عضوتا الكونغرس إلهان عمر ورشيدة طليب تطالبان بالتحقيق في إجبار المهاجرين المسلمين على تناول لحم الخنزير
طالب عشرات من نواب مجلس النواب الأمريكي بإجراء تحقيق في تقارير تفيد بأن “وكالة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك الأمريكية” (ICE) في ميامي تقدم “بانتظام” لحم الخنزير ووجبات حلال منتهية الصلاحية للمحتجزين المسلمين، وفقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
المطالبات جاءت رداً على شكوى قدمتها مجموعتان حقوقيتان في وقت سابق من هذا الشهر، أرسلت بعدها النائبتان إلهان عمر ورشيدة طليب –أول مسلمة تُنتخب لعضوية الكونغرس الأمريكي- رسالة يوم الإثنين 31 أغسطس/آب إلى مكتب الحقوق والحريات المدنية في وزارة الأمن الداخلي (DHS)، تدعوان فيها إلى التحقيق في الأمر.
شكوى للأمن الداخلي: كما طالبت الرسالة، التي وقعها ما لا يقل عن 27 نائباً آخر، وزارةَ الأمن الداخلي، التي تشرف على دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية، بالنظر في الشكوى المقدمة في 19 أغسطس/آب، والتي ادعت أن مركز Krome Service Processing Center التابع لدائرة الهجرة والجمارك في ميامي، بولاية فلوريدا، أخذ يجبر المحتجزين المسلمين على الاختيار بين إما وجبات لحم خنزير مطبوخة وإما وجبات حلال منتهية الصلاحية، منذ ظهور جائحة فيروس كورونا.
كما أنكرت دائرة الهجرة والجمارك الأمريكية سابقاً ما ورد في الشكوى، وقالت لموقع Middle East Eye، إن “أي ادعاء بأن دائرة الهجرة والجمارك تحرم الأشخاص من فرصة معقولة ومتساوية لمراقبة ممارساتهم الغذائية هو ادعاء باطل”.
ومع ذلك، ووفقاً للخطاب المرسل يوم الإثنين 31 أغسطس/آب، فإن النواب لم يقتنعوا بذلك النفي وجاء في الخطاب، أنه: “في حين أن دائرة الهجرة والجمارك أنكرت علناً هذه المزاعم، فإن كل جانب من هذه الادعاءات كان قد تم التوثق من نظائر له في وقت سابق”.
أضاف الخطاب: “بالنظر إلى تاريخ انتهاكات الحرية الدينية عبر مرافق الاحتجاز التابعة لدائرة الهجرة والجمارك، ومنها انتهاكات تطال معتقلين مسلمين وكاثوليك ويهود وهندوس، نجد أن مزاعم الانتهاكات المستهدِفة للحقوق المدنية للمسلمين ذات مصداقية”.
“ظروف غير صحية وغير آمنة”: كما أشار النواب إلى أنه في فبراير/شباط 2019، تحدث تقرير قدمه مكتب المفتش العام لوزارة الأمن الداخلي عن “ظروف غير صحية وغير آمنة” في إصلاحية مقاطعة إسيكس بولاية نيوجيرسي، وهي أكبر مراكز الاحتجاز في المنطقة.
تقرير عام 2019، قال إن المفتشين وجدوا أن “التعامل مع الطعام، عموماً، كان دون المستوى المطلوب، لدرجة أن دائرة الهجرة والجمارك وقيادة المنشأة استبدلت مدير المطبخ أثناء [التفتيش]”.
أضاف النواب في الخطاب الذي أرسلوه يوم الإثنين 31 أغسطس/آب: “كما تعلمون بلا شك، فإن إجبار المحتجزين المسلمين على على الاختيار بين أكل لحم الخنزير وإما تناول طعام حلال فاسد لهو أمر ينطوي على انتهاك واضح لما وصل إليه تقييم معايير الاحتجاز الوطنية وفقاً للإدلاء الصادر عن دائرة الهجرة والجمارك في عام 2011.
كما أن تلك السلوكيات تمثل انتهاكاً واضحاً للحقوق المدنية والحريات المدنية للمحتجزين المسلمين”.
في تغريدة نشرتها يوم الإثنين 31 أغسطس/آب على موقع تويتر، انتقدت النائبة إلهان عمر إدارة ترامب لسياساتها المستمرة في مناهضة الهجرة واضطهاد المسلمين.
عمر كتبت في تغريدتها: “إنه أمر غير معقول أن نعرف أن محتجزي دائرة الهجرة والجمارك من المسلمين قد أجبروا، حسبما ورد، على الاختيار بين أكل لحم الخنزير وإما طعام حلال فاسد. هذه هي أحدث وقائع الخيانة للحرية الدينية من قبل ترامب، وتذكير بالوحشية التي تتعامل بها إدارة الهجرة والجمارك”.
“وجبات غير مناسبة دينياً” تقدم للمسلمين: هذا وقد كانت الشكوى الأصلية المتعلقة بوجبات الطعام الفاسدة أو غير المناسبة دينياً في مرافق “دائرة الهجرة والجمارك” في ميامي قد أرسلها إلى وزارة الأمن الداخلي في وقت سابق من هذا الشهر كلٌ من منظمة Muslim Advocates وAmericans for Immigrant Justice ومكتب التمثيل القانوني King & Spalding LLP.
ووفقاً للشكوى، فقد أصيب المحتجزون بالمرض بسبب الطعام منتهي الصلاحية الذي قُدم إليهم، وأبلغوا عن إصابات بآلام في المعدة وقيء وإسهال.
بحسب ما ورد، طلب المحتجزون من القس المعين في المنشأة المساعدة في الأمر، إلا أنه رد عليهم “بفظاظة”، قائلاً لهم: “هذا ما عليه الأمر”.
هذا وقد أشار النواب في خطابهم إلى تلك المنشأة “من المرجح ألا تكون المنشأة الوحيدة التي تحدث فيها هذه الانتهاكات المزعومة”، ومن ثم طالبوا بتوسيع التحقيق ليشمل منشآت أخرى بها أعداد أكبر من المحتجزين الذين تتطلب أوضاعهم مراعاة للتقاليد الدينية.