بناء مشفى عاجل ومن وصلوا من الخارج وُضعوا بفنادق ومدارس.. حماس تتخذ خطواتٍ إضافية لاحتواء كورونا
عزَّزت حكومة “حماس” التدابير التي تتبعها للحد من انتشار فيروس كورونا في غزة، عقب الإعلان عن أول حالتين مؤكدتين في القطاع، باتخاذ تدابير بينها بناء مستشفى يضم مئات الغرف لتكون مكاناً للحجر الصحي للعائدين من الخارج.
وعلى الرغم من الحصار الذي فرضته إسرائيل على القطاع لأكثر من عقدٍ، أصاب “كوفيد-19” شخصين جاءا من باكستان، يتراوح عمراهما بين 60 و70 عاماً، حسب تقرير موقع Middle East Eye البريطاني.
قالت نوال عليوة وهي تتسوق من متجر البقالة: “اعتدنا الاعتماد على أنفسنا في الأوضاع شديدة القسوة لسنواتٍ عديدة، لكن هذا الألم يحلُّ الآن على العالم كله وليس غزة وحدها. لا نعلم ما إذا كان هذا الوضع سيساعد العالم في فهم ما يحدث بغزة بعد انتهاء هذه الأزمة”.
في ظل تمتُّع نسبة محدودة فقط من الفلسطينيين في غزة بالقدرة على الدخول أو الخروج من القطاع، كان القطاع بدرجةٍ ما، بعيداً عن انتشار فيروس كورونا. وقد وُضِعَ ما يزيد على 1300 شخصٍ عائدين من الخارج في مراكز الحجر الصحي، التي أُقيمَت أغلبها بالمدارس والفنادق الخالية.
فرضت حكومة “حماس” قيوداً إضافية، منها إغلاق المطاعم والمقاهي، بالإضافة إلى قاعات الزفاف، وتعليق صلاة الجمعة ودعوة المصلين إلى أداء الصلوات في منازلهم، لكن دون إغلاق المساجد تماماً.
تمنع السلطات أيضاً إقامة الأسواق الأسبوعية في المدينة كلها.
تأجَّج الخوف بين سكان القطاع من تفشي العدوى، ودفع كثيرين للبقاء في منازلهم. وعلى الرغم من الضائقة المالية، بدأ الناس يشترون كميات كبيرة من المؤن للتخزين.
قالت عليوة: “أشتري بعض البضائع التي سأحتاجها في المنزل لأسبوع على الأقل، لكن لأنه لا يوجد مالٌ كثير، أحاول شراء اللوازم الضرورية فقط، لكنني أعتقد أننا سنشهد نقصاً في المواد الغذائية”.
يعاني قطاع غزة من معدلات الفقر والبطالة المرتفعة بين سكانه الذين يبلغ عددهم مليونين تقريباً.
وعلى الرغم من تأكيدات وزارة الاقتصاد بوجود سلعٍ أساسية تكفي أسابيع، ازدادت كثافة الشراء للسلع الأساسية، وارتفعت بدورها أسعار الخضراوات والمواد الغذائية.
قال المتحدث باسم وزارة الاقتصاد، عبدالفتاح موسى: “لا تزال السلع تأتي من معبر كرم أبو سالم، على الرغم من نقص السيولة المالية، وهو ما يمنع نقص السلع في الأسواق”.
الركض عكس عقارب الساعة
يخشى سكان غزة ألا يقدر قطاعه الصحي، الذي عاني كثيراً بسبب سنوات الحصار و3 حروب ومسيرات العودة الكبرى، على التعامل مع انتشار الجائحة بشكل كبير.
المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، قال إن القطاع الصحي هشٌّ للغاية ومنهار بسبب الحصار.
أضاف لموقع Middle East Eye البريطاني: “هناك 56 جهاز تنفس صناعي، وقد طلبنا من منظمة الصحة العالمية أن تزودنا بأجهزة أخرى. سوف يأتي إلى القطاع عدد إضافي من الأجهزة”.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أرسلت أيضاً معدات اختبار وأدوات وقاية شخصية، لكنها قالت إن هذه قد لا تكون كافية دون المساعدات الدولية الإضافية.
حوَّلت وزارة الصحة، بمساعدة منظمة الصحة العالمية، مدرسةً في رفح إلى مركز لمحاربة مرض كوفيد-19، وفيها وحدة رعاية مركزة مزودة بـ36 سريراً للأشخاص المصابين بالمرض، و30 غيرها لمن تظهر عليهم أعراض خفيفة، وفقاً لمجدي ظهير، المتحدث الآخر باسم وزارة الصحة.
قال عبدالناصر صبح، مدير مكتب منظمة الصحة العالمية في قطاع غزة، لموقع Middle East Eye، إن احتواء الفيروس لا يزال ممكناً، لكن الاستعدادات لتفشّيه ينبغي أن تبدأ فوراً، مضيفاً: “ما نحتاجه الآن هو التحرك سريعاً لتعزيز قدرات النظام الصحي”.
وقالت غيشا، وهي منظمة حقوقية إسرائيلية لحماية حرية حركة الفلسطينيين، في بيانٍ لها، إن احتلال إسرائيل المتواصل وسيطرتها على “نواحٍ لا تُحصى من الحياة في غزة”، يعنيان أنها مسؤولةٌ عن حماية حقوق مواطنيها وظروفهم المعيشية.