خبير: محادثات جدة بين الجيش السوداني و”الدعم السريع” ستكون غير مباشرة
قال المحلل السياسي السعودي، دكتور عبد الله العساف، اليوم السبت، إن “مجرد الوصول إلى جدة وقبول طرفي الصراع السوداني بالتفاوض، تعتبر خطوة جيدة وفي الاتجاه الإيجابي”.
لكنه أكد في تصريحات لـ”راديو سبوتنيك” أن “طرفي الصراع لن يتقابلا وجها لوجه”، لافتا إلى أن “كل طرف سيقابل الجانب السعودي والأمريكي على حدة، وإيصال وجهة النظر التي يحملها من قبل الطرف الذي يمثله، وبالتالي سيتم التفاوض عن طريق وسيط وليس بشكل مباشر”.
وأضاف أنه من “المتوقع أن هذه المفاوضات قد تُفضي لهُدنة شبه حقيقية، وهُدنة مطولة يتوقف فيها إطلاق النار وتعود الحياة في السودان تدريجيا إلى طبيعتها”.
إلا أن العساف لفت في الوقت ذاته إلى أن “الأمور تبقى متوترة وقابلة للاشتعال، لأن ما بُني عليه الاتفاق من أرضية هشة وتداعيات كبيرة وتعقيدات ربما تجعل الأمور تسير نحو التصعيد أكثر من التهدئة”.
ورحبت المملكة العربية السعودية وأمريكا، اليوم السبت، ببدء المحادثات الأولية بين ممثلي القوات المسلحة السودانية وممثلي قوات الدعم السريع في مدينة جدة السعودية.
ودعا البلدان في بيان مشترك، كلا الطرفين إلى استشعار مسؤولياتهما تجاه الشعب السوداني، والانخراط الجاد في هذه المحادثات.
وطالبت الرياض وواشنطن الطرفين برسم خارطة طريق للمباحثات لوقف العمليات العسكرية والتأكيد على إنهاء الصراع، وتجنيب الشعب السوداني التعرض للمزيد من المعاناة، وضمان وصول المساعدات الإنسانية للمناطق المتضرر، وفقا لوكالة الأنباء السعودية “واس”.
وتوجه وفدا الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع، مساء أمس الجمعة، إلى مدينة جدة غربي السعودية، لبدء المفاوضات بينهما.
ودخل الصراع الأخطر في السودان أسبوعه الرابع، وون أي بوادر لحل قريب.
ودفعت المعارك المتواصلة بين الجيش وقوات الدعم السريع، كثيرا من الدول إلى تكثيف جهودها لإجلاء رعاياها أو أفراد البعثات الدبلوماسية، برا وبحرا وجوا.
كما تسببت المعارك الدائرة منذ 15 أبريل/ نيسان الماضي، وفق تقارير لمنظمة الصحة العالمية، بمقتل المئات وإصابة آلاف آخرين، بينهم عمال إغاثة، ودفعت عشرات الآلاف إلى النزوح من مناطق الاشتباكات نحو ولايات أخرى، أو في اتجاه تشاد ومصر.
واتفق البرهان وحميدتي عدة مرات على وقف لإطلاق النار لم يتم التقيد به بشكل جيد، ومددا الهدنة الرسمية الأخيرة يوم الأربعاء لمدة أسبوع، حيث ألقى كل طرف باللوم على الطرف الآخر مرارا للانتهاكات المتكررة.