شيرو إيشي.. قصة الطبيب الياباني الذي تجاوزت تجاربه على البشر بشاعات النازيين
وتاريخ البشرية مليء بأشخاص استطاعوا فعل ذلك، ليس آخرهم بالطبع هتلر، وإنما من بداية التاريخ مع الإمبراطور الروماني نيرون الذي نُسب إليه أنه أحرق عاصمته روما، بينما كان يدندن ألحانه على آلةٍ موسيقيّة.
وعلى هذا المنوال كانت شخصية الطبيب الياباني شيرو إيشي، “السفاح” الذي أراد أن يجعل اليابان تمتلك القوّة العسكرية الأقوى في العالم، وفي سبيل ذلك ارتكب فظائع لا يمكن تخيلها. كانت الحرب العالمية الأولى تنذر بوقوع الحرب العالمية الثانية. ومن هذا التوقُّع بدأ شيرو إيشي خطته.
بروتوكول جنيف يقيّد مشاريع الأسلحة البيولوجية والكيميائية
بعد أعوام قليلة من الحرب العالمية الأولى، صدر بروتوكول جنيف عام 1925 الذي يحظر استعمال الأسلحة الكيميائية والبيولوجية. لكنّ هذا لم يردع أبداً شيرو إيشي، الطبيب العسكري في الجيش الياباني.
وُلد شيرو إيشي عام 1892 في اليابان لمالك أراضٍ ثريّ. وقد كان شيرو متفوقاً في الدراسة، وقد اعتبره بعض أساتذته نواةً لعالمٍ عبقري مستقبلي.
بعد تخرُّجه في جامعة كيوتو الإمبريالية، التحق شيرو بالفرق الطبية بالجيش الياباني. وأثناء تلك الفترة، واتته هذه الفكرة التي ستدخله التاريخ من أوسع أبوابه، باب الشرّ: فإذا كانت الأسلحة البيولوجية خطِرة جداً لدرجة حظر استخدامها، فلابد أنها أفضل الأسلحة وأكثرها فتكاً.
ومن هنا، بدأ في تكريس حياته لأكثر العلوم فتكاً في ذلك الوقت. وبدأ تجاربه في “حرب الجراثيم”، ومن هنا أيضاً بدأت تجاربه اللاإنسانية التي أجراها على البشر، من أجل هدفٍ مثاليّ بالنسبة له: ضمان تفوق إمبراطورية اليابان على سائر دول العالم.
لم يكن شيرو إيشي مجنداً عادياً، وقد أبلى بلاءً حسناً في فترة خدمته في الجيش. كان طول شيرو أكثر من 180 سنتيمتراً، وهو بهذا أطول من متوسط طول الرجل الياباني، ولذلك كان مظهره قيادياً منذ البداية.
اهتم إيشي أثناء خدمته بالطب العسكري، وعمِل دون كلل ليحقق هدفه، وهو أن يصبح طبيباً بالجيش الإمبراطوري الياباني.
وفي عام 1916، التحق بكلية الطب وفيها تعلّم أفضل الممارسات الطبية والإجراءات المعملية في عصره.
في تلك الفترة من حياته، عُرف عن إيشي أنه كان يحتفظ بالبكتيريا في الأطباق كـ”حيوانات أليفة” إلى جانب العديد من الممارسات الغريبة الأخرى.
المفاجأة.. الدول الأخرى لن تذعن للحظر الدولي للأسلحة البيولوجية
بدأ شيرو في الترويح لتأسيس جناحٍ عسكري يركز على الأسلحة البيولوجية في اليابان. بل إنه التمس تحقيق طلبه من القيادة العليا مباشرة. ما مثّل بالطبع خرقاً مباشراً لقوانين دولية، مثل بروتوكول جنيف – الذي ذكرناه سابقاً – والذي يحظر هذه الأسلحة.
كانت حجة إيشي معتمدة على أن اليابان قد وقَّعت اتفاقيات جنيف، لكنها لم تصدق عليها بعد، وبالتالي فإنّ لديها الفرصة للمناورة.
تشكّك قادة شيرو إيشي في تصوره، ولكنّ إيشي لا يعرف الاستسلام، فألحّ على طلبه مراراً، حتّى جاءه الإذن أخيراً عام 1928 بالحصول على جولة بحثية لمدة عامين في أرجاء العالم، ليدرس ما حققته الدول الأخرى في مجال الحروب البيولوجية.
عاد إلى إيشي إلى اليابان بعد زياراتٍ لعدة منشآت في أنحاء أوروبا والولايات المتحدة، حاملاً نتائج جولته، وخطته بعد المراجعة.
كانت المفاجأة، أنه على الرغم من بروتوكول جنيف فقد استمرّت دولٌ أخرى في أبحاثها في مجال الحرب البيولوجية، لكنها لم تجعل منها أولوية، إما بسبب مخاوف أخلاقية أو بسبب مخاوف من اكتشاف أمرها.
لذا في الأعوام التي سبقت الحرب العالمية الثانية، بدأت القوات اليابانية تدرس بجدية استثمار مواردها في الأسلحة البيولوجية، بهدف أن تتفوَّق أساليب القتال اليابانية على كل البلاد الأخرى على وجه الأرض.
عاد إيشي إلى اليابان عام 1930، وكانت قد تغيرت بعض الأمور في بلده. فقد كانت اليابان في طريقها إلى شنّ حربٍ على الصين.
وهكذا اكتسب إيشي سمعة واسعة، فقد عينته كلية الطب العسكرية بطوكيو أستاذاً لعلم المناعة، وحصل على رتبة رائد. وكسب داعماً قوياً للغاية هو الكولونيل تشيكاهيكو كويزومي، الذي كان في ذلك الوقت عالماً بكلية الطب العسكرية بطوكيو. وقد كان كويزومي قد أشرف على أبحاث الحرب الكيميائية التي بدأتها اليابان عام 1918.
وهكذا تألَّف عمل إيشي العام من أبحاث الأحياء الدقيقة وعلم الأمراض واللقاحات. وهكذا أصبحت شعبية البروفيسور إيشي واسعة. فقد تمتّع بكاريزما وجاذبية شخصية مكنته من كسب ود أساتذته وطلابه.
مؤسسة إيشي السرية
بعدما غزت اليابان منشوريا عام 1931 وتأسست دولة مانشوكو التابعة لها، استغلت اليابان مواد المنطقة في جهود التحوُّل الصناعي. بالنسبة لشيرو إيشي، كان كل سكان هذه المنطقة مجرّد “فئران تجارب”.
وهكذا أسَّس إيشي منشأةً للأسلحة البيولوجية في مدينة هاربين الصينية، لكنَّه سرعان ما أدرك أنه لن يتمكَّن من إجراء أبحاث طوعية على البشر بحرية في تلك المدينة. لذا بدأ في بناء منشأة سرية أخرى في مدينة أخرى.
وقد أُحرق 300 منزل من أجل أن يقيم إيشي هذه المنشأة الجديدة، وتمَّ تجنيد عمالٍ من السكان المحليين لتشييد المباني. وهنا، طور شيرو إيشي أساليباً وحشية، كانت هي النواة لما سيحدث لاحقاً في الوحدة 731 الشهيرة، التي أسسها.
كدَّس إيشي قرابة 1000 سجين في المنشأة، وكان الخاضعون للاختبارات مجموعة متباينة من العاملين على محاربة اليابانيين في السر، والعصابات التي حاربت اليابانيين، والأبرياء الذين انتشلتهم لسوء حظهم حملات اعتقال يابانية عشوائية.
من التجارب التي شاع استعمالها في البداية سحب الدم من السجناء كل ثلاثة إلى خمسة أيام حتى يصيبهم الهزال التام، لقياس مدى الهزال الذي يتحمّله الجسد البشري. تمَّ قتل هؤلاء المساجين بالسمّ حين قلّت “قيمتهم البحثية”!
وقد قُتل أغلب موضوعات التجارب في غضون شهرٍ واحد من وصولهم إلى المنشأة، لكن يظلّ العدد الكلي للضحايا مجهولاً رغم ذلك.
وفي عام 1934، اندلع تمرُّدٌ بين المسجونين أثناء احتفال الجنود بعيد منتصف الخريف. استغل السجناء سُكر الحراس وتراخي الإجراءات الأمنية نسبياً، وتمكن 16 منهم من الهرب. وبسبب هربهم هذا، وصل العالم معلومات عن وجود تلك المنشأة. فربما لو لم يهرب بعض السجناء لم نكن لنعلم أبداً بوجود مثل هذه المنشأة.
ورغم تسرُّب هذه المعلومات بسبب هرب السجناء، فمن المحتمل أيضاً أنَّ التجارب قد استمرت في المنشأة حتى عام 1936، قبل إغلاقها رسمياً عام 1937.
لم يثن إيشي تسرُّب المعلومات عن هذه المنشأة، فقد بدأ تأسيس منشأته المرعبة الحقيقية: الوحدة 731.
كانت هذه المنشأة مكتفية ذاتياً بشكلٍ ما، كانت تضم سجناً، وترسانةً لصنع القنابل الجرثومية، ومطاراً له سلاحه الجوي الخاص به، ومحرقة جثث للتخلص من البقايا البشرية التي تنتهي عليها التجارب!
وفي جزء آخر من المنشأة كانت الحياة مختلفة، حيث أماكن اليابانيين، والتي تضمنت باراً ومكتبة وملاعب رياضية وحتى بيت دعارة.
الوحدة 731 المرعبة
يُعتقد أنّ هذه الوحدة قد أنشئت عام 1935. كانت الأهداف الأساسية من هذه المنشأة تطوير أساليب العلاج في ساحة المعركة لتستخدمها الجيوش اليابانية، بعد معرفة حدود قدرة الجسم البشري على التحمل.
وعلى سبيل المثال، بسبب تجارب النزيف التي أجراها إيشي على سجنائه، فقد عرف مقدار الدم الذي يمكن أن يفقده الشخص العادي دون أن يموت. وهكذا كانت بعض هذه التجارب محاكاةً لظروف المعارك.
فمثلاً، وضع بعض السجناء في غرفٍ للضغط حتى خرجت أعينهم من محاجرها، من أجل معرفة مقدار الضغط الذي يمكن أن يتحمَّله جسم الإنسان. بل وحقن بعض السجناء بمياه البحر لمعرفة ما إذا كان يمكن أن يعمل بديلاً لمحاليل الملح في المعارك.
قضمة الصقيع.. تجربة الوحدة 731 الأكثر وحشية
كانت تجربة “قضمة الصقيع” هي أحد أفظع تجارب هذه الوحدة، وهي تجربة ابتدعها أحد الأطباء في الوحدة. وقد تمكّنت الوحدة من إثبات أن أفضل علاج لقضمة الصقيع ليس فرك الطرف المصاب، وإنما غمره في ماء أكثر دفئاً قليلاً من 37 درجة مئوية (ولكن ليس أكثر من 50 درجة مئوية). لكن الطريقة التي توصلوا بها إلى هذا الاستنتاج كانت مروعة بشكلٍ لا يُتخيّل.
كان باحثو الوحدة 731 يقودون السجناء في طقسٍ متجمِّد ويتركونهم بأذرعٍ مكشوفة تُغمَر بالماء دورياً – حتى يقرر أحد الحراس أنّ قضمة الصقيع قد بدأت. ولكن كيف كان الحارس يقرر أنّ هذه اليد تعرَّضت لقضمة الصقيع؟
كان يضرب الذراع المتجمّدة، بعصا قصيرة، وإذا أصدرت صوتاً مشابهاً لما تصدره اللوحة عند ضربها، فهكذا تعتبر قد أصيبت بقضمة الصقيع.
هنا يبتر الحراس الطرف المصاب بقضمة الصقيع وينقلونه إلى المختبر للدراسة. وفي أغلب الأحيان، ينتقل الباحثون بعد ذلك إلى الأطراف الأخرى للسجين.
وحين يتحول جسد السجين إلى رأسٍ وجذعٍ فقط، يتم تسليمه بعد ذلك لإجراء تجارب الطاعون ومسببات الأمراض. وعلى وحشية هذه العملية، فقد طور اليابانيون علاجاً فعالاً لقضمة الصقيع قبل عدة سنوات من الباحثين الآخرين في بقية العالم.
وبالطبع فقط أراد إيشي وأطباء وحدته المتوحشة عينةً واسعة من الأشخاص للدراسة. ووفقاً للروايات الرسمية، فقد كانت أصغر ضحية لتجربة تغيير درجة الحرارة تلك طفلاً يبلغ من العمر ثلاثة أشهر فقط.
“اختيار” الجراثيم المناسبة للتسليح وقنابل الطاعون
اتخذت اختبارات الأسلحة في تلك الوحدة عدّة أشكال. فكما هو الحال مع الأبحاث الطبية، كانت هناك اختبارات “دفاعية” لمعدات جديدة، مثل الأقنعة الواقية من الغازات.
وكان الباحثون يجبرون السجناء على اختبار فاعلية أقنعة غاز معينة من أجل تحديد النوع الأفضل من بينها.
بل وتعمّدت الوحدة أيضاً إصابة السجناء بالأمراض لدراسة آثارها واختيار الجراثيم المناسبة للتسليح.
ومن أجل فهم تأثيرات كل مرض على نحوٍ أفضل، لم يوفر الباحثون العلاج للسجناء، وبدلاً من ذلك قاموا بتشريحهم أو تقطيعهم حتى يدرسوا تأثير الأمراض على الأعضاء الداخلية. وفي بعض الأحيان، كان المرضى لا يزالون على قيد الحياة أثناء شق أجسادهم وتشريحها.
كما كان هناك أيضاً اختبارات الأسلحة الهجومية، وقد اشتملت هذه التجارب على الاختبار الميداني الفعلي للأنظمة المختلفة التي تنشر الأمراض. واستُعلمت هذه الأنظمة ضد السجناء كما على المدنيين خارج المعسكر.
وقد كان يُجبر السجناء المصابون بمرض الزهري على ممارسة الجنس مع سجناءٍ آخرين غير مصابين. وهذا من شأنه أن يساعد الوحدة في مراقبة بداية المرض وتطوُّره.
وأمّا خارج المعسكر، فقد أعطى إيشي حلوى تم حقنها بالتيفود لنشر المرض. كما وزّع شوكولا مليئة ببكتيريا الجمرة الخبيثة على الأطفال المحليين. ولم يكن هؤلاء الاطفال يعلمون بالطبع بما داخل هذه الشوكولا.
أمّا أكثر أسلحة إيشي فاعلية، فقد كانت قنابل الطاعون التي تلقيها الطائرات اليابانية، وهذا ما حصل في الحرب العالمية الثانية حين ضربت اليابان المدنيين والجنود على السواء بقنابل الطاعون!
لكنّ خطة إيشي الرئيسية كانت تسمّى “عملية أزهار الكرز في الليل”. وقد كان هدف هذه الخطّة استخدام هذه الأسلحة ضد أمريكا.
ولو كانت هذه الخطة قد نجحت، لضربت قنابل الطاعون تلك أمريكا في سبتمبر/أيلول 1945. كان سيتم نشر الآلاف من البراغيث المليئة بالأمراض والطاعون، وكان الجنود اليابانيون سينتحرون بإسقاط الطائرة اليابانية في مكانٍ ما على الأراضي الأمريكية.
لكنّ إلقاء أمريكا قنبلتي هيروشيما وناغازاكي الذريتين قد حدثت قبل أن تؤتي هذه الخطة ثمارها. وانتهت الحرب قبل التخطيط للعملية بالكامل. ولكن من المفارقات أن اهتمام أمريكا بأبحاث إيشي هو الذي أنقذ حياته في النهاية.
ففي أغسطس/آب 1945، بعد وقتٍ قصير من ضرب قنبلتي هيروشيما وناغازاكي، جاء الأمر لتدمير جميع الأدلة على الأنشطة في الوحدة 731. وقد ظلّ شيرو إيشي حتى تم تدمير منشآته سيئة السمعة.
ولا يزال العدد الدقيق للأشخاص الذين قتلوا على يد الوحدة 731 والبرامج المرتبطة بها غير معروف، لكن التقديرات تتراوح عادة من حوالي 200 ألف إلى 300 ألف، بما في ذلك عمليات الحرب البيولوجية.
أما بالنسبة للوفيات الناتجة عن التجارب البشرية فقد فإن تقديرها يقترب من 3 آلاف ضحية. وبحلول نهاية الحرب، قُتل أي سجناء متبقين بسرعة.
ومع أن إيشي أُمر بإتلاف جميع الوثائق، إلا أنه حمل معه بعض ملاحظاته المعملية خارج المنشأة قبل أن يختبئ في طوكيو. ثم قامت سلطات الاحتلال الأمريكي بزيارته.
طوال فترة الحرب، لم تؤخذ التقارير الغامضة الواردة من الصين حول تفشي الأمراض بصورة غير معتادة و”قنابل الطاعون” على محمل الجد حتى أخذ السوفييت منشوريا من اليابانيين. عند هذه النقطة، كان السوفييت يعرفون ما يكفي ليكون لديهم مصلحة خاصة في العثور على الجنرال إيشي وإجراء “حوار” معه حول أبحاثه سيئة السمعة.
بعد الحرب، وبعدما أخذ السوفييت منشوريا تسابقوا هم والأمريكيون في الوصول إلى شيرو إيشي، لكنّ أمريكا هي التي وصلت إليه في أولاً.
في البداية، تظاهر إيشي بأنه لا يعرف ما الذي يتحدثون عنه. ولكن بعد أن حصل على الحصانة والحماية من السوفييت و250 ألف ين (عملة اليابان) كتعويض، بدأ الحديث. أخيراً، كشف 80 % من بياناته إلى أمريكا بحلول وقت وفاته.
أمريكا تعقد صفقة مع شيرو إيشي
من أجل حماية إيشي والحفاظ على احتكار أبحاثه، أوفت أمريكا بوعدها له. فقد تكتم الأمريكيون على جرائم الوحدة 731 وغيرها من المنظمات المماثلة، بل وصفت أمريكا الاتهامات للوحدة 731 بأنها “دعاية سوفيتية”.
ومع ذلك، فقد كشفت برقية “سرية للغاية” من طوكيو إلى واشنطن في عام 1947 أن “التجارب على البشر.. وصفها ثلاثة يابانيين وأكدها إيشي ضمنياً. ويذكر إيشي أنه إذا ضمن الحصانة من تهمة “جرائم الحرب” بموجب وثيقة لنفسه ورؤسائه ومرؤوسيه، يمكنه وصف البرنامج بالتفصيل”.
وقد عاش شيرو إيشي بقية أيامه في سلام حتى وفاته بسرطان الحلق عن عمر يناهز 67 عاماً في عام 1959.
وبعد سنوات من الاتفاقية، اتهمت كوريا الشمالية أمريكا بأنّها أسقطت عليها قنابل الطاعون أثناء الحرب الكورية. وللاطلاع أكثر على تفاصيل الحرب الكورية وأسبابها، يمكنك الاطلاع على هذه المادة.
وبسبب هذا الاتهام، بدأت مجموعة علماء فرنسيين وإيطاليين وسويدين وأطباء من الاتحاد السوفييتي والبرازيل بجولة في المناطق المتضررة لجمع العينات وإصدار حكم في خمسينات القرن الماضي.
وكان استنتاجهم أن الحرب الجرثومية قد استُخدمت بالفعل كما قالت كوريا الشمالية. أما بالنسبة لأمريكا فقد أنكرت، واعتبرت هذه النتيجة مجرّد “دعاية سوفييتية” ضدها.
على أية حال، هناك أمر واحد واضح. لم يواجه شيرو إيشي العدالة مطلقاً وتوفي رجلاً حراً في عام 1959 – وكل ذلك بفضل صفقة الولايات المتحدة مع الشيطان.