انتخابات البرازيل.. صراع العمالقة “شبه المحسوم” بين اليمين واليسار

يتنافس 11 مرشحا بانتخابات الرئاسة البرازيلية التي ستنعقد، الأحد، لكن 2 فقط منهم أمامهما فرصة للوصول للإعادة.

والاثنان، هما الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، والحالي جايير بولسونارو، وكلاهما من عمالقة السياسة، بحسب وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.

 وسيصوت 8 من كل 10 برازيليين لأحدهما، بحسب معهد استطلاعات الرأي “داتافولها”، مما يترك مساحة صغيرة أمام المتنافسين ويعني أنه عوضا عن المقترحات الجديدة والبرامج التفصيلية، اعتمد المرشحان الأوفر حظا في الغالب على خبرتهما وهاجما بعضهما البعض.

وأشارت “أسوشيتد برس” إلى أن الانتخابات التي ستجرى، الأحد، يمكنها أن تشير إلى عودة رابع أكبر ديمقراطية في العالم إلى حكومة يسارية بعد 4 أعوام من السياسة اليمينية بقيادة رئيس طالته انتقادات بسبب تحدي المؤسسات الديمقراطية، وطريقة تعامله مع جائحة كورونا، وتعافي اقتصادي لم يشعر به الفقراء بعد.

لكن حتى إذا لم يحدث ذلك، يمثل التصويت نفسه عودة لدا سيلفا (74 عاما)، عامل المعادن السابق الذي ارتقى من الفقر إلى الرئاسة – ثم سجن قبل 4 أعوام في إطار تحقيق فساد كبير استهدف حزب العمال الذي ينتمي إليه وقلب السياسة البرازيلية.

لكن بعد عام، ألغت المحكمة العليا إدانات دا سيلفا وسط اتهامات بتلاعب القاضي والمدعين بالقضية ضده، مما مكنه من الترشح مجددا.

ومن نواح عدة، يعتبر تصويت، الأحد، السباق الذي كان يجب أن يجرى عام 2018. ويدرك كثير من الناخبين ذلك بالفعل.

ومن بينهم أنطونيو دوس سانتوس، الذي صوت لبولسونارو عام 2018، لكنه سيصوت لدا سيلفا هذه المرة.

وقال دوس سانتوس (55 عاما)، مصفف شعر يعيش في حي روسينها الذي تقطنه الطبقة العاملة في ريو: “أكثر ما أزعجني هو أنه عندما بدأت الجائحة بدا أن (بولسونارو) اعتبرها مزحة.”

وعلى مدار حملته الانتخابية، سعى دا سيلفا لتذكير الناخبين بالطبقة العاملة مثل دوس سانتوس بأن رئاسته التي امتدت من 2003 إلى 2010 شهدت إنجازات اجتماعية مدفوعة ببرنامج الرعاية الاجتماعية الضخم الذي ساعد في رفع عشرات الملايين إلى الطبقة الوسطى.

لكن هذا ليس ما يريد بولسونارو، الذي كثيرًا ما يشير إلى دا سيلفا بـ”اللص”، أن يتذكره الناخبون.

وتركزت حملة بولسونارو في 2018 على برنامج لمكافحة الفساد في حين كان يدافع عن نهج عدم إظهار الرحمة لمكافحة الجريمة، والقيم العائلية التقليدية، والفخر الوطني.

 وكان شعاره عام 2018 “البرازيل فوق كل شيء، الله فوق الجميع”، والذي عاد لحملة هذا العام.

وأدارت النساء تحديدا ظهورهن له. وشعرت كثيرات منهن بالجزع جراء افتقاره الواضح للتعاطف خلال الجائحة.

 حيث رفض اللقاحات وتجاهل إلى حد كبير محنتهن باعتبارهن القائمات على رعاية الأطفال وكبار السن في وقت عصف فيه الفيروس بالبرازيل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى