المقداد: لن ننسى مآثر الشيخ زايد.. سنحرر إدلب وشمال سوريا مع الأصدقاء والأشقاء العرب
قال معاون وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، إن نهب الولايات المتحدة الأمريكية لثروات سوريا هو نوع من الاحتلال سيجلب المقاومة.
وأكد المقداد، أن سوريا ستستعيد سيادتها على كامل أراضيها من قبضة الإرهاب ومن قبضة جيش الاحتلال التركي بمساعدة الأصدقاء والحلفاء والأشقاء العرب، داعيا أصحاب الأحلام الانفصالية للعودة إلى عقولهم وضميرهم ما دام الوقت متاحا لذلك.
كلام معاون وزير الخارجية السوري جاء في كلمة ألقاها خلال مشاركته بإحياء حفل أقامته سفارة الإمارات العربية المتحدة بدمشق بمناسبة العيد الوطني الثامن والأربعين لدولة الإمارات، أكد فيها أن السوريين يحتفلون في أعياد الإمارات كما يحتفلون في عيدهم الوطني، وإن سوريا لن تنسى مآثر الإمارات ووقوفها إلى جانب الشعب السوري.
وقال المقداد في كلمته أمام الحفل: لا نشترك فقط في أن دولة الإمارات العربية المتحدة تحمل اسم العروبة في اسم الدولة كما هو الحال عندما نتحدث عن الجمهورية العربية السورية، لكن عندما يذهب التفكير إلى ما هو أبعد من العناوين والتسميات، فإن لحمة الدم والانتماء والفرحة للإنجازات والانتصارات التي تتحقق في بلدينا نجدها أعمق ومغروسة في الضمير وفي الروح.
وذكر المقداد أمام الحضور قصة نقلها عن وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم عندما كان عام 1973 في لندن أثناء اندلاع حرب تشرين بين الجيشين السوري والمصري، وبين جيش الاحتلال الإسرائيلي من الأخرى، حيث استدعاه رئيس الدولة الإماراتي الراحل سمو الشيخ زايد آل نهيان إلى مقر إقامته في لندن وطلب منه إبلاع الرئيس الراحل حافظ الأسد أن كل إمكانيات دولة الإمارات تحت تصرف سوريا لتحقيق النصر في هذه الحرب.
وقال المقداد: كيف يمكن لسوريا التي قادها الرئيس الراحل حافظ الأسد في حرب تشرين، ويقودها الآن سيادة الرئيس بشار الأسد أن تنسى هذه المأثرة لسمو الشيخ زايد آل نهيان؟.
وأضاف: عندما نحتفل بالعيد الوطني للإمارات العربية المتحدة في دمشق فنحن نعتبر أنفسنا نحتفل بأعيادنا الوطنية، وكم فرحنا – وأنا من جيل رحيل القوات الأجنبية عن الإمارات وتوحيدها- كم فرحنا آنذاك في شوارع دمشق وساحاتها وفي كل أنحاء الجمهورية العربية السورية بهذا الانتصار وبهذا الإنجاز الكبير لشعبنا العربي في الإمارات العربية المتحدة.
وتابع المقداد بالقول: طبعا نحن لا يمكن أن ننسى أن الإمارات العربية المتحدة قد وقفت إلى جانب سوريا في حربها على الإرهاب، وتم التعبير عن ذلك من خلال استقبال الإمارات العربية المتحدة، دون أية شروط أو مضايقات لكل السوريين الذين اختاروها حتى تنتهي هذه الحرب الإرهابية على سوريا، ولذلك “نقول شكرا لإخواننا في الإمارات العربية المتحدة”.
وأشار المقداد إلى مشاركة الإمارات العربية المتحدة في القمة الأخيرة العربية التي عقدت في دمشق، ومشاركة سمو الأمير خليفة بن زايد آل نهيان في تلك القمة على رأس وفد كبير من الإمارات، “وكان حضوره في تلك القمة مدعاة فخر واعتزاز لنا”.
وقال المقداد: تعودت سوريا أن تنظر إلى جميع أشقائنا العرب على أن أي إنجاز يحققونه هو إنجاز لنا أيضا، نحن نعتز كما تعتزون أيها الأخوة من الإمارات بالإنجازات التي حققتها الإمارات في المجالات الاقتصادية والحضارية والثقافية، فكل إنجاز أو بناء أو صعود إلى الفضاء أو مؤسسات دولية تتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقرات لها، فنحن نعتبر أن هذه المقرات هي أيضا مقرات للجمهورية العربية السورية.
وحول الأوضاع في سوريا قال المقداد: نحن والحمد لله نحقق انتصارات كبيرة في حربنا على الإرهاب، والأراضي السورية تعود لسيادة الدولة السورية، وما تبقى في قبضة التنظيمات الإرهابية في إدلب وفي قبضة قوات الاحتلال التركي في الشمال من سوريا ستعود إلى الوطن، وسنعتمد في ذلك على دعم أشقائنا في الدول العربية لنا وعلى إيقاف بعض الأشقاء الذين استهوتهم لعبة الإرهاب والخضوع لإملاءات الغرب لعبهم في الوضع العربي، فنحن نتعرض لصعوبات ونتعرض لمخاطر حقيقية تستوجب منا جميعا أن نقف إلى جانب بعضنا فما بالكم إذا كان هذا الخطر هو الإرهاب الذي لا يمكن لأي بلد، ليس فقط في المنطقة العربية، بل في كل أنحاء العالم مواجهته والتصدي له لأنه يشكل خطرا على العالم.
وتابع المقداد بالقول: أطمئن الجميع بأن سوريا ماضية بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد وبفضل وقوف جيشها وتضحياته ووقوف الأصدقاء والحلفاء إلى جانبنا، مستمرة في تحقيق الإنجازات حتى تحرير آخر ذرة من ترابنا الوطني نقول لكل من ما زال يراهن على الدعم الأمريكي لتوجهات انفصالية بعيدة كل البعد عن المصلحة الوطنية إن الوقت ما زال متاحا أمامهم للابتعاد عن هذه الأوهام لأن سوريا لن تقبل بضياع ذرة تراب واحدة من أرضها، وعلى هؤلاء أن يعودوا إلى عقلهم وضميرهم لأن هذه الأوهام التي تزرعها إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية في عقولهم وفي صدورهم لن يكتب لها النجاح مهما بلغ حجم الدعم الأمريكي والغربي لهؤلاء.
وخاطب المقداد الولايات المتحدة الأمريكية مكررا ما قاله الرئيس السوري بشار الأسد وقال: إننا لا نعتبر وجود الولايات المتحدة الأمريكية ونهبها للثروات الوطنية السورية إلا نوعا من الاحتلال وهذا الاحتلال سيجلب المقاومة، ولن تسكت سوريا شعبا وقيادة وأصدقاء وحلفاء واسمحوا لي أن أقول أشقاء على أن تهدر ذرة تراب واحدة من سوريا ولا من أي بلد عربي آخر.
وتمنى المقداد على القائم بأعمال سفارة الإمارات بدمشق، “نقل تهاني قيادة الجمهورية العربية السورية لأشقائنا وإلى سمو رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة وغلى قيادتها بهذه المناسبة الغالية على الشعب السوري”.