عمل في مطعم وواجه الموت.. ما لا تعرفه عن فان ديك
عادةً ما ينظر مشجعو كرة القدم إلى نجومهم المفضلين في وضعهم الحالي وما يتمتعون به من مميزات على كل الأصعدة، خصوصا ما يتعلق بالمادية منها، لكنهم يتناسون أن وراء هذه الصورة مسيرة من التحدي والمثابرة لتحقيق النجاح.
- الذهبي دي بروين.. من رحم المعاناة يولد الأمل
خلال هذه الحلقة، تتناول “العين الرياضية” مسيرة الهولندي فيرجيل فان ديك أفضل مدافع في العالم، الذي واجه منذ مولده العديد من الصعوبات والأزمات التي كادت تقضي على حياته وليس مسيرته الرياضية فقط.
أزمة مبكرة
ولد فان ديك يوم 8 يوليو/تموز عام 1991 في بريدا بهولندا، ونشأ في أسرة بسيطة لأب هولندي وأم من أصول سورينامية، وكان يشبه والدته كثيرا في الملامح.
الأزمة الأولى في حياة فان ديك كانت معاناته من بطء في النمو، إذ كان يوصف بأنه بطيء النمو وصغير في الحجم، وفقا لموقع “lifebogger” المهتم بالسير الذاتية للمشاهير، وهو ما تغير تماما بعد شفائه.
ويضيف الموقع أن فان ديك عانى أيضا من خراج بطني خطير لا تزال ندوبه تظهر حتى الآن بشكل بارز على الجزء السفلي من معدته.
ووفقا للمصدر نفسه، فإن والدي فان ديك اعتبرا شفاء طفلهما وتعافيه وعودته إلى النمو الطبيعي معجزة، وهي الخطوة التي مثلت بداية المسيرة الناجحة للاعب.
غسيل الأطباق
طريق فان ديك لأن يصبح أعلى مدافع يتقاضى راتبا في العالم لم يكن ممهدا أو مفروشا بالورود، بل كان قاسيا لاقى فيه كل متاعب الحياة.
فاللاعب الذي يحصل حاليا على 10 ملايين جنيه إسترليني راتبا سنويا من ليفربول، كان قبل أكثر من 10 سنوات بقليل يغسل الأطباق في أحد المطاعم بمسقط رأسه بريدا في هولندا حين كان عمره 15 عاما ليتمكن من الإنفاق على نفسه.
وعن ذلك يقول فان ديك في تصريحات نقلتها صحيفة “ديلي ميل: “لقد كنت أعمل في غسيل الأطباق لأني أردت أن أجمع بعض المال، كنت أعمل يوم الأحد والأربعاء مساءً، وكنت أحصد 350 يورو شهريا، وكنت فائق السعادة حينها”.
تقول صحيفة “ديلي ميل” إن زملاء فان ديك في المطعم أحبوه وكانوا يشجعونه بما فيهم مالك المطعم “جاك ليبس”.
ويقول ليبس عنه: “كان مجتهدا يحضر للعمل مرتين أسبوعيا في المطعم، ويعمل ما يزيد على خمس ساعات، وطلبت منه أن يعمل أكثر، وبالتالي يحصل على راتب أعلى، لكنه كان يرفض بشدة، وكان يصر دوما أنه يعمل هنا في المطعم بشكل مؤقت”.
واختتم قائلا: “كان دائما يرى أن وظيفته الأساسية على العشب الأخضر، وليس بين الأطباق”.
مواجهة الموت
يقول فان ديك في تصريحات لشبكة “فوكس سبورت” الأمريكية إنه رأى الموت بعينه بعد أن أصيب بالتهاب شديد في الزائدة الدودية وقت أن كان عمره 17 عاما فقط.
ويضيف أنه رفض أن يتوقف عن تدريبات جرونينجن الهولندي؛ فريقه في ذلك الوقت، لمدة 3 أيام، حيث قبل أن يذهب لرؤية الطبيب الذي أمر بنقله على الفور إلى المستشفى بسيارة إسعاف طبية.
وتقول الشبكة نقلا عن تقرير طبي للمستشفى، إن فان ديك نجا من الموت بسبب مستوى لياقته المذهل الذي ساعده في التحمل والتعافي.
وصرح فان ديك: “رأيت الموت بعيني، كانت تجربة مفزعة جاءت في وقت كنت متألقا فيه مع فريقي وقبل مباراة ديربي، لقد كان وقتا عصيبا. ومر العديد من الأشياء في ذلك الوقت، وتعرضت لتلوث في معدتي”.
وأضاف: “للمرة الأولى لم تكن كرة القدم تعني بالنسبة لي شيئاً، لم تكن مهمة على الإطلاق، فكل ما كنت أفكر فيه هو البقاء على قيد الحياة”.
ويتابع: “في بعض الأوقات كان علي أن أوقع على بعض الوثائق الخاصة، إذا مت في المستشفى، فليذهب جزء من أموالي إلى والدتي”.
ويستمر: “كل ما كنت أستطيع رؤيته في هذه الفترة مجموعة من الأنابيب والأسلاك على جسدي، لم أكن قادرا على أي شيء، نجوت بأعجوبة، وهي من أسوأ الأشياء في ذهني”.
ويختتم فان ديك في هذا الصدد: “لم أستطع أن أفعل أي شيء على الإطلاق لمدة 10 أيام على الأقل بعد الجراحة، لم أستطع المشي، وعندما تحركت لأول مرة كنت أتنفس كالمجنون، بدأت التدريب مع الأطباء لاستعادة عضلاتي، وبعد ذلك لعبت موسما كاملا في هولندا ثم ذهبت إلى سلتيك”.
ما لا تعرفه عن فان ديك
يقول موقع “lifebogger” إن نقاط القوة في شخصية فان ديك تتمثل في عناده ومثابرته وإصراره وخياله الواسع وإخلاصه وعاطفته وقدرته على الإقناع.
بينما تتمثل نقاط الضعف في شخصية اللاعب كما يذكرها الموقع في كونه مزاجيا بالدرجة الأولى، فضلا عن تشاؤمه وعدم استقراره وقلقه الدائم.
ويحب فان ديك الفنون بأنواعها، والهوايات المنزلية، والاسترخاء بالقرب من أو في المياه ومساعدة أحبائه وأصدقائه ويكره الغرباء وتعرض والدته لأي نقد.
ويحرص اللاعب الهولندي على مشاهدة المسلسلات التلفزيونية، مؤكدا أنه أحد المعجبين بمسلسل “Prison Break” الذي شاهده 8 مرات، وكذلك بمسلسل “Game Of Thrones”.
ويحلم فان ديك بمقابلة الممثل الأمريكي ويل سيث، إذ يراه شخصية عظيمة وأبا رائعا وإنسانا ذكيا بخلاف إمكاناته الكبيرة في التمثيل، مشيرا إلى حرصه على التعلم منه دائما.
