اللقاح وحده لن يكون كافياً للقضاء على جائحة كورونا!
أطلق فريق خبراء متعدد التخصصات شكَّلته جمعية لندن الملكية، تحذيراً يفيد بأن لقاحاً فعالاً ضد كورونا “كوفيد-19” لن ينجح وحده في وقف انتشار الفيروس، مع التوقعات باستمرار القيود على الحياة بعض الوقت.
الفريق حسب صحيفة The Guardian البريطانية، تحدث عن التحديات الخطيرة حول إنتاج اللقاح، وضمن ذلك عراقيل التصنيع والتخزين، وأسئلة بشأن مدى فاعلية اللقاحات، ومشكلات في الثقة العامة.
البروفيسورة نيلاي شاه، رئيسة قسم الهندسة الكيميائية في جامعة إمبريال كوليدج لندن، ومُعِدة التقرير، قالت إنه على الرغم من أنَّ اللقاحات ستتوافر في مارس/آذار، فإنه ستظل هناك أسئلة حول ما إذا كانت ستُثبَت فاعليتها ونجاحها في تجاوز العمليات الرقابية.
أضافت البروفيسورة نيلاي، أنه “حتى لو تجاوزنا ذلك وتوافرت المواد وبدأ التطعيم في الربيع، فسيستغرق الأمر وقتاً طويلاً للعمل مع المجموعات المختلفة ذات الأولوية في البداية ثم على نطاق أوسع مع السكان لاحقاً”، مشيرة إلى أنَّ ذلك قد يستغرق عاماً تقريباً.
من جانبه، رأى البروفيسور تشارلز بانغهام، رئيس قسم علم المناعة في إمبريال كوليدج لندن والمشارك في إعداد التقرير، أن “فاعلية اللقاحات حتى لو ثبتت فمن غير المرجح أن نتمكن من العودة إلى الحياة الطبيعية تماماً. سيكون هناك وفق رأيه، مقياس متدرج حتى بعد إدخال لقاح نعرف أنه فعّال. سيتعين علينا التخفيف تدريجياً من بعض المبادرات الأخرى”.
بانغهام أضاف أنَّ القليل من اللقاحات يمنع العدوى تماماً، لكنها يمكن أن تقلل من شدة المرض وفرصة انتقاله. ومع ذلك، في حالة اللقاحات قيد التطوير ضد “كوفيد-19″، لا تزال هناك أسئلة لا تعد ولا تحصى حول عملها.
مخاوف أثيرت بالفعل من أنَّ اللقاحات ضد “كوفيد-19” ربما تكون أقل فاعلية لدى كبار السن مقارنة بالمجموعات الأخرى، وهي مشكلة يُحتمَل حدوثها إذا كانت كمية اللقاحات المتوافرة محدودة، وتعيَّن منح الأولوية في التطعيم لأولئك الأكثر عرضة للإصابة.
إضافة إلى ذلك، نوَّه الفريق، الذي أعَد التقرير ويحمل اسم Delve (اختصاراً لتقييم البيانات والتعلُّم من الأوبئة الفيروسية)، إلى أنَّ سياسة التطعيم على نطاق واسع؛ في محاولة لإنتاج مناعة القطيع، يمكن أن تواجه أيضاً صعوبات محتملة، خاصة إذا كان اللقاح محدود الفاعلية. وبالنسبة لأي برنامج تطعيم شامل، هناك عقبات في التصنيع والإمداد يجب التغلب عليها.
في هذا الصدد، قالت البروفيسورة نيلاي شاه إن “هناك حاجة للتأكد من أننا [سنمتلك] جميع المكونات لعشرات الملايين من الجرعات في المملكة المتحدة، وعدة مليارات على مستوى العالم”، مشيرة إلى أنَّ هذه المكونات تتنوع من المواد الكيميائية إلى القوارير الزجاجية، إضافة إلى أنَّ بعض اللقاحات يجب حفظها في درجات حرارة منخفضة للغاية.
نيلاي أضافت أنَّ برنامج التطعيم سيحتاج تنفيذه بمعدل عشرة أضعاف برامج التطعيم من الإنفلونزا الموسمية؛ ومن ثم سيحتاج ذلك عدة آلاف من العاملين في مجال الرعاية الصحية، والأشخاص المُعَاد تدريبهم للتركيز فقط على إعطاء اللقاحات.
يُضاف إلى تلك العقبات، ثقة الجمهور باللقاح. تقول الدكتورة زانيا ستاماتاكي، الباحثة في علم المناعة الفيروسي بجامعة برمنغهام: “بحلول الوقت الذي تُطرَح فيه اللقاحات الأولى، سنحتاج بذل قصارى جهدنا لتبديد أية خرافات تحيط بالتطعيم، وطمأنة الأفراد والعائلات بأنها آمنة ومُختبَرة بدقة، وأننا لم نسلك طريقاً مختصراً خلال تطويرها أثر في سلامة اللقاحات”.