تفاخر بثروته أمام محمد بن سلمان وشتم ميركل.. الكشف عن مكالمات سرية أجراها ترامب مع قادة العالم
كشفت تقارير إعلامية وشهادات من داخل الكونغرس طريقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثيرة للجدل في مكالماته الهاتفية التي يجريها مع القادة الأجانب، لدرجة أن العديد من المسؤولين اعتقدوا أن الرئيس نفسه يشكّل تهديداً للأمن القومي الأمريكي.
ذكر تقرير لشبكة CNN الأمريكية، الثلاثاء 30 يونيو/حزيران 2020، أن ترامب وصف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها “غبية”، بينما كان يتباهى بثروته عندما يتحدث مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وغيرها من المكالمات التي أصابت الموظفين في البيت الأبيض بالرعب، حسب ما يقول التقرير.
ميركل غبية وتيريزا ماي ضعيفة: من بين سلوكيات ترامب الغريبة مع القادة الأجانب أنه قال لرئيسة الوزراء البريطانية السابقة تيريزا ماي إنها ضعيفة، وقال أيضاً للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنها “غبية” في مكالمتين هاتفيتين منفصلتين، وفقاً لشبكة CNN الأمريكية نقلاً عن مسؤولين أمريكيين كبار.
تقول تقارير إن المخابرات ومسؤولين بالبيت الأبيض كشفوا عن محتوى مكالمات هاتفية سابقة بين الرئيس الأمريكي وقادة أجانب. لكن المصادر لم تُذكر في التقرير.
وقال مسؤولون للشبكة الإخبارية إن ترامب كثيراً ما يتنمر على حلفائه خلال مكالمات هاتفية وهو ما يثير مخاوف المسؤولين الأمريكيين إزاء الأمن القومي.
ذكر التقرير أن ترامب “أهان وحطَّ من شأن” تيريزا وأنجيلا. وقيل إنه اتهم ميركل بأنها “في جيب الروس”، وتحدث مع تيريزا في قضايا مثل خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بطريقة مهينة.
قال التقرير إن أنجيلا ميركل تمكنت من الحفاظ على هدوئها، لكن تيريزا ماي أصبحت “مرتبكة ومتوترة ومتخوفة”.
يتباهى بثروته أمام محمد بن سلمان: أشار التقرير أيضاً إلى أن ترامب يتباهى بثروته في مكالماته مع محمد بن سلمان، ولي العهد السعودي المستبد، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
يُذكر أنه كثيراً ما توترت العلاقات بين برلين وواشنطن خلال رئاسة ترامب. إذ ضغط ترامب على ألمانيا لزيادة الإنفاق الدفاعي واتهم برلين بأنها “أسيرة” لروسيا لاعتمادها الجزئي على الطاقة الروسية.
قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس لصحيفة Bild am Sonntag في وقت سابق من الشهر الجاري إن علاقة ألمانيا مع الولايات المتحدة “معقدة”. إذ قال ماس: “تجمع بيننا شراكة وثيقة في التحالف عبر الأطلسي لكن علاقتنا معقدة”.
كما دخل ترامب في خلاف مع تيريزا قبل مغادرتها منصبها. ففي مذكرات سُرّبت في يوليو/تموز، وصفها الرئيس بأنها “حمقاء” لدفاعها عن السفير البريطاني لدى واشنطن كيم داروك بعد وصفه إدارة ترامب بأنها “تفتقر للكفاءة”.
مفاوض “ماهر” أم تصرفات مشينة؟ في تعليقها على المكالمات الهاتفية المزعومة، قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض سارة ماثيوز لشبكة CNN إن ترامب “مفاوض من الطراز الأول”.
كما أضافت: “أظهر الرئيس ترامب قدرته على تعزيز مصالح أمريكا الاستراتيجية، من التفاوض على المرحلة الأولى في صفقة الصين واتفاقية USMCA (اتفاقية الولايات المتحدة والمكسيك وكندا) إلى زيادة مساهمات أعضاء حلف الناتو وهزيمة داعش”.
