خبيرة أممية: مقتل قاسم سليماني غير قانوني.. والبنتاغون يرد: استهدافه كان خدمة لدول المنطقة
خلصت خبيرة أممية متخصصة في حالات الإعدام خارج نطاق القضاء إلى أن عملية قتل الجنرال الإيراني قاسم سليماني، في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020، بضربة نفّذتها طائرة أمريكية مسيّرة في بغداد كانت “غير قانونية”.
المقرّرة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بالإعدامات العشوائية والقتل خارج نطاق القانون، أغنيس كالامارد، أعلنت الثلاثاء 7 يوليو/تموز 2020، وفق تقرير الوكالة الفرنسية، أنها كانت “عملية قتل تعسفية”، انتهكت ميثاق الأمم المتحدة.
لا وجود لأدلة حقيقية: وكتبت أن الولايات المتحدة لم تقدّم أدلة على أن التخطيط كان جارياً لاعتداء وشيك على مصالحها، وكان هو مبرر واشنطن لاغتيال سليماني.
ولا تعبّر الخبيرة الحقوقية المستقلة عن الأمم المتحدة، لكنَّها تقدِّم استنتاجات تقاريرها للمنظمة الدولية.
من المقرّر أن تقدّم تقريرها بشأن عمليات القتل الموجّهة باستخدام طائرات مسيرة مسلحة، والذي يتطرق نحو نصفه إلى قضية سليماني، لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال جلسة الخميس.
يذكر أن واشنطن انسحبت من المجلس عام 2018.
أوامر بقتل سليماني: أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بقتل سليماني بضربة نفّذتها طائرة مسيّرة قرب مطار بغداد الدولي، في الثالث من يناير/كانون الثاني 2020.
وقال ترامب حينها إن سليماني كان “أكبر إرهابي في العالم”، وكان من الواجب “القضاء عليه منذ زمن طويل”.
كما أسفرت الضربة عن مقتل نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبومهدي المهندس.
قتل تعسفي: قالت كالامارد في تقريرها إنه “في ضوء الأدلة التي قدّمتها الولايات المتحدة حتى اليوم، فإن استهداف الجنرال سليماني ومقتل مرافقيه يعد عملية قتل تعسفية تتحمّل الولايات المتحدة مسؤوليتها، بموجب قانون حقوق الإنسان الدولي”.
ورأت أن الضربة شكَّلت انتهاكاً لميثاق الأمم المتحدة، في ظل “عدم تقديم أدلة كافية على هجوم مستمر أو وشيك”.
كما أضافت كالامارد “لم تقدم أدلة على أن الجنرال سليماني كان يخطط على وجه الخصوص لهجوم وشيك على المصالح الأمريكية، خصوصا في العراق، والتي كانت ستستدعي تحرّكاً فورياً، وكانت ستكون مبررة”.
كذلك تابعت “لم تقدم أدلة على أنه كان من الضروري تنفيذ ضربة بطائرة مسيّرة في بلد ثالث، أو أن الضرر الذي جرى التسبب به لهذه الدولة متناسب مع الأضرار التي يفترض أنه تم تجنّبها”.
فيما قالت إنه بينما “كان سليماني مسؤولاً عن استراتيجية إيران العسكرية وأعمال (ارتكبت) في سوريا والعراق، إلا أنه نظراً لغياب أي تهديد فعلي ووشيك لحياة (أشخاص)، فإن التحرّك الذي قامت به الولايات المتحدة كان غير قانوني”.
تنديد إيراني: ونددت إيران بشدة باغتيال سليماني، الذي كان يقود فيلق القدس المكلّف بعمليات الحرس الثوري الإيراني الخارجية.
في حين ردَّت طهران بإطلاق صواريخ بالستية على جنود أمريكيين متمركزين في قاعدة عين الأسد في غرب العراق. ولم يسفر الهجوم عن مقتل أي منهم، إلا أن عشرات تعرّضوا لارتجاج في الدماغ.
كذلك تناول تقرير كالامارد عمليات القتل المتعمد بواسطة الطائرات المسيّرة بدون طيار، في ضوء انتشار استخدام هذه الطائرات وتطوير قدراتها مدى السنوات الخمس الماضية.
ويقدم التقرير توصيات تهدف لتنظيم استخدام الطائرات المسيّرة وتعزيز المساءلة.
فيما أوضحت كالامارد أنه في حين أن وقائع مثل مقتل سليماني والضربة التي استهدفت منشآت تكرير النفط في السعودية، في سبتمبر/أيلول الفائت، أسفرت عن ردود فعل سياسية قوية، “فإن الغالبية العظمى من عمليات القتل المتعمد بالطائرات المسيّرة تخضع لقليل من التدقيق العام”.
موقف وزارة الدفاع الأمريكية: في المقابل قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، الثلاثاء، إن قائد قوة القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني كان “يخطط لهجمات إرهابية تستهدف مصالح أمريكية ودولاً أخرى قبل عملية استهدافه”.
أضاف مسؤول في الوزارة لقناة “الحرة” أن “مقتل سليماني كان خدمة لاستقرار المنطقة، وكفّ يد طهران عن زعزعة أمن دول الجوار”.
جاء كلام المسؤول الأمريكي رداً على تصريح المقررة الخاصة للأمم المتحدة بشأن عملية تصفية سليماني، وقال إن “الاستهداف كان في إطار استراتيجية استهداف الإرهابيين في العالم”.