فشة خلق : لو لم أكن مصريا لتمنيت أن أكون مصريا- الجزء 2

بقلم : أديب الطهقان

بشرى سارة لجميع الإخوة المواطنين، تحت رعاية القوات المسلحة المصرية الباسلة وبتوجيهات من السيد الرئيس عبدالفتاح السيسي القائد الأعلى للقوات المسلحة، ولأنكم نور أعينهم وبعد أن أبدعت القوات في خدماتها الجليلة التي قدمتها خدمة للوطن والمواطن والسهر على أمنه وأمانه، والذي يشمل أمنه الغذائي وراحته النفسية من مشاريع جبارة بدء من الكابوريا المنزوعة الرأس والكحك والمكرونة ماركة النسر والجسور المعلقة وغير المعلقة، وبسبب جائحة كورونا التي هاجمت المواطن على حين غرة ودون سابق إنذار، وبجهود جنودنا الساهرة لدحره وبالتعاون مع رجالنا المخلصين كأمثال الفريق عبدالعاطي كفته قاهر الفيروسات، وحتى يصل هؤلاء المخلصون إلى المصل المعالج وإيمانا منا بدورنا في خدمة أبناء شعبنا وتفهما للأوضاع الاقتصادية المأسوية التي يمر بها الشعب، قررنا حفر مقابر لدفن موتى كورونا بأسعار تتناسب مع جيب المتوفي أو أهله، مراعين جميع الأذواق، حيث تبدأ الأسعار من 3000 جنيه شاملة القبر والدفن دون توصيل للجثة، وفي حالة التوصيل فإن المبلغ قد يصل إلى 4000جنيه، طبعا حسب المسافة المقطوعة من منزل المتوفى أو المستشفى إلى المقبرة شاملة الضرائب، ولا تحزنوا فلدينا عرض خاص لذوي الدخل المحدود ادفن ميتين واحصل على دفن ميت ثالث مجانا، كما لدينا فرق خاصة باللطم والندب لتشييع الجنازات، ولعملائنا المميزين حزمة  VIP,  وبسعر لن تجده في أي عرض آخر أما عرض البريميوم وهو جنازة عسكرية مصحوبة بفرقة العزف الخاصة بالقوات المسلحة مع إطلاق 21 طلقة في الهواء كتحية وداع أخيرة.

لن تضيعوا فمقابرنا ستجدونها في كل مكان، أينما شئتم فنحن نستطيع دفنكم، لدينا مقابر على شارعين، وجه قبلي أو بحري يرد الروح، شعارنا زوروا مقابرنا تجدوا ما يسركم وهدفنا الأسمى هو خدمتكم وراحة موتاكم، وأخيرا وليس أخرا لدينا قروض حسنة لدفن موتاكم وبفوائد رمزية، بالإضافة إلى إمكانية الدفع بالأقساط على سنتين، لمزيد من المعلومات يرجى  التواصل مع مكاتب فروعنا المنتشرة على مستوى محافظات الجمهورية أو الدخول لموقعنا الإلكتروني للإطلاع على العروض والأسعار www.gubur aljeesh almasry.com,  سارعوا بالحجز لموتاكم ولا تترددوا بالتواصل معنا، فدفن موتاكم هو واجب وطني، ونسعى كجيش خاض الحروب الكبرى تحقيقه لكم دون عناء.

قد تبدو الصورة المرسومة قاتمة وسقف التهكم مرتفعا ومبالغا فيه ولكن في قناعتي قد يصبح يوما ما واقعنا مؤلما،لماذا ؟

لأن النظام الحاكم والقائم في مصر لم يلتفت لمناشدات مرضى كورونا ومطالبتهم بأحقيتهم في العلاج، الذي أرسل لدول وشعوب تستحق الحياة من وجهة نظر حكامها، لا تستغرب من نظام أتى بانقلاب على الشرعية، داس بالبياده كل من عارضه أو كأضعف الإيمان طالب ببعض حقوقه وقليل جدا من الكرامة والاحترام لأدميته، ولكن السجن كان مصيرهم أو النفي من على وجه الأرض.

ما استغربه كيف تستنجد بمن باع جزء من أرضك واجر جيش بلادك ليخوض معارك أنت من يدفع ثمنها دم أبنائك في ليبيا ، كما فرط في حدودك البحرية وثرواتها من غاز ونفط لصالح عدوك، ووقع اتفاق مباديء مع اثيوبيا وحرمك من شريان حياتك الماء الذي بني السد ليمنع عن كثيرين ممن يعتاشون عليه، رغم الصورة الهزلية لقسم اقسمه رئيس وزراء اثيوبيا.

أخيرا .. لن أطيل فالخلاصة لكل تساؤلاتي هي لصالح من يحدث كل هذا في مصر؟ إذا عرفت أو كنت تعرف الإجابة فأخبرها لمن لا يعرفها لعل يوما ما يستيقظ المخدرون من سكراتهم، وفي نصيحة للقائد الفذ وقواته الباسلة،إرسال فرقة صاعقة تتسلل أسفل السد أو منابع النيل وتخرمه وتضع أنبوبا يصل إلى النيل وسدوده ليملأها وبذلك تحل مشكلة السد وبعمل خارق بطولي تتجاوز الأزمة ولا حد شاف ولا حد دري وتحياتي لكم أينما كنتم.

المقالة لا تُعبر عن وجهة نظر الموقع، وإنما تعبر عن رأي صاحبها

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى