“الغارديان”: تراجع حدة اللهجة المستخدمة من السعودية تجاه لبنان بعد إطلاق سراح “مشتبه” بقتل خاشقجي
قالت صحيفة “الغارديان” إنه في الأيام التي أعقبت إطلاق سراح فرنسا للرجل الذي اعتقلته بشبهة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، خفت حدة اللهجة التي يستخدمها السعوديون تجاه لبنان.
وذكرت الصحيفة في تقرير أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، استقبل في وقت سابق من الشهر الحالي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في جدة، في أول زيارة يقوم بها زعيم غربي إلى السعودية منذ اندلاع الفضيحة (قتل خاشقجي في السفارة السعودية في تركيا) في تشرين الأول 2018.
وكشفت أنه “في المقابل، أصر ماكرون على أن يتلقى الزعيم السعودي الفعلي (بن سلمان) اتصالا هاتفيا من رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، مما قد يفتح الطريق أمام الرياض لإرسال مساعدات إلى الدولة المفلسة”، مشيرة إلى أنه “في الأيام التي أعقبت إطلاق فرنسا سراح الرجل الذي اعتقلته، خفت حدة اللهجة التي يستخدمها المسؤولون السعوديون والخليجيون تجاه لبنان إلى حد كبير”.
هذا وكشف مصدر على صلة بأعضاء كبار في المخابرات السعودية للصحيفة إن “ما لا يقل عن ثلاثة أعضاء من فرقة الاغتيال السعودية الذين أدانتهم الرياض بقتل خاشقجي، يعيشون ويعملون داخل مجمع أمني من فئة سبع نجوم تديره الحكومة في الرياض”، مشيرا إلى أنه (المصدر) تحدث مع شاهدين زعما أنهما شاهدا القتلة المدانين الذين يقيمون في فيلات ومبان يديرها جهاز أمن الدولة السعودي، وقالوا إن أفراد الأسرة كثيرا ما يزورونهم، بعد أن خففت الأحكام التي صدرت عن “محاكمة صورية” من الإعدام إلى سجن مدى الحياة.
وألقت هذه المشاهدات، بحسب الصحيفة، “مزيدا من الشك على مزاعم الرياض بمحاسبة القتلة وتأتي وسط عودة ظهور مستشار بن سلمان، سعود القحطاني، مرة أخرى في الديوان الملكي بعد ثلاث سنوات في الاختباء”، مشيرة إلى أنه “تمت تبرئة القحطاني من أي تورط في اغتيال خاشقجي، على الرغم من تقييم المخابرات الغربية بأنه كان العقل المدبر للعملية بأمر من بن سلمان”.
وأكد المصدر أن “العالم الشرعي الذي قطع جثة خاشقجي داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، كان من بين الذين شوهدوا داخل المنشأة. كما شوهد مصطفى المدني، أحد أعضاء فرقة الاغتيال الذي ساعد في خلق حيلة مفادها أن خاشقجي ترك القنصلية حيا، وكذلك منصور أباحسين المتهم بقيادة العملية”.
وتأتي هذه الاكتشافات مع استمرار الغموض الذي يحيط بهوية الرجل الذي اعتقلته الشرطة الفرنسية هذا الشهر، والذي تم تحديده في البداية على أنه عضو في فريق ثانوي من قتلة خاشقجي. وقد قبض على خالد عايد العتيبي في مطار شارل ديغول في 7 ديسمبر بناء على مذكرة توقيف صادرة عن تركيا.
وقالت الشرطة في وقت لاحق إن الاعتقال كان ناجما عن “خطأ” في تحديد الهوية. ومع ذلك، من المفهوم أن المسؤولين الأتراك يعتقدون أن فرنسا ربما ألقت القبض على الرجل المناسب وأطلقت سراحه لأسباب سياسية.
وأكد مصدر لـ”الغارديان” أن المسؤولين الأتراك أبلغوا عن مخاوفهم، خصوصا أن البيانات التي قدموها إلى الإنتربول تتطابق مع ما أرسلته الشرطة الفرنسية إليهم في البداية.