لكن يبدو أن مزاعم هذه المكالمات الهاتفية تعكس مزاعم مستشار الأمن القومي السابق بالبيت الأبيض جون بولتون، الذي اتهم ترامب في كتاب له بارتكاب تصرفات مشينة وقال إنه غير صالح للمنصب.
يُشار إلى أن إصدار بولتون لكتابه أدى إلى مقاضاة الولايات المتحدة له، سعياً لمنع نشره. لكن القاضي رفض في وقت لاحق هذا الطلب ونُشر الكتاب بعدها.
إذ قال قاضي المحكمة الجزئية الأمريكية رويس لامبيرث في حكمه: “في حين أن سلوك بولتون أحادي الجانب يثير مخاوف خطيرة تتعلق بالأمن القومي، لم تثبت الحكومة أن الأمر القضائي هو الحل المناسب”.
وهذه قائمة بسلوكيات ترامب مع قادة آخرين خلال المكالمات الهاتفية:
- من أبرز الأمثلة على ذلك المكالمة الهاتفية التي أجراها ترامب في 25 يوليو/تموز مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلنيسكي، وطلب فيها الرئيس الأمريكي من نظيره الأوكراني إجراء تحقيقات تستهدف أحد خصوم ترامب السياسيين، جو بايدن، قبل الانتخابات الأمريكية لعام 2020. وأدت هذه المكالمة الهاتفية والمحاولات اللاحقة للتغطية على محتواها إلى مساءلة ترامب، حيث اتهم المشرعون الديمقراطيون الرئيسَ بالمخاطرة بالأمن القومي لتحقيق مصالحه السياسية الشخصية.
- قال مصدر لشبكة CNN إن ترامب أسمع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون محاضرات و”جَلَده” شفهياً عن قضايا مثل التجارة والهجرة وحلف شمال الأطلسي.
- قرر ترامب “بشكل غريزي” سحب القوات الأمريكية من شمال سوريا، وهي خطوة كانت لها عواقب بعيدة المدى في المنطقة، بعد مكالمة هاتفية مع الرئيس التركي أردوغان.
- في مكالمة هاتفية مع بوتين في مارس/آذار عام 2018، هنأ ترامب الزعيم الروسي بفوزه في انتخابات مزورة حتى بعد أن حذره مسؤولو الأمن القومي الأمريكي من هذه “التهنئة” في مواد إحاطة قبل المكالمة.
- كانت مكالمات ترامب الهاتفية مع القادة الأجانب مثيرة للقلق لدرجة أن البيت الأبيض حاول إخفاء نصوص المكالمات، خاصة تلك التي أجراها مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وبوتين، كما ورد في تقارير سابقة.
- أصيب موظفو البيت الأبيض بـ”رعب حقيقي” بسبب مكالمات ترامب الهاتفية مع بوتين وولي العهد محمد بن سلمان. إذ قال مسؤول في الإدارة لشبكة CNN إن بوتين “يتلاعب” بترامب. وقال مصدر آخر إن محادثاتهما تشبه أحياناً محادثات “رجلين في حمام بخار”.
- وكان الرئيس يدرس في إحدى المرات منع جميع المسؤولين من الاستماع إلى مكالماته مع القادة الأجانب، وهو ما قال خبراء في المخابرات إنه كان يمكن أن يكون كارثياً على الأمن القومي الأمريكي.
- وأشارت تقارير إلى أنه كان يتعين على موظفي البيت الأبيض “مجالسة” ترامب خلال مكالماته الهاتفية مع القادة الأجانب لأنه غالباً لا يكون مستعداً ويخرج عن النص.
- اعتاد جون كيلي، رئيس موظفي ترامب السابق، كتم الخط أثناء مكالمات ترامب مع القادة الأجانب لحثه على عدم مناقشة الموضوعات الحساسة.