خلاف حاد بين الخارجية السودانية والمتحدث باسمها بسبب “التطبيع مع إسرائيل”.. الوزارة: تلقينا تصريحاته بدهشة
قالت وزارة الخارجية السودانية، الثلاثاء 18 أغسطس/آب 2020، إنها “تلقت بدهشة” تصريحات المتحدث باسم الوزارة حيدر بدوي، حول سعي الخرطوم لإقامة علاقات مع إسرائيل، كما أكدت أنها “وجدت هذه التصريحات وضعاً ملتبساً يحتاج للتوضيح”.
ففي وقت سابق، قال متحدث الخارجية السودانية حيدر بدوي، إن لقاء رئيس المجلس السيادي “عبدالفتاح البرهان” مع رئيس الوزراء الإسرائيلي “بنيامين نتنياهو”، قبل أسابيع، كان “خطوة جريئة فتحت الباب أمام اتصالات يمكن أن تتم بين الطرفين”.
بيان للخارجية السودانية أكد أن “أمر العلاقات مع إسرائيل لم تتم مناقشته في وزارة الخارجية بأي شكل كان”.
كما أضاف “لم يتم تكليف السفير حيدر بدوي بالإدلاء بأي تصريحات بهذا الشأن”.
وفي السياق، قال مصدر دبلوماسي سوداني لوكالة “الأناضول” للأنباء، إن خلافاً نشب بين وزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمرالدين، والمتحدث باسم الوزارة حيدر بدوي، على خلفية تصريحات الأخير حول التطبيع.
المصدر الدبلوماسي، الذي طلب عدم نشر اسمه، أشار إلى أن حمدوك طلب اجتماعاً مع قمرالدين حول تطورات ملف التطبيع والخلاف بين الرجلين في الوزارة.
تصريح مثير للجدل: المتحدث باسم الخارجية أدلى بتصريح مثير، قال فيه “نسعى لأن يكون ملف التعامل مع إسرائيل لدى الخارجية باعتبارها وزارة سيادية”.
وأشار المتحدث إلى أن “الاتجاه نحو إقامة علاقات مع إسرائيل ليس بالجديد، وسبقنا إليه وزير خارجية النظام البائد إبراهيم غندور”.
كما أردف قائلاً “نحن لسنا أول دولة تطبع مع إسرائيل، وعلاقتنا مع اليهود قديمة منذ عهد موسى عليه السلام، وسنناقش التطبيع مع إسرائيل في دهاليز السلطة بالخرطوم، ولسنا تبعاً لغيرنا”.
المسؤول نفسه أضاف أيضاً: “تطبيعنا مع إسرائيل سيكون مختلفاً ومن نوع فريد، ولا يشبه الدول الأخرى، إسرائيل ستستفيد من السودان، ونحن سنستفيد منها، ويجب التعامل نداً بند، إسرائيل ستستفيد منا فائدة عظيمة”.
واستطرد: “في علاقتنا مع دولة إسرائيل لن نكرر أخطاء دول عربية (لم يحددها) وعلاقتنا ينبغي أن تستند على مصالحنا، وألا تتعارض مع قيمنا في الحرية والسلام والعدالة”.
السلام مع إسرائيل: المتحدث نفسه يرى أن “السلام بين السودان وإسرائيل سيسهم في دعم القضية الفلسطينية”.
إذ قال متحدث الخارجية: “السلام مع إسرائيل والتطبيع معها يسوقنا لنفي تهمة الإرهاب عنا”.
واستطرد: “رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب ليس من ضمن شروط التطبيع مع إسرائيل، ولكنه يمكن أن يساهم”.
كما كشف عن اجتماع طارئ بين رئيس مجلس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك ووزير الخارجية السوداني المكلف عمر قمرالدين، حول تطورات الأوضاع في ملف السودان مع إسرائيل.
دبلوماسية الثورة: وأضاف: “دبلوماسية الثورة يجب أن تكون مختلفة، ولم يعد هنالك إمكانية للكتمان، ولابد من خطط واستراتيجيات لنتقدم للأمام”.
وهنأ الإمارات على موقفها بالتطبيع مع إسرائيل، مشيراً إلى أن “هنالك عدة دول عربية لديها علاقات مع إسرائيل، من ضمنها قطر ومصر والأردن والمغرب وموريتانيا”.
وأضاف: “لسنا أول دولة تطبع، ولكننا الأهم، حتى من مصر نفسها، وعلاقتنا مع اليهود قديمة، لقد ولدت اليهودية على شاطئ السودان في النوبة”.
وتحفظ المتحدث باسم الخارجية السودانية في رده على سؤال مراسل الأناضول خلال المؤتمر الصحفي حول مكونات اللجنة التي تعمل في ملف التطبيع بين السودان وإسرائيل بالقول: “لا تعليق”.
تطبيع الإمارات: تأتي تصريحات متحدث الخارجية السودانية، بعد 5 أيام من إعلان الإمارات عن اتفاق تطبيعي مع إسرائيل.
وفي فبراير/شباط الماضي، عبرت طائرة إسرائيلية، لأول مرة، فوق الأجواء السودانية، بعد أقل من أسبوعين على لقاء نتنياهو والبرهان، بحسب إعلام عبري.
وفي عدة حالات سابقة، مرت طائرات إسرائيلية عبر أجواء السودان، لكنها اضطرت للتوقف في عمان أو في وجهة أخرى، حتى لا تسجل الرحلة باعتبارها “رحلة إسرائيلية”، وفق المصدر ذاته.
وباستثناء مصر والأردن، اللتين ترتبطان مع إسرائيل بمعاهدتي سلام، لا تقيم أي دولة عربية أخرى علاقات رسمية معلنة مع إسرائيل.