صحيفة عبرية: الخلاف السعودي الإماراتي سيعود على إسرائيل بضرر كبير
وتابعت أنه بالنسبة للسعوديين قد يعني كبح الإمارات الحاجة لقمع المجالات التي تخطو فيها أكبر خطواتها، بما في ذلك الانفتاح على إسرائيل.
وتابع أنه يمكن أن تتحرك الرياض لعرقلة الصفقات التكنولوجية والتجارية المهمة بين إسرائيل والإمارات، أو إبطائها، إذا رأت أنها تمنح أبوظبي ميزة غير مُستحقّة عليها.
التنافس السعوي الإماراتي
وتقول الصحيفة إن إسرائيل ليست منخرطة انخراطاً مباشراً في التنافس السعودي الإماراتي الجاري، إلا أنَّ هناك عدداً من الطرق المحتملة التي يمكن من خلالها الانجرار إلى الوسط، مع تنافس البلدين على الهيمنة الاقتصادية والسياسية على منطقة الخليج.
وعدلت الرياض يوم 5 يوليو الجاري، قواعدها بشأن الواردات من دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى لاستبعاد البضائع المصنوعة في المناطق المعفاة من الرسوم الجمركية، أو التي “تستخدم المدخلات الإسرائيلية” -أي التي تحتوي على مكون من صنع إسرائيل أو من صنع شركة مملوكة كلياً أو جزئياً لإسرائيليين- من الإعفاءات الضريبية التفضيلية.
كما أنه في فبراير الماضي ، أعلنت الرياض أنه بحلول عام 2024، ستُمنَع أية شركة متعددة الجنسيات لم تنقل مقرها الإقليمي إلى المملكة من العقود الحكومية المربحة.
وهي خطوة تهدف بوضوح إلى تقويض مكانة دبي بوصفها مركز أعمال إقليمياً.
وأعلن السعوديون أنَّ المنتجات التي تحتوي على مكونات مصنوعة في إسرائيل لن تكون مؤهلة للحصول على مزايا ضريبة الاستيراد.
وظهرت المنافسة الاقتصادية على مرأى ومسمع من الجميع خلال الأسبوعين الماضيين؛ إذ اشتبك الجانبان علناً في اجتماع “أوبك +” الحاسم.
ويقول موران زاغا، الخبير في منطقة الخليج في معهد Mitvim الإسرائيلي للسياسات الخارجية الإقليمية: “حدث شيء ما في السنوات العشر إلى العشرين الماضية جعل كل دولة تتعمق أكثر في أهدافها الوطنية، وتقليل العمل معاً”.
مشيراً إلى أنَّ التحول الإقليمي بعيداً عن الاعتماد المفرط على الولايات المتحدة للحصول على الدعم العسكري قد أعطى قيمة كبيرة للدول القادرة على تأكيد ثقل مكانتها، الأمر الذي ربما أعطى الإمارات الزخم المطلوب لمحاولة التملص من مظلة السعودية.
العلاقات الاقتصادية
وقال زاغا: “ليس لديهم المظلة الدفاعية التي كانت لديهم من قبل، وترغب كل منهما في زيادة قيمتها النسبية في المنطقة”.
ولم يؤثر الخلاف الناتج في العلاقات الاقتصادية للمنطقة فحسب، بل أثر أيضاً في أجنداتها الدفاعية، التي لا تتسق دائماً.
بالنسبة للسعوديين يمثل الإيرانيون التهديد الأمني الرئيسي، بينما ترى الإمارات في جماعة الإخوان المسلمين، والمحور التركي القطري الذي يدعمها، العدو الأساسي لها.
وعلَّق مدير الأبحاث براندون فريدمان على ذلك بالقول: “الرؤية السعودية الإماراتية متباينة، ففي حين أنَّ الإماراتيين قلقون للغاية ومتيقظون لأية جهة توجه بصرها نحو جماعة الإخوان المسلمين في المنطقة، فإنَّ السعوديين خارجياً لديهم نهج أقل عدوانية تجاه جماعة الإخوان خارج الحدود السعودية، رغم أنهم يعتبرون الجماعة بالتأكيد تهديداً داخلياً”.
بينما عمل السعوديون عن كثب مع الولايات المتحدة وإسرائيل لمواجهة إيران، يحتفظ الإماراتيون بقنوات دبلوماسية مفتوحة مع طهران وعلاقة تجارية صحية من دبي إلى الجمهورية الإسلامية.