بالأرقام.. ماذا يعني الانفصال الاقتصادي بين الصين وأمريكا؟
أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب فكرة انفصال الاقتصاد الأمريكي عن الاقتصاد الصيني، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة لن تخسر أموالا طائلة إذا توقفت أنشطة الأعمال بين البلدين.
تصريحات ترامب التي أطلقها، الإثنين، في مؤتمر صحفي، قال فيها: “لهذا فإنك عندما تكرر كلمة الانفصال، فإنها كلمة مثيرة للاهتمام.. إننا نخسر مليارات الدولارات، وإذا أوقفنا أنشطة الأعمال معهم فإننا لن نخسر مليارات الدولارات”.
وتعني تصريحات الرئيس الأمريكي أن بلاده في حال قررت الانفصال عن الصين، فإنها لن تكون بحاجة إلى واردات منها؛ لكن الأهم، أن واشنطن ستكون بحاجة إلى أسواق تصدر لها قيمة ما تصدره للسوق الصينية سنويا.
بالأرقام، وبعدما سجل الميزان التجاري بين الصين والولايات المتحدة في 2018 فائضا قياسيا لصالح بكين بلغ 323.3 مليار دولار، انخفض هذا الفائض إلى 259.8 مليار دولار في 2019، حين تبادل البلدان رسوما جمركية.
وفي 2019، تشير بيانات الجمارك الصينية، أن واردات الصين من الولايات المتحدة بلغت 122.7 مليار دولار في 2019 وسط حرب تجارية مكثفة، من 155.1 مليار دولار في 2018 و154 مليار دولار في 2017.
بينما انخفضت صادرات الصين إلى الولايات المتحدة بنسبة 12.5% العام الماضي إلى 418.5 مليار دولار، تاركة الصين بفائض تجاري أقل بنسبة 8.5% مما كانت عليه في عام 2018.
لكن، ومع تبني فرضية تحقيق فكرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانفصال عن الاقتصاد الصيني، فإن أهم ما يجب التطرق له، البدائل المنافسة للصادرات الصينية للولايات المتحدة.
أولى النتائج، هي إيجاد ترتيب بين البلدين حول آلية خروج أزيد من 350 شركة من عمالقة الشركات الأمريكية العاملة في السوق الصينية، أبرزها ياهو وAT&T، وشركة AIG العالمية للتأمين، وشركة Apple، وسيسكو وكومباك، وجوجل، وشركة IBM.
وبحسب بيانات الجمارك الصينية، تتوزع أبرز صادرات بكين إلى السوق الأمريكية في 2019، الطائرات بقيمة 18 مليار دولار، والآلات بقيمة 14 مليار دولار، والآلات الكهربائية بقيمة 13 مليار دولار، والأدوات البصرية والطبية (9.8 مليار دولار)، والمركبات (9.4 مليار دولار).
بينما تستورد الصين من الولايات المتحدة، النفط الخام، وبعض المنتجات البتروكيماوية، وبعض الأجهزة الكهربائية الذكية، إلى جانب المنتجات الزراعية، إذ تعد الصادرات الزراعية إلى الصين، وهو رابع أكبر سوق للتصدير الزراعي.
وتشمل فئات الصادرات الأمريكية للصين: فول الصويا (3.1 مليار دولار)، والقطن (924 مليون دولار)، والجلود (607 مليون دولار)، ومنتجات لحم الخنزير والخنزير (571 مليون دولار)، والحبوب الخشنة مثل الذرة (530 مليون دولار).
كذلك، تعد واردات الخدمات الأمريكية من الصين، واحدة من أبرز أرقام التجارة بين البلدين، إذ بلغت واردات الولايات المتحدة من الخدمات من الصين 18.4 مليار دولار في 2019، أبرزها في قطاعات النقل والسفر والبحث والتطوير.
بذلك، ستكون الولايات المتحدة بحاجة إلى أسواق تصديرية منافسة عن تلك الصينية، التي تتميز بانخفاض أسعارها، وارتفاع تنافسيتها عالميا، إذ تعد الصين واحدة من أدنى الأسواق التي تتميز برخص الأيدي العاملة فيها، بحسب منظمة العمل الدولية.