“تضغط على الزر.. نقوم بالباقي”.. كوداك تنسف شعارها من أجل “الصيدلة”

 في خطوة غير متوقعة، تحولت شركة “كوداك”، التي أصبحت بحلول عام 2010, كيانا مغمورا غير قادر على مواكبة التطور في صناعة الأجهزة البصرية والتصوير والطباعة، لتبدأ اليوم رحلة إلى مجال الصيدلة اعتمادا على ما تملكه من خبرات في المواد الكيميائية.

يعود تاريخ شركة كوداك، إلى عام 1892، حينما بدأ صاحب مشروع صغير يدعى “جورج إيستمان”، تطوير أول كاميرا من صنعه للمستهلكين في السوق الأمريكية، سرعان ما أخذت مجدها في القرن العشرين، مع وجود عدد قليل من المنافسين.

ومن خلال شعار “تضغط على الزر.. نقوم بالباقي”، وضع جورج إيستمان أول كاميرا بسيطة في يد عالم من المستهلكين، ليجعل عملية معقدة ومرهقة سهلة الاستخدام ويمكن الوصول إليها من الجميع تقريبا.

و”كوداك” هي شركة تقنية عالمية تركز على الطباعة والمواد المتقدمة والمواد الكيميائية؛ تقدم الأجهزة والبرامج والمواد الاستهلاكية والخدمات في الصناعة في المقام الأول، للعملاء في الطباعة التجارية والتغليف والنشر والتصنيع والترفيه.

وخلال معظم القرن العشرين، احتلت كوداك مركزا مهيمنا في فيلم التصوير الفوتوغرافي؛ وكان انتشار الشركة في كل مكان لدرجة أن سطر شعار “لحظة كوداك” دخل المعجم المشترك لوصف حدث شخصي يستحق تسجيله للأجيال القادمة.

كانت شركة كوداك من كبرى الشركات في إنتاج الكاميرات القديمة، وأفلام الكاميرات، فظلت الشركة متربعة 133 عاما على عرش صناعة الكاميرات، وحققت تاريخا حافلا من النجاحات الكبرى في عالم صناعة الكاميرات.

وبدأت “Kodak” في النضال مالياً في أواخر التسعينيات، نتيجة لانخفاض مبيعات الأفلام الفوتوغرافية وبطئها في الانتقال إلى التصوير الرقمي؛ وكجزء من استراتيجية التحول، بدأت في التركيز على التصوير الرقمي والطباعة الرقمية، وحاولت توليد الإيرادات من خلال التقاضي العدواني لبراءات الاختراع.

وفي يناير/ كانون الثاني 2012، رفعت كوداك الحماية من الإفلاس بموجب الفصل 11 في محكمة مقاطعة الولايات المتحدة للمنطقة الجنوبية في نيويورك. وبعد ذلك بوقت قصير، أعلنت أنها ستتوقف عن صنع الكاميرات الرقمية وكاميرات الفيديو الجيبية وإطارات الصور الرقمية والتركيز على سوق التصوير الرقمي للشركات.

وفي يناير/ كانون الثاني 2013، وافقت المحكمة على تمويل خروج كوداك من الإفلاس، لتبدأ بعدها ببيع العديد من براءات الاختراع الخاصة بها مقابل ما يقرب من 525 مليون دولار لمجموعة من الشركات مثل (Apple و Google و Facebook و Amazon و Microsoft و Samsung).

إلا أن الإفلاس ظل الأقرب لمسار الشركة، بحكم أنها لم تواكب التطور الذي حدث منذ 1984 عندما ظهرت شركة فوجي اليابانية على الساحة، وأثبتت أول دخول لها بسوق الولايات المتحدة، كما أن شركة كوداك نفسها لم تتخيل أن المستهلك الأمريكي سيشترى ماركة غريبة عنه.

ولم تتخذ شركة كوداك وسيلة للتغير الثوري والجذري لمنتجاتها، على الرغم من دخول منافسين لها وبتكنولوجيا جديدة، فقد كانت المؤشرات واضحة، بإعلان شركة سوني أنها ستطرح كاميرا رقمية بدون فيلم، ويمكنها عرض الصور على الشاشة ويمكن طباعتها أيضا.

واليوم الأربعاء، بدأت مجموعة “إيستمان كوداك” التحول التدريجي إلى القطاع الصيدلاني بمساعدة قرض حكومي بقيمة 765 مليون دولار، لخفض اعتماد المختبرات الأمريكية على مزودين من الخارج.

وستنتج “كوداك” مكونات أساسية للقطاع الصيدلاني، الذي يعاني من عجز منتظم في الولايات المتحدة على ما جاء في بيان صادر عن الوكالة الأمريكية لتمويل التنمية العالمية (دي أف سي).

وتهدف المبادرة إلى السماح للشركة بإنتاج 25% من المكونات النشطة الضرورية في صناعة الأدوية الجنسية في الولايات المتحدة ما يسمح باستحداث 360 فرصة عمل.

وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال مؤتمر صحفي: “هذه النسبة 25% مهمة.. وتشكل محطة حاسمة في نقل صناعة المنتجات الصيدلانية إلى الولايات المتحدة.. وهي المرة الأولى التي تمول فيها وكالة “دي أف سي” مشروعا في إطار شراكة مع وزارة الدفاع يهدف إلى مكافحة جائحة كوفيد-19 بموجب “قانون إنتاج الدفاع”.

وسيسمح القرض الحكومي بتسريع توافر منتجات صيدلانية جديدة في السوق من صنع كوداك من خلال مساعدتها على توسيع مواقع الإنتاج في روتشستر في ولاية نيويورك وسانت بول في مينيسوتا.

وجراء الإعلان ارتفع سهم الشركة في بورصة وول ستريت بنسبة زادت عن 200%.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى