طبيب هندي يصبح مليارديرا بفضل كورونا
تجاوزت ثروة الطبيب الهندي آرفيند لال، الذي يترأس مجموعة مختبرات “د. لال باث لابز”، المليار دولار، الأربعاء، والفضل في ذلك يعود إلى دفعة في أسهم سلسلة التشخيصات الهندية.
ووفقاً لمجلة “فوربس” الأمريكية، تُقدم مختبرات “د. لال باث لابز” 5 آلاف فحص مرضي وإشعاعي يومياً، ويشمل ذلك اختبارات كورونا المستجد “كوفيد- 19″؛ إذ حصل على موافقة تنظيمية للقيام بذلك منذ الأسبوع الأخير من مارس/ آذار الماضي، وهو نفس الوقت الذي فرضت فيه الهند حظرا في أنحاء الدولة لتفشي وباء كورونا المستجد.
وكانت فحوصات “كوفيد- 19” قبل ذلك تجرى بواسطة المختبرات والمستشفيات الحكومية فقط، لكن مع ارتفاع عدد الحالات الإيجابية، لجأت الحكومة الهندية إلى المختبرات الخاصة أيضاً.
وبلغت الإصابات بكورونا المستجد في الهند حتى الخميس أكثر من 52 ألفا، فيما تجاوزت الوفيات أكثر من 1700 شخص.
وتعتبر سلسلة مختبرات “د. لال باث لابز”، التي حققت عائدات بقيمة 174 مليون دولار في السنة المالية لعام 2019، من أكبر الشبكات التشخيصية في الهند، بأكثر من 200 مختبر سريري، و2500 مركز لخدمة المرضى، ونحو 6500 نقطة لجمع العينات.
وحالياً، تقدم المختبرات أكثر من 4500 اختبار “كوفيد- 19” في اليوم؛ عبر مختبراتها في نيودلهي بشمال الهند، حيث يقع مقر الشركة، بالإضافة إلى كولكاتا وإندور في شرق ووسط الهند.
ويُجرى جمع العينات من 10 ولايات، وتقوم المختبرات بإجراء اختبارات تفاعل البوليميراز المتسلسل اللحظي مع إنزيم النسخ العكسي (RT-PCR)، الذي يتطلب مسحات من الأنف والحلق، ويمكن إصدار النتائج خلال 24 ساعة.
كما قامت الشركة بطرح عربات جمع عينات متنقلة تعمل في دلهي، ما يساعد في تسريع عملية الاختبار، وأخضعت الموظفين إلى تدريبات على جمع العينات ونقلها واختبارها لتجنب أي تلوث.
بالإضافة إلى ذلك، تقوم الشركة بإعداد أكشاك بالطلب من المستشفيات أو الحكومة، لتغطية متطلبات الاختبار في الأماكن التي ينتشر فيها “كوفيد- 19”.
وتتطلع مختبرات “د/ لال باث لابز” إلى تشغيل مختبر مؤقت آخر لاكتشاف حالات “كوفيد- 19” في دلهي، من خلال اتفاق مع مجلس البحث العلمي والصناعي التابع للحكومة الهندية.
وقالت الدكتورة فاندانا لال، زوجة “لال”، أخصائية علم الأمراض، والمديرة التنفيذية في مجلس إدارة الشركة الذي يرأس خدمات الأبحاث السريرية وقسم البحث والتطوير: “نجري تدريبات منتظمة لضمان الحفاظ على بروتوكولات السلامة”.
وأضافت أن سلسلة التشخيصات تشهد انتعاشاً كبيراً في تدفق المرضى، موضحة: “تأثرت جميع أنواع الفحص الأخرى منذ مارس/ آذار، وحتى منتصف أبريل/ نيسان الماضي، ولكن الآن يتم إجراء مزيد من الاختبارات. لدينا كثير من مرضى السرطان الذين ينتظرون الاختبارات. كلهم يعودون”.
وقال سريرام راثي، محلل الأدوية والرعاية الصحية في “ICICI Securities” في مومباي، إنه بينما تساعد اختبارات “كوفيد- 19” بطريقة صغيرة في تعويض الانخفاض الحاد في الإيرادات نتيجة الإغلاق، فإنها لا تسهم بشكل كبير في المحصلة النهائية.
وأضاف أن الحكومة حددت سعر اختبار “كوفيد- 19” بـ60 دولارا، كما أوضح أن تراجع الأعمال أمر مؤقت، وستتعافى شركات التشخيصات بسرعة جداً بمجرد عودة الحياة إلى طبيعتها.
وتحقق مختبرات “د/ لال باث لابز” نمواً بشكل مطرد منذ الاكتتاب العام الأولي لها في عام 2015، عندما أصبحت أول سلسلة تشخيصية صافية في البلاد يتم طرحها للعامة.
وارتفع عدد العينات التي جمعتها الشركة إلى 41.8 مليون عينة في السنة المالية 2019، مقارنة بـ29.3 مليون في 2017، كما ارتفع عدد المرضى أيضاً إلى 17.6 مليون مقارنة بـ13.3 مليون خلال الفترة نفسها.
ولم يتمكن “لال”، صاحب الـ70 عاما، الذي يمتلك حصة بنسبة 57٪ من سلسلة المختبرات، من الوصول إلى قائمة “فوربس” لمليارديرات العالم مارس/ آذار الماضي، لأن أسهم شركته انخفضت في سوق الأسهم بسبب الجائحة. لكن ارتفعت أسهم الشركة بعد ذلك بنسبة 8٪، ما عزز ثروته.
وكان عمر “لال” عندما تولى إدارة المختبر التشخيصي وبنك الدم الذي تملكه عائلته وأسسه والده الطبيب في دلهي عام 1949، 28 عاماً، ودرس د/ لال الطب في كلية طب القوات المسلحة في مدينة بيون.