زوجة كير ستارمر يهودية، ونصف العائلة يعيش في إسرائيل.. هذا ما نعرفه عن السيدة الأولى في بريطانيا
لكن هناك شخصية أخرى تعتبر محورية لم تأخذ حظها من هذا الاهتمام؛ وهي السيدة الأولى في بريطانيا، فيكتوريا ستارمر.
زوجة كير ستارمر يهودية الديانة، ولها عائلة في إسرائيل، ما يثير تساؤلات عن موقفها من الحرب الإسرائيلية على غزة، المستمرة لشهرها العاشر.
السيدة الأولى في بريطانيا: محامية تعرفت على زوجها بسبب قضية
فيكتوريا ستارمر،”السيدة الأولى” الجديدة لبريطانيا، هي محامية سابقة تحولت إلى العمل في قطاع الصحة، قبل أن تنتقل مع زوجها للإقامة في منزل ومكتب رئيس وزراء المملكة المتحدة في شارع “10 داونينغ ستريت” بالعاصمة لندن.
زوجة ستارمر، التي يشار إليها عادة باسم “فيك”، كانت محامية مثل زوجها، وقد تعرفت على زوجها أثناء العمل، إذ كان ستارمر يستعد لقضية يعمل عليها في محكمة، وطلب التحدث إلى المحامية التي أعدت الوثائق المتعلقة بالقضية، وكانت هذه المحامية هي فيكتوريا.
تزوجا في العام 2007، وهو العام الذي سبق تولي ستارمر منصب مدير النيابات العامة، وأنجبا ابنين مراهقين. ثم تحولت من المحاماة إلى العمل في تعمل قطاع الصحة المهنية في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، حسب تقرير شبكة CNN الأمريكية.
وقد انضمت فيكتوريا إلى حزب العمال هي الأخرى، إذ انضمت للحزب في أوائل القرن الـ21، وذلك خلال فترة رئاسة توني بلير للحزب وللحكومة البريطانية.
زوجة كير ستارمر يهودية
السيدة التي حافظت على ظهور منخفض نسبياً خلال الحملة الانتخابية، نشأت في شمال لندن حيث ولدت بالعام 1963، وهي ابنة لأب يهودي وأم اعتنقت اليهودية.
والدها يدعى برنارد، وهو يهودي أشكنازي من أصول يهودية بولندية، وعمل محاسباً وأستاذاً للاقتصاد، وقد هاجرت أسرته لبريطانيا قبيل الحرب العالمية الثانية.
أما والدتها تدعى باربرا، وقد اعتنقت اليهودية عند الزواج، وعملت طبيبة في هيئة الصحة البريطانية، كما أشارت النسخة الإنجليزية من صحيفة ynet news الإسرائيلية.
ورغم إشارة عشرات الصحف والمؤسسات الإعلامية إلى أن فيكتوريا أيضاً يهودية الديانة، لكن زوجها اعترض على اعتبار أن ديانة والديها يجعلان من فيكتوريا وولديها المراهقين يهوداً أيضاً، وذلك في حوارٍ مع صحيفة The Guardian البريطانية، في يونيو/حزيران 2024.
“لا، لا، ليسوا يهوداً لأسباب لن أمل من شرحها. عائلة والد بيرنارد لم تقبل ذلك، وهذا هو الأمر”، هكذا أجاب للصحيفة البريطانية عند الحديث عن ديانة زوجته، وقالت كاتبة تقرير الغارديان أنه “لوح بيده ليشير إلى أن هذا الموضوع ليس للنقاش”.
طقوس يهودية تحافظ عليها عائلة رئيس الوزراء البريطاني الجديد
لكن ستارمر عاد وأكد أن تراث عائلة زوجته اليهودي مهم، وأضاف: “نحن حريصون جداً على أن يعرف الأطفال عن ذلك ويفهموه”.
لفت كذلك إلى ذهاب العائلة بشكل أسبوعي إلى كنيس يهودي ليبرالي، وقد أشارت صحيفة ynet news إلى انتهائهم للمعبد اليهودي الليبرالي في سانت جونز وود، لندن، وهو جزء من الحركة اليهودية الليبرالية، وهي “فرع تقدمي من اليهودية يشبه اليهودية الإصلاحية في الولايات المتحدة”، وفقاً للصحيفة الإسرائيلية.
