“بالكاد تستطيع المشي”.. عائلة الهذلول تطالب بالعدالة لابنتهم مع مرور عامين على اعتقال السعودية لها
بعد مضيّ عامين على اعتقال السلطات السعودية للناشطة لجين الهذلول في الرياض، جددت أسرة السجينة المطالب بالإفراج عنها وتحقيق العدالة لابنتهم، التي تقول العائلة إنها تتعرض للتعذيب، وأن المستشار السابق لوليّ العهد محمد بن سلمان شارك بنفسه في تهديدها وتعذيبها، في حين ترفض الرياض جميع الدعوات للإفراج عن الهذلول.
كانت قوات الأمن السعودية قد اقتحمت منزل عائلة الهذلول في الرياض في 15 مايو/أيار 2018، واعتقلتها تحت تهديد السلاح، وكانت شقيقتها لينا على بعد آلاف الأميال في بروكسل، وقبل شهرين من ذلك، كانت قوات الأمن الإماراتية قد اعتقلت لُجين في أبوظبي حيث تقيم وتعمل وأجبرتها على العودة لوطنها.
فقدان للأمل: في مقابلة لها مع مجلة The Time الأمريكية، تحدثت لينا الهذلول شقيقة لجين عن آخر التطورات بشأن شقيقتها المعتقلة، وقالت إن والديها يتمكنان من الحديث مع لُجين مرتين أسبوعياً، لكن منذ تأجيل محاكمتها، تشعر لُجين بالتعب؛ فلا أحد يخبرها بأي شيء وهي لا تعرف موعد الجلسة القادمة. وقد بدأت تفقد الأمل.
أشارت لينا إلى أنه خلال الأشهر العشرة الأولى التالية لاعتقال لجين، لم توجه السلطات السعودية للُجين اتهاماتٍ رسمية، ولم يكن سوى ما تقوله وسائل الإعلام السعودية، التي اتهمت لجين “بأنها خائنة وجاسوسة وعميلة لصالح قطر، وحين صدرت بحقها تهم أخيراً، كانت تتعلق جميعها بأنشطتها الحقوقية”.
شملت الاتهامات أشياءً مثل المشاركة في مؤتمرات دولية للحديث عن أوضاع حقوق الإنسان في السعودية، أو التواصل مع بعثة الاتحاد الأوروبي في السعودية، واتهموها أيضاً بأنها تناضل من أجل منح النساء في السعودية حقوقاً منحتها لهن بالفعل الشريعة الإسلامية، وفقاً لقول لينا، كما أن واحدة من الاتهامات تستند إلى قانون الجرائم السيبرانية، “لكن جميع الاتهامات الأخرى ليس لها أي سند قانوني”.
تدهور حالة لجين الصحية: أوضحت لينا في مقابلتها أنه سُمِح لوالديها بزيارة لُجين للمرة الأولى حين أعيدت إلى السجن رسمياً عند نهاية أغسطس/آب 2019، “لكن تدريجياً وبعد مزيد من الزيارات، أخبرونا بأن لجين لم تكن على ما يرام وأنها بالكاد تستطيع المشي والجلوس، وأن هناك علامات في جميع أنحاء جسدها”.
أضافت لينا: “بعد انتشار التقارير حول قضية جمال خاشقجي، عرف والداي أن لُجين تعرضت للتعذيب، وبسؤالها، اعترفت لهما بكل شيء، وبدأت شيئاً فشيئاً تروي التفاصيل، وذات يوم أخبرت والديّ بأن سعود القحطاني، مستشار سابق للديوان الملكي وأحد المقربين من ولي العهد السعودي) هو الذي يشرف على التعذيب”.
أكملت لينا نقلاً عن شقيقتها لجين أن “القحطاني هو الذي أعطى الأوامر بالتعذيب، وكان يضحك عليها ويقلل من قيمتها. بل وهدَّدها أيضاً باغتصابها ثم قتلها، وقال إنه يمكن أن يجعل جسدها يختفي في نظام الصرف الصحي”.
يُعَد القحطاني، الذي يُزعَم أنه أشرف على تعذيب لجين، واحداً من الرجال الذين يُعتَقَد أنهم دبَّروا اغتيال الثاني من أكتوبر/تشرين الأول 2018 لخاشقجي.
ذات يوم، زارت لجنة حقوق الإنسان السعودية لُجين، التي روت لهم كل ما حدث لها. لكن في النهاية، سألتهم: “هل يمكنكم التأكيد لي بأنه يمكنكم حمايتي بالرغم من كل ما أقوله؟”، وأجابوا: لا، بصراحة لا يمكننا ذلك. لذا، أخَذَت لجين الورقة التي كتبت فيها التفاصيل واحتفظت بها لنفسها.
أعادت لينا التذكير بتصريحات ولي العهد محمد بن سلمان، عندما تحدث في مقابلة عام 2018 مع وكالة Bloomberg، عندما سُئِل عن لُجين وغيرها من ناشطات حقوق المرأة المسجونات.
حينها قال الأمير محمد إن “السعودية ستعرض في اليوم التالي الفيديوهات التي تثبت هذا”، وبعدها بعام، وجّهت مجلة 60Minutes الأمريكية لولي العهد السؤال ذاته، وتساءلت أيضاً عن تعرضهن للتعذيب، لكن الأمير محمد قال إنه لا يمكن التدخل في قضايا معينة وأنها ليست وظيفته. لكن إذا حدث تعذيب، فسيحرص شخصياً على التحقيق في المسألة.
انتقاد لولي العهد: ترى لينا الهذلول أن “ما اختلف بشأن المملكة الآن بعد أن أصبحت تحت حكم الأمير محمد بن سلمان، الذي يصعب فهمه على معظم الناس الذين يعيشون في الخارج”، هو أنه من قبل كان الناس يعرفون ما الخطوط الحمراء التي لا يمكن تجاوزها، أما الآن، فليست لديهم فكرة.
تضيف أنه على سبيل المثال، لم تكن لدينا حفلات موسيقية في السابق وكانت لدينا شرطة دينية (هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). لكن الآن، لم يعد لدينا هذه الهيئة، وتقام حفلات موسيقية، إلا أن هناك قانون آداب عامة جديداً.
لذا، “قد تُعرِض النساء أنفسهن للاعتقال والسجن إذا رقصن في حفلة موسيقية، وقد خلق هذا مناخاً من الخوف؛ لأننا لم نعد نعرف ما المسموح وما الممنوع. ما عليك أن تفهمه هو أن السعودية أصبحت دولة شُرْطِيَّة ذات نظام استبدادي”، بحسب تعبير لينا.
أشارت لينا أيضاً إلى أن المسؤولين السعوديين قد عرضوا على لُجين فرصة إطلاق سراحها، إذا قالت في فيديو إنها لم تتعرض للتعذيب، “لكن لُجين رفضت؛ فهي تعرف أنها لا تستطيع الوثوق بهم، وليس هناك ما يضمن الإفراج عنها إذا فعلت ذلك”.
تضيف لينا: “حتى لو أفرجوا عنها، فإنَّ لُجين حُبِسَت بالأساس لأنها تقاتل من أجل نساء أخريات ومن أجل الشعب السعودي بأكمله. لا أعتقد أنه ستجد من المنطقي أن تحظى بحريتها وتقبل بحدوث ذلك في نفس الوقت. هي تفضل أن تكون في السجن تقاتل وتتمسك بقيمها على أن يُطلَق سراحها وتكون قد أمضت هاذين العامين في السجن دون جدوى”.