ركام من وجع ..بين زوايا الأنا وذاكرة الأمس
كتب / لؤي عوض الله
شد من أزري ، فأناي خفي لا يسمع منذ آه ، ولا يرى منذ أن تلاشت عيوني.
كم هي وفية ذاكرتي إذ جلبت الكلمات باسمي وأحضرتني من ماضي الأمس وأمس الماضي، فأقف كشاهد أبكم، تحقنني بأحداث لم يمحها طوفان الذكريات من حاضر اليوم الغائب…
تمضغني أحداث البيت العتيق حيث أقع بين فكي براءة الطفولة الطاغية وسذاجة بعض ساكنيه أو ربما هكذا كنت أظن حينها ،وقد أكون صورتُ بعض الخيارات لذكرياتي العابرة في دهاليز دماغي الصغير…
وهبتني أنا ..دون أن أدري، حينها تحسستُ بعض المفردات والتي حبت على لساني لتجمع نفسها وقواها وتشكل بعض العبارات المبهمة على جسدي…جوع الفضول أجهد قواي منذ ذلك الحين وأصبحت الإضاءة خافتة والأشياء من حولي تائهة كأفكاري الحائرة رغم قلة السنين…فمن أنتِ؟! .
أخبئها في مأوى خيالي، فتبزغ نورا من بين غيوم الغياب ، دوما كانت بجانبي..أبحث عنها وألمسها لأجدها وأحيانا لا أجدها…يا ترى ماذا حدث في كهوف الماضي.
أقدار تقذف بنا في خضمها أم هي أوهام نجني ثمارها كلما زرعناها ورسخها آخرون…ضياع يترسخ في أعماق جذورنا كلما مضت ظلمة الليالي وبزغ فجر جديد.
كم أنت بائس أيها الصغير الحائر العاجز فيما يصول ويجول من حولك، لم ترحمك نحالة جسدك وضعفك أن تتوغل كل تلك المخلوقات الصغيرة وتأكل كل ما استطاعت دون أي شفقة في حضرة الغياب.
لم يكن ذنب السيدة رعبك منها، ولم يكن ذنب الجدران محاصرتهم لوحدتك بينما تواجه مصيرك من أجل بضعة دنانير.
فكم مرة وقعت أسفل القاع دون دعاء ، وكم من مرة لجأت إلى السطح لتنير بضيائها شبح وحدتي ..فأتهاوى كعابر يتيم يصارع وقته الذي بالكاد يمضي فيندثر تحت بطانيته التي شاركته جرائمه المباحة بصمت لذيذ طريح الوجع.
لم تندمل جروحك الغائرة ولم تطمسها بقايا الأخبار ،حتى وإن اغرقوا كل مراكبك الورقية الصغيرة دون استيعاب بما صنعوا ..قد يؤذونك بقصد أو لغيره ..قد تصبحين ضحية تصرفاتهم الجائرة ..قد وقد وكان لابد عليك صنع قاربك من جديد وان كان لابد من نسجه في خيالك فإليه فقط المفر، لا عجب ان تحتضن أنفاسك الثائرة وتخبئها بين ضلوعك لتنفثها ضبابا فتخرج المناضل الساكن داخلك والمقموع منذ أن مررت بالأنا، فما زالت ذكرياتك الموجعة تتجول بداخلك تطرق بابك على غفلة ، لتقول لك لم أغادرك بعد..