“سجون لا مثيل لها في التاريخ الحديث”.. منشقٌّ كوري شمالي يكشف حقائق مُروِّعة عن “معسكرات التعذيب”
تحدَّث المُنشقُّ الكوري الشمالي، جونغ غوانغ إيل، صراحةً عن التعذيب الذي تعرَّض له أثناء فترة محبسه في أحد أسوأ معسكرات الاعتقال في كوريا الشمالية، قبل أن يجد طريقة للهروب إلى كوريا الجنوبية ويروي مأساته للإعلام.
في حوارٍ أجرته معه صحيفة New York Post الأمريكية، كَشَفَ جونغ، البالغ 57 عاماً، والذي يعيش حالياً في كوريا الجنوبية، عن تجربته في المعسكرات.
تحتجز كوريا الشمالية حسب تقرير صحيفة Express ما يُقدَّر عددهم بـ120 ألف سجين سياسي وغيرهم من “أعداء الدولة” المُعتَقَلين في معسكرات. يُجبَر الكثيرون منهم على العمل لمدة 16 ساعة في اليوم الواحد، مع تقديم القليل من الطعام لهم، وإخضاعهم لتعذيبٍ وحشي.
أُلقِيَ القبض عليه في العام 2000 بينما كان يعمل تاجراً للأطعمة البحرية بعد اتهامه من قِبَلِ أحد زملائه العاملين بالتجسُّس. اقتيد جونغ إلى سجن “المعسكر 15” الجبلي سيئ الصيت، المعروف باسم “يودوك”.
جونغ، قال واصفاً وصوله إلى المعسكر لصحيفة New York Post: “حين وصلنا إلى هناك، رأيت أناساً لم يبد عليهم أنهم بشر، كانوا مثل الوحوش. كان ذلك مخيفاً بشكلٍ استثنائي”.
وأضاف أن بعض النزلاء “لم يكن بمقدورهم المشي بطريقةٍ سليمة، لأنهم عُذِّبوا وتعرَّضوا لتجويعٍ شديد”. وفي “المعسكر 15″، أُجبِرَ جونغ وغيره من السجناء على أداء أشغالٍ شاقة، تمثَّلَت عادةً في قطع الأشجار في درجات حرارةٍ شديدة البرودة، مع القليل للغاية من الطعام والملابس.
لقى الكثير من السجناء حتفهم إما بسبب الإجهاد وإما بسبب الجوع. وقال جونغ إنه تمكَّن من النجاة فقط بعدما أُخبِرَ بأن أفراد عائلته سوف يُعتَقَلون إذا مات في “المعسكر 15”.
وسائل التعذيب: زَعَمَ جونغ أنه تعرَّض للتعذيب على نحوٍ منتظم من خلال أساليب عديدة، تتضمَّن الإيهام بالغرق، والصدمات الكهربية، والتقييد إلى الجدار لساعاتٍ في أوضاعٍ مُجهِدة.
وأُطلِقَ سراح جونغ في نهاية المطاف، ثم سَبَحَ عابراً إلى كوريا الجنوبية.
في الوقت الحالي، يدير جونغ جماعة “No Chain for North Korea”، التي تهرِّب الأخبار والمحطات التلفزيونية الكورية الجنوبية إلى الشمال، في محاولةٍ لإعلام مواطني الشمال بما يجري في العالم الخارجي.
الشهر الماضي، يوليو/تموز، فَرَضَت المملكة المتحدة عقوباتٍ على كوريا الشمالية نتيجة استخدام الأخيرة معسكرات الاعتقال. ووَصَفَت كوريا الشمالية الخطوة باعتبارها “مؤامرة سياسية مفضوحة للقفز في ركاب السياسات العدوانية للولايات المتحدة”.
ألقى جونغ باللائمة على كلٍّ من كيم جونغ أون، وتقاعس قادة العالم عن القمع الحاصل في كوريا الشمالية. وقال: “يقع اللوم في ما يحدث في كوريا الشمالية على قطاعٍ كبيرٍ من الساسة والقادة الذين يمكِّنون كيم جونغ أون”.
وأضاف: “كوريا الجنوبية في الوقت الراهن دولةٌ تابعةٌ للشمال، وهم يتلقون أوامرهم من الشمال. كيم ليس قائداً عادياً يخدم مصالح ترامب. كيم قاتل. وهو ليس جديراً بالذهاب إلى مؤتمرات القمة مع قادة العالم”.
وأثارت السلطات الكورية الجنوبية غضب بعض المُنشقِّين عن كوريا الشمالية في الشهور الأخيرة بمحاولتها إيقافهم عن تهريب مواد إلى الشمال عن طريق بالونات طائرة. وأُدينَت انتهاكات حقوق الإنسان في معسكرات الاعتقال في كوريا الشمالية عبر العالم.
غريغ سكارلوتويو، الذي يدير جماعة HNRK الحقوقية قال: “إن مستوى القسوة في معسكرات الاعتقال في كوريا الشمالية لا مثيل له حقاً في التاريخ الحديث. لقد حاورت مئات الشهود على مدار سنوات. وإذا تحدَّثنا عن نظام الغولاغ، فقد تفوَّقت كوريا الشمالية حتى على السوفييت أنفسهم”.