انطلاق رحلات “كوستا” البحرية وسط أمواج كورونا المتلاطمة
بعد توقف دام أكثر من 5 أشهر بسبب فيروس كورونا المستجد، تبدأ مجموعة “كوستا” الإيطالية لرحلات السفن السياحية استئناف نشاطاتها اليوم الأحد، وسط تدابير صارمة للحد من العدوى.
وستغادر سفينة “كوستا ديليسيوزا” في وقت متأخر من بعد ظهر اليوم من ميناء تريستي على البحر الأدرياتيكي في شمال شرق إيطاليا، لتجوب بالركاب لمدة 7 أيام في رحلة بحرية تقتصر على الموانئ الإيطالية المطلة على البحرين الأدرياتيكي والمتوسط.
وغادرت العديد من السفن بالفعل إلى البحر من موانئ البحر المتوسط، ولا سيما من المجموعة المنافسة “إم إس سي”.
وتخصص الرحلات البحرية الأولى لكوستا، في سبتمبر/أيلول الجاري، “للمقيمين في إيطاليا” فقط، وستجري وفق بروتوكول الإجراءات الأمنية الذي وضعته الشركة التابعة لمجموعة كرنفال كورب الأمريكية ومجموعة من الخبراء العلميين، بحسب بيان للشركة.
سيصعد الركاب على متن السفينة بأمر محدد مسبقا مع فترات زمنية مدتها نصف ساعة، وسيسغرق الأمر حوالي 5 ساعات.
وفي المبنى الذي سيستقبلهم في ميناء تريستي، سيتعين عليهم قياس درجة حرارتهم والخضوع لاختبار الكشف عن الفيروس وملء استمارة صحية ببياناتهم، ولن يُسمح لهم بالصعود إلى السفينة إلا إذا استوفوا جميع المعايير المطلوبة.
وفيما يتعلق بالطاقم، أوضحت كوستا أن الجميع خضع للاختبارات والتزموا بحجر صحي لمدة 14 يوما قبل المغادرة.
وكانت آخر رحلات بحرية تابعة لشركة كوستا قد وصلت وجهتها في مارس/آذار الماضي إلى سنغافورة.
وتضرر بشدة قطاع الرحلات البحرية، الذي شهد سنوات من النمو المستمر حتى 2018، بفعل تداعيات الأزمة الاقتصادية الناجمة عن تفشي كوفيد-19، ولكنه يحاول التعافي باستعادة أنشطته رغم مخاوف الموجة الجديدة من تفشي الفيروس.
ويبلغ حجم مبيعات صناعة الرحلات البحرية في أوروبا 14,5 مليار يورو سنويا، ويوفر القطاع 53 ألف فرصة عمل، وفقا للجمعية الدولية لخطوط الرحلات البحرية.
وتقدر الجمعية أن القطاع قد يخسر إيرادات بنحو 25,5 مليار يورو بسبب توقف الرحلات البحرية.
وانتقدت السلطات الصحية في العالم الاستجابة البطيئة لشركات الرحلات البحرية إزاء انتشار الفيروس قبل توقف السفن تمامًا في مارس/آذار الماضي، اذ تواصلت إقامة الموائد المفتوحة على متن السفن وفتح قاعات الرياضة مع عدم توافر معدات الحماية الشخصية بشكل جيد.
وتفيد آخر حصيلة للوباء وضعتها وكالة فرانس برس استنادا إلى مصادر رسمية حتى الساعة 11,00 بتوقيت جرينتش، الأحد، أن كوفيد-19 تسبب بوفاة 880 ألفا و396 شخصا على الأقل منذ ظهوره في الصين في نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي.
أما عدد الإصابات فقد بلغ 26 مليونا و947 ألفا و550، يعتبر 17 مليونا و709 آلاف و800 منهم على الأقل قد شفوا.
لكن هذه الأرقام لا تعكس سوى جزء من العدد الحقيقي للإصابات إذ إن العديد من الدول لا تجري فحوصا إلا للمصابين في حالة خطيرة بينما تعطي أخرى الأولوية لرصد المصابين، ولا تملك بلدان عديدة فقيرة سوى إمكانيات محدودة لكشف المصابين.