تونس… مفاوضات بشأن الحكومة والنواب أمام فرصة أخيرة

يستمر المخاض السياسي الذي تعيش على وقعه تونس بعد سقوط حكومة كلف بتشكيلها المفوض من قبل حركة النهضة الحبيب الجملي إثر عرضها على البرلمان التونسي في يناير/كانون الثاني الجاري، لتعود الأمور إلى رئيس الجمهورية وفق ما يقتضيه الدستور لاختيار شخصية تكون محل إجماع الاطياف السياسية لقيادة الحكومة المرتقبة.

ولأول مرة في تاريخ تونس بعد الثورة، يطلب رئيس الجمهورية قيس سعيد من الأحزاب مقترحا كتابيا بشأن الشخصية التي يرونها الأقدرعلى قيادة الحكومة الجديدة وسط جدل في إمكانية استبعاد اطراف سياسية منها.

وكانت رئاسة الجمهورية قد وجهت مساء الإثنين الماضي مراسلة إلى الأحزاب والإئتلافات والكتل البرلمانية بخصوص الشخصية التي من المنتظر أن يتم تكليفها بتشكيل الحكومة القادمة وفق ما يقتضيه الدستور التونسي في فصله 89 .

مفاوضات بين الكتل البرلمانية

رئيس الكتلة الديمقراطية بالبرلمان والقيادي بالتيار الديمقراطي غازي الشواشي أكد في تصريح صحفي أن الكتل البرلمانية تفاعلت ايجابيا مع مراسلة رئيس الجمهورية، مشيرا إلى أن المفاوضات جارية بين مختلف الكتل البرلمانية من اجل تقريب وجهات النظر وهناك اتفاق مبدئي بشأن بعض الأسماءالمقترحة لمنصب رئاسة الحكومة، رغم تحفظ بعض الأطراف، وستتضح الصورة أكثر يوم غد الخميس، مضيفا أنه متفائل جدا بشأن وجود أرضية للتفاهم.

و أكد الشواشي أن الجميع واع لخطورة ودقة المرحلة، ويعني أن المشاورات بشأن حكومة الحبيب الجملي قد فشلت وما بقي إلا هذه الفرصة النهائية لتشكيل حكومة يجب أن تحظى بتوافق واسع بين مختلف الكتل البرلمانية وتجاوز شبح إعادة الانتخابات ومواصلة العمل مع حكومة تصريف الأعمال وهو مأزق دستوري يعمق الأزمة الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

و أشار رئيس الكتلة الديمقراطية داخل البرلمان وعدد نوابها 41  نائبا، إلى أن التفاعل الإيجابي للكتل البرلمانية مع رئيس الجمهورية لبلورة تصوراتها بشأن الحكومة المرتقبة.

قلب تونس على الخط

رئيس حزب قلب تونس نبيل القروي في تصريح صحفي، قال أن ما يهدف إليه حزبه هو تجميع مختلف الاحزاب وتقريب وجهات النظر من أجل اختيار بعض الأسماء التي تحظى بتوافق الأطياف السياسية وتقديمها الى رئيس الجمهورية قيس سعيد، مشيرا إلى عدم وجود أي عداء بين حزبه وحركة النهضة الاسلامية قائلا “النهضة ليست عدوا ولا عداء لنا معها”.

وأوضح القروي أن كل الأحزاب التي تشاور معها كان تجاوبها ايجابيا من بينها حركة النهضة، مؤكدا أن الحكومة المقبلة يجب ان تكون مممثلة لكل التونسيين والأحزاب.

وفي نفس السياق أكد رئيس كتلة حزب قلب تونس بالبرلمان حاتم المليكي أن الوضع في تونس دقيق جدا وأن قلب تونس بادر منذ البداية ببعث مبادرة للتنسيق بين مختلف الأحزاب للتوافق بشأن أسماء الشخصيات التي سيتم تقديمها لرئيس الجمهورية، كي لا يعاد سيناريو سقوط حكومة الجملي مجددا مع الحكومة الجديدة.

حركة النهضة ستحدد الأسماء المقترحة لرئاسة الحكومة

وأشار رئيس المكتب السياسي لحركة النهضة نور الدين العرباوي ، إلى أن المكتب التنفيذي للحركة سينعقد هذه الليلة للنظر في موضوع المقترحات التي ستقدم لرئيس الجمهورية و تحديد الأسماء التي ستبلّغها الحركة لقيس سعيد، مضيفا أن التوجه العام يقتضي حكومة سياسية معاضدة من كل الأطراف السياسية، مشيرا إلى أن المرحلة تقتضي تشكيل حكومة سياسية تحظى بحزام برلماني واسع ييسر عملها في الفترة المقبلة.

ومن المرتقب أن تقدم مختلف الأحزاب السياسية مقترحاتها مكتوبة حول الشخصية أو الشخصيات التي ترى أنها الأقدر من أجل تكوين حكومة وفق ما جاء في مراسلة رئاسة الجمهورية، مع بيان دواعي هذا الاختيار والمعايير التي تم اعتمادها في ذلك على أن يكون هذا في أجل قريب لا يتجاوز يوم الخميس 16 من الشهر الجاري.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى