سلبيات بريكست تلاحق الزراعة العضوية في بريطانيا

أكد أصحاب مزارع وبائعون للمنتجات العضوية ببريطانيا أن أعمالهم ستتأثر سلبا بسبب بريكست مع توقعات بتراجع سعر صرف الجنيه وخسارتهم للدعم الأوروبي حتى لو كانوا لا يصدرون بسبب ارتفاع تكلفة الإنتاج.

وتقول إيللي وودكوك، التي تدير مزرعة “برامبليتي” مع شريكها، الواقعة على بُعد ساعتين جنوب لندن: “أظن أن بريكست سيكون له تأثير سلبي جدا على الأوساط الزراعية وأنا جزء من هذه الأوساط”.

ويؤكد شريكها شتاين ليندرز وهو يقطف الفاكهة في ختام الموسم: “لا أرى أي منفعة من بريكست مهما حاولت التفكير”.

وتمتد المزرعة على 18 هكتارا وتنتج التفاح والإجاص (الجوافة) فضلا عن البيض الذي تنتجه عشرات الدجاجات الطليقة بين الأشجار.

وتنتج إيللي وشتاين وموظفوهما البالغ عددهم 20 شخصا كل شيء تقريبا داخل المزرعة بما في ذلك عصائر الفاكهة والمربيات المعلبة التي يضع عليها ثلاثة عمال ملصقات التعليمات في عنبر كبير.

وتوضح إيللي، التي تمارس هذه المهنة بسبب شغفها بالطعام السليم وبالبيئة: “لكني أحتاج إلى شراء سدادات الفلين والبذور من تجار يشترون من الخارج”.

وقد يرتفع سعر هذه المواد بسبب بريكست مع تراجع سعر صرف الجنيه الإسترليني منذ استفتاء عام 2016 والصعوبات عند الحدود.

وقد اختارت إيللي التركيز على منتجات محدودة إلا أن مزارعين صغارا آخرين يستقدمون فاكهة من إسبانيا والبرتغال ودول أوروبية اخرى مشمسة لاستكمال ما يبيعونه خلال أشهر الشتاء الممطرة.

في سوق “سبريد” في حي برايمروز هيل الفخم في لندن، يتنقل محبو المنتجات العضوية بين الأكشاك.

لكن رغم الحركة التي يشهدها السوق في عطلة نهاية الأسبوع، تبدو أجواء الباعة محبطة.

ويقول دايف نيوتون من مزرعة “بروكمانز”: “كل ما نزرعه نستورده من الخارج.. سيؤثر بريكست علينا كثيرا لأن الأسعار سترتفع، وستكون المزارع الصغيرة الأكثر تضررا”.

“لن يعودوا”

أما المزارع الكبيرة التي تصدر الجزء الأكبر من إنتاجها، لا سيما مربو الأبقار فهي ستتلقى ضربة قاضية ربما مع احتمال خسارتها للدعم الأوروبي وفرض رسوم جمركية كبيرة على منتجاتها في غياب الاتفاق مع بروكسل.

ويؤكد مايك نروليدج، أحد المشرفين على سوق “ذي سبريد”: “سيضطر الكثير من العمال الأجانب إلى العودة إلى ديارهم”.

لكن هل سيحفز بريكست الطلب على المنتجات المحلية؟ لا تعول إيللي على ذلك كثيرا وتقول: “الكثير من الأشخاص لا يزالون يفضلون المواد الغذائية المعدلة جينيا فهي أسهل وأقل سعرا للزراعة مقارنة بالمنتجات العضوية”.

وأشارت إيللي إلى أن بوريس جونسون، رئيس الوزراء المحافظ الذي يريد الخروج من الاتحاد الأوروبي بأي ثمن في 31 أكتوبر/تشرين الأول، جعل من المواد المعدلة جينيا إحدى نقاط الارتكاز في برنامجه.

ويقلق الزبائن أيضا مع اقتراب موعد بريكست، فكريستيان ديل فال الذي يتبضع في “ذي سبريد” يتوقع أن يتراجع التنوع في المنتجات في حال حصول بريكست من دون اتفاق ويخشى تراجعا أيضا في النوعية.

ويختتم قائلا: “من الأفضل أن نشتري منتجات محلية متى توافرت واستكمالها بمنتجات مستوردة، وما من مكان أفضل لذلك غير الاتحاد الأوروبي، حيث معايير النوعية مرتفعة جدا”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى