم لم يبلغ هذه المدة بعد. فضلاً عن أنه لا يوجد اختيار يؤكد إصابة الشخص بمتلازمة التعب المزمن، فهو مرض “تفسيراته ضعيفة وعلاجاته ضعيفة”، وفقاً لد. فرانسيس ويليامز، أخصائية أمراض الروماتيزم والأستاذة بعلم الأوبئة الجيني في جامعة كينغز كوليدج بلندن. وأضافت: “إن المجتمع الطبي ما زال لا يتقبل بصورة كاملة وجود المرض من الأصل”.
وحتى إن تم تشخيصهم بالمرض، فلا يوجد عقار أو علاج معروف لمتلازمة التعب المزمن. ما زال الأطباء يحاولون فهم المتلازمة، التي تأتي بصورة غير متوقعة ويمكن أن تشبه أمراض أخرى مثل الألم العضلي الليفي.
لكن الجائحة جعلت الاهتمام يتجدد بمتلازمة التعب المزمن. وقد يعني هذا علاجات أفضل في المستقبل للذي تم تشخيصهم، ومن حاربوا الإرهاق لأعوام طوال.
جلطات الدم والإرهاق: بناءً على ما يعرفه الأطباء حتى الآن، قد يكون تعرض المصابين بكوفيد-19 لجلطات الدم أحد أسباب الإرهاق. يقول فافيني: “إن تعرض الشخص لعدد من الجلطات الصغيرة في الرئة، يمكن أن يستمر هذا في التسبب بالإرهاق لمدة طويلة من الزمن، حتى بعد انتهاء الجلطات، إن تعرضت الأوعية الدموية لضرر”.
في حين، يمكن أن تؤدي الاستجابة المناعية العنيفة للفيروس إلى التهابات في الجسد تضر بالأنسجة السليمة. إذ يمكن لاستجابة التهابية زائدة أن تعيق عمل الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى الشعور بفقدان الطاقة، وضعف في العضلات، ومشاكل في التركيز أو النوم.
يذكر أن دراسة أجريت في 2011 على مرضى سارس في تورنتو بكندا وجدت أدلة على أن الفيروس يمر عبر الحائل الدموي الدماغي، أي يصل إلى الدماغ ويسبب مشكلات عصبية طويلة المدى تعيق النوم والإدراك. ويرجح الأطباء أن فيروس كورونا قد يكون يعمل بنفس الطريقة.