بايدن يخطب ود “المثليين”.. كسب أصواتهم يمنحهم مزايا
وسط مساع للتعبئة السياسية قبل أشهر قليلة من انتخابات التجديد النصفي لأعضاء الكونجرس الأمريكي، سعى الرئيس جون بايدن لخطب ود المثليين.
وقال بيان أصدره البيت الأبيض إنه في هذا الشهر ، “نكرم صمود أفراد مجتمع الميم (المثليين)، الذين يقاتلون من أجل العيش بأصالة وحرية.. نعيد تأكيد إيماننا بأن حقوقهم هي من حقوق الإنسان.. ونلتزم مجددًا بتوفير الحماية والأمان والمساواة لعائلاتهم”.
وأضاف البيان: “استمر في دعوة الكونجرس لتمرير قانون المساواة، الذي سيكرس حماية الحقوق المدنية التي طال انتظارها ويبني مستقبلًا أفضل لجميع الأمريكيين من مجتمع الميم.”
وقال بايدن فى ختام بيانه: “الآن، وبناءً عليه ، أنا جوزيف ر. بايدن جونيور ، رئيس الولايات المتحدة الأمريكية، بموجب السلطة المخولة لي وفقا للدستور وقوانين الولايات المتحدة، أعلن أن يونيو 2022 شهر فخر للمثلية”.
رفع العلم على البيت الأبيض
وفور صدور البيان، رفعت السفارة الأمريكية في روما علم “المثليين”، كما تداول نشطاء مواقع التواصل صورا للعلم ذاته مصورا على جدران البيت الأبيض.
وعقب أنتوني بلينكن، وزير الخارجية الأمريكي على ما تم تداوله، مؤكدًا أن الولايات المتحدة الأمريكية تحتفل بشهر المثليين وأن تلك الاحتفالات “تمثل فخرًا للولايات المتحدة الأمريكية.”
تأييد مقصود
ولم يكن تأييد الرئيس الأمريكي جو بايدن لحقوق المثليين التى وصفها فى بيان أصدره البيت الأبيض، بأنها جزء من حقوق الإنسان، عبثا. بل إن بايدن كان قد أصدر وعودا خلال حملته الإنتخابية بهذا الشأن.
وأعاد الرئيس الديمقراطي إطلاق مبادرة اتخذها عام 2011 الرئيس الأسبق باراك أوباما من أجل “الترويج لحقوق أفراد مجتمع المثليين في أنحاء العالم”.
وفى يونيو/حزيران من العام الماضي، صنف الرئيس الأمريكي ملهى بالس للمثليين في أورلاندو بولاية فلوريدا نصبا تذكاريا وطنيا تكريما لمن قُتلوا في إطلاق نار عشوائي فيه عام 2016 وعددهم 49 وحث الكونجرس على سن قوانين تحمي بوضوح الحقوق المدنية للمجتمع المثلي.
وسعى بايدن، في تحول عن سياسة سلفه الجمهوري، لتأكيد المساواة للمثليين واعترف رسميا بشهر المثليين من خلال إعلان في الأول من يونيو/حزيران وعين مثليين في المناصب الحكومية العليا، وذلك ضمن خطوات أخرى.
لكن خلال عهد دونالد ترامب، لم يكتفِ الرئيس السابق بعدم الدفاع عن هذه القضية، إنما تراجع عن حقوق مكتسبة للمثليين في الولايات المتحدة.
وكان وزير خارجيته مايك بومبيو مسيحياً إنجيلياً لم يخفِ يوماً معارضته لزواج المثليين.
وأشار منتقدو بومبيو إلى تصريحات سابقة له يربط فيها المثلية الجنسية بـ”الشذوذ”.
ووضع بومبيو حداً لمنح تأشيرات دخول إلى الولايات المتحدة لشركاء دبلوماسيين أجانب مثليين ومنع السفارات الأمريكية في الخارج من رفع علم قوس قزح خلال أيام المسيرة السنوية للمثليين.
لمن يصوت المثليون؟
وفى وقت سابق، كان تصويت المثليين فى الانتخابات الأمريكية محل إهتمام الباحثين.
وفى أخر اقتراع رئاسي، كشفت الأرقام أن نحو تسعة ملايين من البالغين ممن يحق لهم التصويت هم من المثليين. أما نصفهم تقريبا فينتمون للديمقراطيين، و١٥٪ ينتمون للجمهوريين و٢٢٪ مستقلون. وهؤلاء
الناخبون متنوعون عرقياً، ما يقرب من نصفهم (47٪) تحت سن 35، وثلثهم جامعي على الأقل.
أما عن توجهات التصويت فقد كشفت عنها مؤسسة “جلعاد”، أكبر منظمة للترويج الإعلامي للمثليين في العالم.
ونشرت المؤسسة نتائج استطلاع ما بعد التصويت لعام 2020 للناخبين المسجلين من المثليين، مشيرة إلى “الإقبال الهائل” على تصويت هؤلاء وجاء بشكل كبير للرئيس المنتخب بايدن.
ووجد الاستطلاع، الذي تم إجراؤه في الفترة من 9 إلى 14 تشرين الثاني/نوفمبر بمشاركة 800 شخص من مجتمع المثليين بواسطة “باثفايندر أوبينيون ريسرش” ، أن 93٪ من المشاركين الذين أفادوا بأنهم ناخبون مسجلون قالوا إنهم صوتوا في الانتخابات.
ومن بين جميع الناخبين من المثليين، صوت 81٪ للرئيس المنتخب بايدن و 14٪ للرئيس ترامب.
ويُظهر الاستطلاع دعمًا أقوى بشكل ملحوظ للرئيس المنتخب بايدن، ودعمًا أضعف بكثير للرئيس السابق ترامب.
ولهذه النتائج تداعياتها السياسية، اذ أصبح مجتمع المثليين أحد الفئات الهامة المؤيدة للرئيس بايدن وللحزب الديمقراطي بصفة عامة، ومن ثم يحرص الرئيس الديمقراطي بين الحين والأخر على خطب ودهم وإبقاء دعمهم لصفه.
ويواجه بايدن انتخابات قادمة صعبة بسبب ارتفاع نسبة التضخم وسوء الوضع الاقتصادي.