تركيا تبدأ بترحيل عناصر داعش.. فكم عددهم وماذا ستفعل مع الدول الذين أسقطت عنهم الجنسية؟

رغم محاولات الدول الأوروبية التهرّب من مسؤوليتها تجاه مواطنيها الأعضاء في تنظيم داعش، فإن تركيا بدأت في تسليم بعض أعضاء داعش الذين يحملون جنسيات أوروبية إلى بلدانهم.

وقال تلفزيون (تي.آر.تي خبر) التركي الرسمي إن السلطات التركية بدأت بترحيل أسرى من تنظيم الدولة الإثنين إلى بلدانهم.

وترفض الدول الأوروبية استقبال مواطنيها الذين انضموا للتنظيم، حيث تقول  إنها لا تستطيع سجنهم فترات طويلة، كما تخشى عودة هؤلاء للقيام بعمليات إرهابية في أوروبا.

وكان هذا موقف أغلب الدول الأوروبية، عدا بعض الدول مثل السويد وفنلندا وهولندا، ولكنها تماطل وفق ما أكدته أمريكا وتركيا.

الدول الأوروبية تلجأ لحيلة غير قانونية للتهرب من مسؤولياتها

ورغم أنه بموجب اتفاقية نيويورك لعام 1961، من غير القانوني ترك شخص بدون جنسية، إلا أن العديد من الدول، بما في ذلك بريطانيا وفرنسا، لم تصادق عليها، وقد أثارت حالات وقعت أخيراً، معارك قانونية طويلة.

وجردت بريطانيا أكثر من 200 شخص من جنسياتهم بشبهة الانضمام لـ «جماعات جهادية في الخارج».

ولطالما انتقدت تركيا حلفاءها الأوروبيين لرفضهم استعادة مواطنيهم الذين قاتلوا مع التنظيم، وحذرت في وقت سابق من أنها ستعيد المتشددين الأسرى إلى بلادهم حتى لو تم حرمانهم من جنسياتهم.

وكان وزير الداخلية التركي سلميان صويلو قال الأسبوع الماضي إن بلاده لن تتحول لفنادق لمقاتلي داعش، محذراً من أن أنقرة سترحلهم حتى في حالة إسقاط الجنسية عنهم.

كما انتقد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان موقف الدول الأوروبية الرافضة لتسلم مواطنيها المنضمين إلى «داعش» ولجوء بعض الدول إلى إسقاط الجنسية عنهم، وتعهد بإعادتهم إلى بلدانهم حتى لو تم إسقاط الجنسية عنهم.

ولكن يبدو أنها مضطرة لتغيير موقفها

ورغم ذلك فإن هناك مؤشرات على احتمال تغير موقف الدول الأوروبية إزاء استقبال مواطنيها الأعضاء في التنظيم المتطرف وأسرهم.

إذ قالت كريستيان هوهن، المسؤولة لدى الاتحاد الأوروبي لشؤون مكافحة الإرهاب، أمام البرلمان الأوروبي إنّ هناك «نافذة صغيرة» أمام الاتحاد الأوروبي بشأن استعادة مواطني الاتحاد المنتمين لتنظيم الدولة «داعش» والمعتقلين في سوريا، لاسيما مئات الأطفال.

كلام كريستيان هوهن جاء أمام البرلمان الأوروبي حول مصير أطفال مقاتلي «داعش» من مواطني الاتحاد، الخميس.

وقالت المسؤولة، بحسب «فرانس برس»، للنواب الأوروبيين إنّ انسحاب الجنود الأمريكيين من سوريا والعملية العسكرية التركية «يزيدان أهمية المسألة».

الدول الأوروبية تحاول التهرب من تسلم مواطنيها الأعضاء بالتنظيم/رويترز

ولفتت إلى تراجع سيطرة مقاتلي «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) على المخيمات بسبب الأحداث الأخيرة، و «وقوع هؤلاء المقاتلين بين فكي الجيشين السوري والتركي»، بحسب تعبيرها، مشيرة إلى أن «ذلك يزيد من احتمالات تمكن عناصر داعش المعتقلين في المخيمات على الهرب وبالتالي إمكانية عودتهم إلى أوروبا».

وقالت هوهن: «هناك نافذة صغيرة الآن، ربما من شهر أو بضعة أشهر، فيما المخيمات التي تضم أفراد عائلات مقاتلين أوروبيين أجانب، لا تزال تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية».

وأضافت أن تغير المعطيات على أرض المعركة في سوريا «خلق ظروفاً جديدة، وهذا قد يؤدي للحاجة إلى إعادة تحديد السياسة».

كم يبلغ عدد المقاتلين الداعشيين المحتجزين لدى تركيا؟

ولم تحدد تركيا الدول التي سترحل عناصر داعش إليها، وبحسب الإعلام التركي فإن عناصر داعش الذين هددت تركيا بترحيلهم ينتمون إلى 60 دولة خمسة منها في أوروبا.

والجمعة نقلت وسائل إعلام عن الرئيس رجب طيب أردوغان قوله إن هناك 1201 من أسرى تنظيم الدولة في السجون التركية، بينما احتجزت أنقرة 287 مقاتلاً في سوريا.

وقال: «في المرحلة الأولى حيّدنا أكثر من 3 آلاف عنصر لتنظيم داعش، بمنطقة الباب السورية، وحالياً هناك أكثر من 1150 من عناصر التنظيم الإرهابي محبوسون في سجون بلادنا».

واستطرد أردوغان: «قبضنا على زوجة وشقيقة البغدادي (زعيم داعش المقتول)، كما ألقينا القبض على 13 آخرين من المقربين إليه وجميعهم بأيدينا، وحظرنا دخول 76 ألف شخص من 151 دولة إلى بلادنا ضمن جهود مكافحة الإرهاب بينهم منتمون إلى داعش».

وشنت القوات الأمنية التركية في الأسبوعين الماضيين حملة اعتقلت من خلالها أشخاصاً قالت إنهم ينتمون إلى تنظيم داعش.

كما أعلنت أنقرة القبض على المسؤول عن التعليم في تنظيم «داعش» في ولاية كوجا إيلي التركية.

وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد أعلن الخميس اعتقال نجل زعيم تنظيم داعش السابق أبوبكر البغدادي، مشيراً إلى أنه موجود بين أفراد الأسرة الموقوفين في تركيا .

تركيا بدأت في تسليم بعض أعضاء داعش ..فكم عددهم، وما الجنسيات التي يحملونها؟

نقلت وكالة الأناضول عن المتحدث باسم الداخلية التركية إسماعيل تشاكلي قوله إنه تم «ترحيل متشدد أمريكي بعد اتخاذ الإجراءات القانونية كما أن السلطات تعتزم ترحيل اثنين آخرين أحدهما ألماني والآخر دنماركي، خلال الساعات القادمة، ليصل إجمالي المرحّلين إلى ثلاثة إرهابيين».

وأضاف: «تم الانتهاء من إجراءات ترحيل 7 إرهابيين يحملون الجنسية الألمانية سيتم ترحيل 7 متشددين ألمان الخميس المقبل».

ولفت تشاكلي إلى «وجود 11 فرنسياً واثنين يحملان الجنسية الأيرلندية في مراكز الترحيل التركية، وأن إعادتهم إلى بلدانهم ستتم فور الانتهاء من إجراءات الترحيل المتخذة بحقهم».

 ويعني هذا فعلياً أنه تم ترحيل متشدد أمريكي واحد بينما الباقي لم يرحلوا بعد، علماً أن الولايات المتحدة تؤيد تركيا في ضرورة استقبال كل دولة لمواطنيها الداعشيين.

ويبدو واضحاً أن تركيا بإعلانها هذا تضع الدول الأوروبية أمام الأمر الواقع، وأن عمليات الترحيل سوف تتوالى تباعاً.

يأتي ذلك، فيما أعلنت السلطات التركية الإثنين أنها أوقفت 8 سوريين في عملية قالت إنها أطلقتها ضد تنظيم الدولة قبل أيام في ولاية عثمانية جنوب البلاد.

ونقلت وكالة الأناضول عن مصادر أمنية قولها إن «فرق مكافحة الإرهاب في ولاية عثمانية، ألقت القبض على 3 مشتبهين ليرتفع عدد الموقوفين إلى 8 أشخاص».

ترامب يؤيد ترحيلهم إلى بلدانهم

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد دعا مراراً الدول الأوروبية لاستعادة مواطنيها المنتسبين لتنظيم «داعش»، الذين جرى اعتقالهم واحتجازهم في سجون بسوريا.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، هدد ترامب أوروبا بأنها إذا لم تستعد معتقلي داعش، فإن الولايات المتحدة سترميهم عند حدودها، وسيكون «الأوروبيون مضطرين للقبض عليهم ثانية».

أردوغان وترامب موقفهما متقارب في مسألة إعادة مقاتلي داعش إلى بلدانهم/رويترز

وقال ترامب: «لقد جاؤوا من ألمانيا، وجاؤوا من فرنسا، لن تستمرَّ الولايات المتحدة في إيواء الآلاف والآلاف ممن اعتقلناهم، وتُبقيهم في معتقل غوانتانامو طوال الخمسين عاماً المقبلة، وتنفق المليارات والمليارات من الدولارات».

وأضاف: «لقد قدَّمنا لأوروبا معروفاً جماً. غالبيتهم (المعتقلون) تقريباً من أوروبا، عليهم إذاً أن يتخذوا قراراً، وإلا سنُطلقهم عند الحدود».

والخميس، ندَّد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدم اتخاذ أي دولة أخرى حالياً موقفاً حازماً ضد تنظيم «داعش» الإرهابي، واعتبر أن بلاده أكثر دولة تأخذ الأمر على عاتقها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى