عصابات القردة تهزم شرطة تايلاند.. استولت على مدينة بأكملها وأجبرت التجار على إغلاق محالهم
أصبحت مدينة لوبوري، التي كانت يوماً عاصمة لمملكة سيامية ومستودعاً للهندسة المعمارية القديمة، تحت الحصار الآن، إذ انبثت قرود المكاك التي تتغذى على السلطعون، وهي نوع من القردة الفضولية تعيش في جنوب شرق آسيا، من المعابد، حيث كانت تحظى بالاحترام، وسيطرت على وسط البلدة القديمة.
تقرير لصحيفة The Independent البريطانية، نشر الثلاثاء 28 يوليو/تموز 2020، يوضح أن تزايد أعدادها، التي لا تقل عن 8400 في المنطقة، ويتركز معظمها في عدد قليل من مباني المدينة، أدى إلى تدمير قطاعات من الاقتصاد المحلي.
القردة أوقفت الاقتصاد: إذ دفعت قرود المكاك التي تجوب الحي عشرات الأعمال إلى الإغلاق في السنوات الأخيرة، مثل مدرسة موسيقى ومتجر ذهب وحلاق ومتجر هواتف محمولة وسينما.
كما زادت جائحة فيروس كورونا من هذه الفوضى، إذ كانت هذه القرود المرحة تجتذب أعداداً كبيرة من السياح، وكذلك أتباع البوذية الذين يعتقدون أن إطعام الحيوانات عمل فاضل. وكان زبادي جوز الهند وصودا الفراولة والوجبات الخفيفة الملونة من بين أطعمتها المفضلة، لكن قرود المكاك لا تفهم أين ذهب مصدر الغذاء، وهي جائعة الآن.
اعتادت هذه القردة لسنوات على الانتقال إلى المباني المهجورة، وتحطيم صناديق العرض، ومحاولة نزع القضبان المثبتة لإبعادها، وما لم يكن حراس الأمن متيقّظين فإنها تدمر الهوائيات ومساحات الزجاج الأمامي للسيارات المتوقفة.
لا يمكنها مقاومة الأقراط المجلجلة والنظارات الشمسية والأكياس البلاستيكية التي تبدو وكأنها تحوي طعاماً، وفي أشد مناطق المدينة اكتظاظاً بالقردة يعيش العديد من السكان في خوف من الهجوم الخاطف التالي.
معتقدات تمنع الاعتداء عليها: لكن في الثقافة التي تهيمن عليها أغلبية بوذية، حيث قد يؤدي التخلص من القرود إلى إزعاج القيم الروحية، فلا يوجد أمام المسؤولين المحليين والمقيمين خيارات كثيرة لإبعاد عصابات قرود المكاك. وفضلاً عن ذلك، في الماضي، كانت هذه القردة تجذب السياح إلى لوبوري. ومن دونها قد يزداد الاقتصاد تدهوراً.
مع تكدس حركة المرور في البلدة القديمة لوبوري، كان ضابط الشرطة نيراد فولونجيون يمسك مقلاعه على أهبة الاستعداد. وقد تمركز في هذا الشارع منذ خمس سنوات وراقب تزايد أعداد القردة بقلق.
في خضم الفوضى، رفع فولينجيون مقلاعه، ولكن لم يكن أمام ضابط الشرطة الكثير ليفعله في مواجهة هذه الأعداد الهائلة من قرود المكاك. وكان تكتيكه القتالي تمثيلياً على أي حال، إذ لم يكن المقلاع يحوي مقذوفات. وقال: “لا فائدة، يتدفق المزيد من القرود في غمضة عين”.