سياسي أمريكي يكشف دور واشنطن في الأزمة الإيرانية
الأزمة الإيرانية تشهد تطورات جديدة بعد أن أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية، أمس الجمعة، فرض عقوبات جديدة على مسؤولين إيرانيين بسبب قطع الإنترنت في إيران، علاوة على زيادة رقعة الاحتجاجات.
حراك شعبي
قال ماك شرقاوي، المحلل السياسي اليوم السبت، “أعتقد أن ما يحدث في الداخل الإيراني هو نتيجة طبيعية ومعقولة نتيجة الضغوط والعقوبات الاقتصادية غير المسبوقة من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، حيث وصلت البطالة لأعلى معدلاتها، 45%، والتضخم 40%، هذا بالإضافة إلى تقهقر وانكماش الاقتصاد بنسبة 9%، هذا بجانب صفر % نمو العام القادم”.
وأضاف شرقاوي، “ويرى خبراء الاقتصاد أن إيران تعاني تماما جراء العقوبات الاقتصادية الأمريكية، حتى وإن كان لديها الرئة التي تتنفس منها وتحصل منها على ما يقارب الـ 100 مليار دولار من مدخولاتها النفطية وهى العراق، وما يحدث من حراك شعبي في العراق بكل تأكيد يؤثر على الداخل في إيران”.
وأشار شرقاوي إلى أن “بعض دول المنطقة والقوى الكبرى لن تقف مكتوفة الأيدي حال تهديد مصالحها، وقد قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في تصريحات صحفية “لن ننتظر أن تصل الحرب إلينا وإنما سنذهب إلى الداخل الإيراني” في ظل وجود 9 مليون من الباسيج، وهى قوات عسكرية شعبية غير رسمية وتعد خط الدفاع الأول عن النظام، أسسها الخميني عام 1979، هذا بالإضافة إلى 2 ونصف مليون من المليشيات العسكرية و120 ألف عنصر من الحرس الثوري، فلنا أن ننظر إلى أن ما يقارب 45 مليون من الإيرانيين يحكمهم 9 مليون من الباسيج، علينا أن نتخيل كم القبضة الحديدية في طهران”.
وأكد شرقاوي أن “زيادة سعر البنزين في هذا التوقيت كان قرار خاطىء سياسيا واقتصاديا، لأن هذا القرار من الناحية الاقتصادية سوف يؤثر بلا شك على أسعار كل السلع، وتلك كانت الشرارة التي أشعلت الداخل الإيراني الذي يئن بشكل كبير من وطأة العقوبات الاقتصادية”.
التعامل الأمني الإيراني
وحول تطورات الأمور وإلى أين ستصل قال شرقاوي “مع بداية التعامل الأمني الإيراني مع الاحتجاجات وتصريح المرشد علي خامنئي، بموافقته على زيادة سعر البنزين، وأوقف كل محاولات العدول عن القرار في البرلمان، هذا بالإضافة إلى مسلسل الإجراءات التي تستخدمها طهران، ومن بينها قطع الانترنت كما فعلت في العام 2009 في الثورة الخضراء، كل تلك الأمور اعتقد أنها ستؤدي إلى تفاقم الأزمة وتصاعد الأمور أكثر، ويجب أن تنتبه الإدارة الإيرانية إلى أن تلك الإجراءات في الظروف الحالية يمكن أن تؤدي إلى إلانفجار الذي لا يحمد عقباه”.
وتشهد العديد من المدن الإيرانية تظاهرات منذ منتصف نوفمبر/تشرين ثاني الجاري، للاحتجاج على قرار الحكومة بزيادة أسعار الوقود.
رفع سعر البنزين
وكانت الشركة الوطنية الإيرانية للنفط قد أصدرت، الخميس 15 نوفمبر/تشرين الثاني، بيانا أعلنت فيه عن رفع سعر البنزين 3 أضعاف مقارنة بسعره السابق في البلاد، وسط ردود فعل سلبية واسعة داخل البلاد، بما في ذلك بعض نواب البرلمان الإيراني والمسؤولين الحكوميين.
وجرت في وقت سابق من العام الحالي، احتجاجات، وسط تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد التي تواجه ضغوطا مستمرة من قبل الولايات المتحدة، بما في ذلك العقوبات ضد قطاع النفط الإيراني بعد انسحاب الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من الاتفاق النووي الذي وقع عام 2015.