كما أشار ستارمر إلى أنهم يقومون بإعداد خبز الشلة ويؤدون طقوس الكيدوش مع حماه (والد فيكتوريا) برنارد، وهو طقس يهودي يسبق يوم الراحة الأسبوعي في اليهودية، أو يؤدون هذه الطقوس عبر تطبيق “زوم” مع أخت فيكتوريا.
“نصف العائلة تعيش في إسرائيل”
كما أشار إلى وجود نصف العائلة يهود يعيشون إما في المملكة المتحدة أو في إسرائيل، إذ قالن: “نصف العائلة يهود، إما هنا أو في إسرائيل”.
هنا أشار صراحة إلى تأثير الحرب على أفراد العائلة في إسرائيل، وقال إنه “لم يتأثر أحد بشكل مباشر في 7 أكتوبر(/تشرين الأول 2023)، شكراً للرب، ولكنهم تأثروا بالحرب بلا شك”.
الموقف من الصهيونية
رغم حديث الزوج المقتضب عن ديانة زوجته، إلا أنها لم تتحدث مطلقاً عن الأمر للإعلام، ولم تشر أيضاً إن كان موقفها أو موقف عائلتها التي تعيش في إسرائيل مؤيداً للصهيونية.
وربما يعود السبب وراء عدم تصريح السيدة الأولى الجديد يرتبط بالوضع المتعلق بتأثير الحرب الإسرائيلية على الساسة، خصوصاً مع ما تعرض له زوجها من حملات ضغط بسبب عدم مطالبته بوقف إطلاق النار في الأسابيع الأولى من الحرب.
أو ربما يعود إلى ما أشار له ستارمر في الحوار نفسه عن رفضها أن “تجري المقابلات وتظهر في جلسات التصوير”، أو أسباب أخرى أو مزيج منها، لكن المحصلة أننا لم نستطع أن نعرف موقف السيدة الأولى في بريطانيا الصريح والواضح من الصهيونية.
إلا أن صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية كتبت “التزام السيدة ستارمر الثابت بإيمانها وتقاليدها الثقافية، فضلاً عن مشاركتها في مكافحة معاداة السامية، يبرز الدور الفريد الذي ستلعبه”، دون الإشارة إلى تفاصيل عن مشاركاتها في معاداة السامية.
ستارمر نفسه أشار مراراً إلى التزامه بما وصفه “مكافحة معاداة السامية في حزب العمال”، إذ أكدت صحيفة The Jerusalem Post إلى أنه أعاد تأكيد هذا الالتزام في خطاب له أمام أصدقاء حزب العمال الإسرائيليين، مؤكداً أن “معاداة السامية المعادية للصهيونية هي نقيض تقاليد حزب العمال”.
أيضاً؛ عند توليه قيادة هذا الحزب، قدم ستارمر التزاماً علنياً “لاستئصال معاداة السامية”، قائلاً إنه سيتبع سياسة “صفر تسامح” مع هذا السلوك.
في وقت سابق من هذا العام، تظاهر محتجون مؤيدون لفلسطين خارج منزل عائلة ستارمر في كينتيش تاون، شمال لندن، حيث رفعوا لافتة تقول “ستارمر توقف عن القتل” وتركوا صفوفاً من أحذية الأطفال، تعبيراً عن عدد أطفال غزة الذين قتلتهم إسرائيل.
عائلة ستارمر بعيدة عن الأضواء
في العموم؛ ليس موقف سيدة بريطانيا الأولى من الصهيونية أو الحرب الإسرائيلية على غزة الوحيد الذي لم يعلن بوضوح منها، إذ يبدو أن ستامر تسعى لتقليل المعلومات التي تخص عائلته من أن تتداول عبر وسائل الإعلام.
إذ أشار في لقاءات سابقة إلى أنه “سيمحي خصوصية أولاده بشدة” خشية أن “تتغير حياتهم” بفعل وصوله لمنصب رئيس الوزراء، لكن كان هذا قبل أن يتوجع رسمياً بهذا المنصب.
كما قال لبرنامج This Morning البريطاني: “من البداية اتخذنا قراراً بأن نحميهم قدر الإمكان، لذلك لن نجري أي جلسات تصوير مع الأطفال ولا نذكر أسمائهم علناً”.
وعادةً ما يشير إلى أولده في المقابلات باسم “ولدي” و “ابنتي”.