دَفن موغابي في تابوت من الصلب المغطى بالخرسانة خوفاً من المساس بجثته
شهدت مراسم دفن الرئيس الزيمبابوي السابق روبرت موغابي الغريبة، وضع جثته في تابوت مبطن بالصلب، وتغطيته بطبقة من الخرسانة يوم السبت 28 سبتمبر/أيلول 2019، في أعقاب خلاف حاد حول مكان دفنه بين المسؤولين الحكوميين، والزعماء التقليديين، وأفراد عائلته.
وبعد 22 يوماً من وفاته، دُفنت جثة الزعيم المستبد أخيراً بجوار منزله الذي عاش فيه مع زوجته الثانية غريس موغابي، في قرية كُتامة بمقاطعة زفيمبا، مسقط رأسه، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Telegraph البريطانية، الأحد 29 سبتمبر/أيلول 2019.
أسباب أمنية
وقال ليو موغابي، الابن الأكبر لشقيقته الذي أدى دوراً رئيسياً في قصة الدفن الطويلة، إن التابوت الذي أتت فيه جثته المحفوظة إلى هراري من سنغافورة، يجب تغييره لأسباب أمنية.
وكشف لمحطة إذاعية محلية: «ثمة أناس يسعون للاستيلاء على جثته بالفعل أو أجزاء منها، لذلك أردنا شيئاً لا يمكن العبث به. ولهذا السبب غيرنا النعش».
وبعد إنزال التابوت إلى الأرض في مراسم خاصة بالقرب من المنزل الذي شيدته غريس موغابي بعد زواجهما، وُضعت الخرسانة حوله.
وزعمت عائلة موغابي أن هذا هو المكان الذي أراد أن يُدفن فيه، وتحدث عنه في الأشهر الستة الأخيرة من حياته في سنغافورة، وكان يشعر بالغضب إزاء إطاحته على يد حليفه القديم، الرئيس الحالي إيمرسون منانغاغوا.
وقد أوضحت السيدة موغابي (54 عاماً) التي ارتدت ملابس سوداء لثلاثة أسابيع، لكل من يعنيهم الأمر أن منانغاغوا وأنصاره غير مرحب بهم في مراسم الدفن.
موغابي أراد دفنه بجوار والدته
وقالت الصحيفة البريطانية لو أن موغابي دُفن في مقبرة Heroes Acre، المقبرة التي أمر بتشييدها ومكان الدفن الذي تفضله الحكومة، لما تمكنت زوجته من منع حضورهم. والأهم من ذلك أن هذا كان ليعني أيضاً دفنه إلى جانب زوجته الأولى، سالي موغابي، التي لا يزال الكثيرون يعتبرونها «أماً» للشعب الزيمبابوي.
وأوردت تقارير، وسط مزاعم مختلفة متضاربة حول رغباته، أن موغابي، الذي توفي عن عمر ناهز 95 عاماً متأثراً بالسرطان، قال أيضاً إنه يريد أن يدفن بجوار والدته في مكان آخر في زفيمبا.
وقدمت السيدة غريس موغابي اقتراحاً آخر الأسبوع الماضي، قالت فيه إنها تريد دفن زوجها الراحل في الأراضي الملحقة بمنزلهما في هراري، والمعروف بين السكان المحليين باسم السقف الأزرق.
لكن مجلس مدينة هراري قال إن ذلك غير ممكن لأن هذه الأرض ليست مقبرة، واكتشفت السيدة موغابي لاحقاً أيضاً أن سندات ملكية المنزل الذي تبلغ تكلفته ملايين الدولارات، وتحيط به مساحات خضراء ضخمة وبحيرة وأحياء برية، كانت باسم شركة مملوكة لحزب Zanu PF الحاكم.
وفي تطور متأخر في القصة، وافقت أسرة موغابي أخيراً، بعد مفاوضات مع الزعماء التقليديين والحكومة، على دفن الرئيس السابق في مقبرة Heroes Acre في نهاية المطاف.
لكنهم وافقوا شريطة أن يُشيد ضريح له على قمة التل المطل على مئات القبور التي تضم جثامين زملائه السابقين، خاصةً أولئك الذين شاركوا في الحرب على حكم الأقلية الروديسية البيضاء.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن مراسم تشييع موغابي الرسمية، التي حضرها 11 رئيس دولة إفريقية، أُقيمت قبل أسبوعين في ملعب شبه خالٍ في هراري.