عدد الضحايا “أكبر بكثير” بالصين.. نيويورك تايمز: الجنازات بمراقبة الشرطة والحديث عن قتلى كورونا ممنوع
كشفت صحيفة The New York Times الأمريكية، الجمعة 3 أبريل/نيسان 2020، أن المسؤولين في الصين يدفعون أقارب ضحايا فيروس كورونا لدفن الموتى بسرعة وفي هدوء، ويقمعون المناقشات حول الضحايا على الإنترنت، مع ظهور شكوك حول الحجم الحقيقي للوفيات. بعد أن أُخبر سكان مدينة ووهان في وقت سابق أنهم لا يستطيعون الحصول على رماد أحبائهم الذين ماتوا خلال ذروة تفشي فيروس كورونا في الصين.
فقد بلغ عدد الوفيات الرسمي في الصين من جراء الإصابة بفيروس كورونا 3322، يوم الجمعة 3 أبريل/نيسان، لكن العاملين الطبيين وغيرهم أشاروا إلى أن العدد لا بد أن يكون أكبر من ذلك. وقال مسؤولون في الاستخبارات الأمريكية، حاليون وسابقون، إن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية حذرت البيت الأبيض لأسابيع من أن الصين تقلل من حجم انتشار الجائحة داخل حدودها.
جنازات تحت المراقبة
يحمل ليو بايين الصندوق الخشبي الصغير الذي يحوي رفات والده، الذي كان قبل شهرين فقط يمسك بيده الضعيفة عاجزاً بينما يلفظ الرجل المسن أنفاسه الأخيرة، وكان الألم لا يزال مستمراً، فبكى.
لكن كان هناك القليل من الوقت، أو المساحة، ليحزن ليو. فقد قال إن المسؤولين في مدينة ووهان أصروا على مرافقته إلى دار الجنازات، وكانوا ينتظرون بفارغ الصبر في الجوار. بعد ذلك تبعوه إلى المقبرة، حيث راقبوه وهو يدفن والده، على حد قوله. ورأى ليو أحد مراقبيه وهو يلتقط صوراً للجنازة التي انتهت في غضون 20 دقيقة.
بينما تحاول الصين السيطرة على الكلام المُتناقل، كُلفت الشرطة في ووهان، حيث بدأ الوباء، بتفكيك مجموعات محادثة على “WeChat”، وهو تطبيق مراسلة يشيع استخدامه، أنشأها أقارب ضحايا فيروس كورونا.
كما فحص المراقبون الحكوميون الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي التي تظهر أقارب الضحايا في المدينة وهم يصطفون في دور الجنازات لجمع رماد أحبائهم. وعلى حد قول أفراد العائلات الحزانى، فإن المسؤولين كلفوا مراقبين، مثلما حدث مع ليو، بمتابعتهم أثناء حصولهم على رفات أحبائهم واختيارهم لمواقع الدفن ودفنهم. وتساءل ليو: “أين الكرامة بعد الموت؟ أين الإنسانية؟”.
بينما يقول الحزب الشيوعي الحاكم إنه يحاول منع التجمعات الكبيرة من التسبب في تفشٍّ وبائي جديد.
لكن يبدو أن ضوابطه الصارمة جزء من محاولة منسقة لتجنب ارتفاع أصوات المعاناة والغضب التي يمكن أن تكون بمثابة التذكير الداخلي بخطواته المبكرة الخاطئة، وجهوده لإخفاء تفشي المرض. ويمكن لهذه التجمعات أو المناقشات العامة حول الخسائر أن تثير الشكوك حول الطريقة التي أحصت بها الصين أعداد ضحاياها من الفيروس.
آلاف الحالات لم يُعلن عنها
في الأسابيع الأولى من تفشي المرض في ووهان، قال العاملون في المجال الطبي إن العديد من الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا لم تُحتسب كوفاة ناجمة عن الوباء، بسبب نقص اختبارات الكشف عن الفيروس.
في الآونة الأخيرة، تحدث سائق شاحنة في تقرير بمجلة Caixin، وهي مجلة إخبارية ذات نفوذ، عن إيصاله لآلاف الصناديق لتخزين الرماد إلى “دار جنازات “Hankou Funeral Home”، وهو واحد من ثماني دور جنازات في المدينة. وفي حين أثارت الأرقام شكوكاً حول عدد الضحايا، لم يكن من الواضح ما إذا كانت الصناديق قد استخدمت لضحايا فيروس كورونا فقط أو على نطاق أوسع.
تقول الحكومة الصينية إنها كانت منفتحة وشفافة بشأن حجم تفشي المرض داخل حدودها، لكن الحزب يريد أيضاً أن ينسق عن كثب الطريقة التي ينبغي على الأسر أن تحزن وتتذكر بها ضحايا الوباء. إنها تصورهم على أنهم شهداء ومواطنون ضحوا بحياتهم في مكافحة انتشار المرض، وليسوا ضحايا تفشي المرض.
ربما لن يكون الحداد الرسمي كافياً لتهدئة العديد من العائلات في ووهان، التي غضبت من جهود الدولة لفرض سيطرتها على الكيفية التي يحزنون بها.