آخر الأخبارتحليلات و آراء

غزة.. موقف الحق من الباطل

بشار أبو بكر اللسواس

الأمين العام المساعد
مجلس الحراك المدني

إن حرب غزة التي يشنها الكيان الصهيوني على المواطنين الفلسطينيين الأبرياء هي حرب بين الحق والباطل، بين الظلم والعدل، بين الاستكبار والمقاومة. إنها حرب تستهدف إبادة شعب بأكمله ومحو هويته وتاريخه وحقوقه. إنها حرب تحتاج إلى موقف شعبي موحد من كل الأمة الإسلامية والعربية لدعم إخواننا في فلسطين والوقوف إلى جانبهم في مواجهة العدوان الصهيوني والحكام المطبعين.

لقد أظهرت حرب غزة مرة أخرى أن موقف الحكومات العربية والإسلامية متخاذل ومنفصل عن الموقف الشعبي، وأنها لا تمثل إرادة الشعوب التي تتعاطف مع قضية فلسطين وتندد بالاعتداءات الصهيونية. لقد أظهرت حرب غزة أن الصهيونية قد قسمت وضعفت الدول العربية والإسلامية بمؤامراتها وتدخلاتها وتحالفاتها مع القوى الاستعمارية والإمبريالية. لقد أظهرت حرب غزة أن الصهيونية قد زرعت الفتنة والنزاع بين الشعوب العربية والإسلامية وجعلتنا نتقاتل بيننا على أساس الطائفة والمذهب والمنطقة والانتماء السياسي. لقد أظهرت حرب غزة أن الصهيونية قد استغلت الأزمات والصراعات الداخلية في بعض الدول العربية والإسلامية لتحقيق مصالحها وأهدافها على حساب الأمن والاستقرار والسيادة والوحدة الوطنية.

إن حرب غزة هي المعركة الواضحة لا غبار عليها، هي المعركة التي يجب أن نتخذ فيها موقفاً ضد الباطل ومع الحق، هي المعركة التي يجب أن نجاهد فيها بكل ما نملك من قوة وإرادة وإيمان. إن حرب غزة هي معركة الكرامة والحرية والعزة لشعب فلسطين الصامد والمقاوم والمنتصر بإذن الله. إن حرب غزة هي معركة الأمة الإسلامية والعربية التي ترفض الهوان والذل والخنوع والتطبيع مع العدو الصهيوني.

إن حرب غزة تحتاج إلى تضامن وتكاتف وتعاون من كل الشعوب العربية والإسلامية لدعم القضية الفلسطينية والوقوف مع الشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان الصهيوني. إن حرب غزة تحتاج إلى إرسال رسالة قوية وواضحة للكيان الصهيوني والحكام المطبعين ولشعب فلسطين الصامد. رسالة تقول إننا معكم ولن نتخلى عنكم ولن نسمح بانتهاك حقوقكم ومقدساتكم وأرضكم. رسالة تقول إننا نرفض الاحتلال والاستيطان والتهويد والتمييز والقتل والتدمير والحصار والتجويع والتشريد والتهجير. رسالة تقول إننا نؤمن بحق الشعب الفلسطيني في العودة والتحرير والاستقلال والسيادة والدولة والعاصمة والمسجد الأقصى.

إن حرب غزة تحتاج إلى جهاد بكل أشكاله ووسائله ومستوياته. إن حرب غزة تحتاج إلى جهاد بالسلاح والمال والكلمة والدعاء والمقاطعة والتضحية والصبر والثبات. إن حرب غزة تحتاج إلى جهاد بالسلاح لمن استطاع من أهل القوة والشجاعة والفداء والشهادة. إن حرب غزة تحتاج إلى جهاد بالمال لمن استطاع من أهل الغنى والسخاء والإنفاق والزكاة والصدقة والوقف والهبة. إن حرب غزة تحتاج إلى جهاد بالكلمة لمن استطاع من أهل العلم والفكر والإعلام والتوعية والتحريض والتنبيه والتذكير والتوجيه. إن حرب غزة تحتاج إلى جهاد بالدعاء لمن استطاع من أهل الإيمان والتقوى والخشوع والإخلاص والتضرع والتوبة والاستغفار والصلاة والصيام والقيام. إن حرب غزة تحتاج إلى جهاد بالمقاطعة لمن استطاع من أهل الهمة والوطنية والمسؤولية والانتماء والتضامن والتحرر والتحدي والمقاومة. إن حرب غزة تحتاج إلى جهاد بالتضحية والصبر والثبات لمن استطاع من أهل النفس والروح والقلب والعقل والجسد والأسرة والمجتمع والأمة.

إن حرب غزة هي فرصة لإعادة النظر في موقفنا ومسؤوليتنا تجاه قضية فلسطين وشعبها، ولإثبات أننا أمة واحدة لا تقبل الانقسام والخذلان والتنازل. إن حرب غزة هي دعوة للتوحيد والتلاحم والتعاضد والتكافل بين كل الشعوب العربية والإسلامية، وللتخلي عن الخلافات والصراعات والمصالحات والمناكفات التي تضعفنا وتشتتنا. إن حرب غزة هي رسالة للعالم أجمع أن الشعب الفلسطيني لن يستسلم ولن ينهزم ولن ينكسر، وأنه سيواصل نضاله ومقاومته وصموده حتى تحرير كل شبر من أرضه وحتى استعادة كل حق من حقوقه.

إن حرب غزة هي تحدٍ واختبار لنا جميعاً، فهل نقف مع الحق أم نتركه للباطل؟ هل ندعم الفلسطينيين أم نتخلى عنهم؟ هل ننصر الإسلام أم نخونه؟ هل نحافظ على العروبة أم نفقدها؟ هل نرفع راية الجهاد أم نخفضها؟ هل نكون أحراراً أم عبيداً؟ هل نكون أبطالاً أم جبناء؟ هل نكون أحياء أم أمواتاً؟

لنختار الحق ولنرفض الباطل، لندعم الفلسطينيين ولنتعاطف معهم، لننصر الإسلام ولنفتخر به، لنحافظ على العروبة ولنتمسك بها، لنرفع راية الجهاد ولننادي بها، لنكون أحراراً ولنحترم أنفسنا، لنكون أبطالاً ولنتحدى الظالمين، لنكون أحياء ولنعيش بكرامة.

لنقل لغزة ولفلسطين وللعالم كلمة الحق: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، فلسطين أرضنا وقدسنا وأقصانا، ولن نتنازل عنها أبداً.

عدن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى