حمَّل محمد بن سلمان مسؤولية قتل خاشقجي.. بايدن يتعّهد بـ”إعادة تقييم” العلاقات مع السعودية
عشية الذكرى الثانية لمقتل جمال خاشقجي، تعهد المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية جو بايدن بـ”إعادة تقييم” العلاقات بين الولايات المتحدة والسعودية، محملاً ولي العهد السعودي محمد بن سلمان مسؤولية اغتيال الصحفي السعودي في قنصلية بلاده بإسطنبول في 2 أكتوبر/تشرين الأول 2018.
المرشح الديمقراطي أصدر بخصوص ذلك بياناً، نشره موقع Middle East Eye البريطاني الجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أعرب فيه عن دعمه للمعارضين السعوديين، وأكد على توفير آليات لحمايتهم من استهداف المملكة.
إعادة تقييم للعلاقة: أشار بايدن في بيانه إلى أن جريمة الصحفي جمال خاشقجي “والتي دفع حياته ثمناً لها”، حسب ما قال، كانت انتقاد سياسات حكومته، مؤكداً انضمامه لأصوات العديد من النساء والرجال السعوديين والناشطين والصحفيين الشجعان في الحداد على وفاة خاشقجي و”ترديد دعوته للناس في كل مكان بممارسة حقوقهم بحرية”.
ففي الوقت الذي يعد الرئيس دونالد ترامب من أشد المدافعين عن العائلة المالكة السعودية، فإن بايدن قد دعا إلى تحقيق العدالة للصحفي القتيل، مشيراً إلى أن “موت جمال لن يذهب هباءً”.
لفت المرشح الديمقراطي إلى أن أمريكا في ظل إدارة بايدن وكامالا هاريس ستعيد تقييم علاقتها بالمملكة، وتنهي الدعم الأمريكي لحرب السعودية في اليمن، وستحرص على ألا تتجاهل واشنطن قِيَمها لتستفيد من بيع الأسلحة أو شراء النفط.
أكد على ذلك قائلاً: “التزام أمريكا بالقيم الديمقراطية وحقوق الإنسان له الأولوية، حتى مع أقرب شركائنا الأمنيين”.
كما شدد بايدن على رغبته في الدفاع عن حقوق النشطاء والمعارضين السياسيين والصحفيين حول العالم في التعبير عن آرائهم بحرية دون خوف من الاضطهاد والعنف.
دعوات مشرعين: بيان المرشح الديمقراطي انضم إلى أصوات عديدة لمشرعين أمريكيين طالبوا بجلب العدالة للصحفي المقتول غدراً، ووجهوا انتقادات حادة للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب؛ لعمله الحثيث على حماية حكام السعودية من المساءلة، حسب ما ذكره تقرير موقع Middle East Eye البريطاني، الخميس.
جاء ذلك خلال فعالية افتراضية عُقدت عبر الإنترنت، واستضافتها منظمة “مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط” (POMED) التي يقع مقرها بواشنطن، يوم الثلاثاء 29 سبتمبر/أيلول، تعهد خلالها أعضاء مجلس الشيوخ ومجلس النواب الأمريكيون المشاركون، بالعمل على تسليط مزيدٍ من الضوء على القضايا المتعلقة بحقوق الإنسان، في إطار علاقات أمريكا بالرياض.
حيث تعهد المشرعون الذين تحدثوا عبر رسائل فيديو مسجلة مسبقاً، بإحياء ذكرى خاشقجي وتكريمه من خلال الضغط من أجل محاسبة المسؤولين عن مقتله، والعمل على تحسين أوضاع حقوق الإنسان في السعودية.
انتقادات لترامب: خلال الفعالية، جاءت انتقادات السيناتور الديمقراطي، كريس فان هولن، الحادة للرئيس الأمريكي، إذ قال إن ترامب تبنى حكام السعودية ومنحهم الحصانة بدلاً من انتقادهم بسبب انتهاكاتهم المتكررة لحقوق الإنسان، سواء أكان في مقتل خاشقجي أم كان في الحرب التي تقودها المملكة باليمن وأودت بحياة أكثر من 100 ألف شخص.
أضاف فان هولن قائلاً إنه “مع أن الولايات المتحدة ليست بريئة الساحة في هذا السياق، فإننا قد عملنا للدفاع عن حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون. وأنت لا تتمتع بالمصداقية إذا اقتصرت في تطبيق هذه المعايير على خصومك وأعدائك؛ إذ عليك تطبيقها أيضاً على الدول الأخرى، وإن كانت لديك معها علاقات عمل”.
كما أشار إلى أن الإدارة الأمريكية الحالية تخلت عن هذه المسؤولية. ولذا، على مسؤولي الولايات المتحدة العمل بجد لاستعادتها.
دعوات لإطلاق سراح المعتقلين: من جانبه، انتقد السيناتور الديمقراطي البارز تيم كين، الرئيسَ الأمريكي بعنفٍ؛ لعلاقاته الوثيقة بالقيادة السعودية، داعياً إلى إطلاق سراح المعتقلين السياسيين في المملكة.
قال كين: “لم يكتفِ ترامب بغضِّ الطرف عن الأدلة المتوافرة على مسؤولية ولي العهد محمد بن سلمان عن الاغتيال، بل إنه تقرب أكثر من هذا النظام الفاسد أخلاقياً، وباعه مزيداً من الأسلحة؛ لاستخدامها في حربه الكارثية باليمن”.
فيما ختم كين كلامه بالقول: “دعوني أكن واضحاً في كلامي: سنظل نضغط من أجل محاسبة السعودية على هذه الجرائم البشعة حتى يأتي الوقت ونشهد تحسناً كبيراً في معاملة النظام للصحفيين والمعارضين السياسيين. هذا هو الصواب. وهذه هي الطريقة التي نحيي بها ذكرى خاشقجي عن حق”.