في 4 نقاط.. إليك كل ما نعرفه عن سلالة “دلتا بلس” الجديدة التي يحذر العلماء الحكومات منها
1- ما هي سلالة “دلتا بلس”؟
تُسمَّى هذه السلالة، التي جذبت قدراً كبيراً من اهتمام وسائل الإعلام العالمية، B.1.617.2.1، أو دلتا بلس_(Delta Plus)، وهي نسخةٌ من سلالة دلتا التي اكتُشِفَت لأول مرة في الهند، في فبراير/شباط الماضي.
أُبلِغَ عن تلك النسخة من سلالة دلتا لأول مرة في هيئة الصحة العامة بالمملكة المتحدة، وهي وكالةٌ صحية حكومية، في 11 يونيو/حزيران الجاري، ولكن الحالات القليلة الأولى كانت قد سُجِّلَت في المملكة المتحدة، في 26 أبريل/نيسان، مِمَّا يشير إلى أن السلالة ربما كانت موجودةً وانتشرت بحلول الربيع، كما يقول تقرير لشبكة CNN الأمريكية. وقالت الحكومة الهندية إنها قدَّمَت السلالة إلى نظام البيانات العالمي، وأرسلت عيِّناتٍ للاختبار الجيني.
ورُصِدَت حوالي 200 حالة في 11 دولة. ويدرس خبراء الصحة ما إذا كانت سلالة دلتا بلس أكثر قابليةً للانتقال من السلالات الأخرى، مثل سلالة ألفا أو دلتا، ولكن من السابق لأوانه تحديد آثار هذه السلالة على وجه التحديد.
2- بماذا تختلف سلالة “دلتا بلس” عن السلالات الأخرى من فيروس كورونا؟
تحمل جميع السلالات مجموعاتٍ من الطفرات، وتحتوي سلالة دلتا بلس على طفرةٍ إضافية تُسمَّى K417N، وهي التي تميِّزها عن سلالة دلتا العادية. وتؤثِّر هذه الطفرة على البروتين الشائك، وهو ذلك الجزء من الفيروس التي يربطه بالخلايا التي يصيبها.
وقال فرانسوا بالو، مدير معهد علم الوراثة بجامعة لندن، إن طفرة K417N ليست جديدة تماماً، إذ نشأت “بشكلٍ مستقل في العديد من السلالات الفيروسية”.
وقال، يوم الأربعاء 23 يونيو/حزيران، إن الطفرة شوهِدَت في سلالةٍ عُثِرَ عليها في قطر، في مارس/آذار 2020، وعُثِرَ عليها أيضاً في سلالة بيتا، التي اكتُشِفَت لأول مرة في جنوب إفريقيا في الخريف الماضي. وأضاف أن “الطفرة قد تساهم في الهروب من المناعة، رغم أن تأثيرها على قابلية الانتقال ليس واضحاً بعد”.
وتتحوَّر كلُّ الفيروسات باستمرار، وبعض هذه التحوُّرات تجعل الفيروسات أقوى في إصابة الخلايا، أو أكفأ في التكاثر، في حين أن للبعض الآخر تأثيراً ضئيلاً أو ضاراً بالفيروس نفسه.
يقول بالو إنه حتى الآن كان هناك حوالي 160 سلالة من فيروس كورونا في تسلسلٍ على مستوى العالم أجمع. وقالت الحكومة الهندية الأربعاء إن هناك أيضاً “سلالات دلتا الأخرى مع طفراتٍ أخرى”، مضيفةً أن دلتا بلس هي فقط الأشهر من بين هذه السلالات.
من جانبها تقول ماريا فان كيركوف، القائدة الفنية لمنظمة الصحة العالمية بشأن كوفيد-19، إن الفريق كان “يبحث في هذه الطفرات المُحدَّدة وما تعنيه من حيث انتقال العدوى، ومن حيث الخطورة، والأهم من ذلك هو ما تعنيه من حيث الإجراءات الطبية المضادة”.
في الوقت نفسه، انتشرت سلالة دلتا العادية، المعروفة باسم B.1.617.2 بسرعةٍ كبيرة. وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومكافحتها إنه قد أُبلِغَ عن السلالة في عشرات البلدان، وهي أكثر قابليةً للانتشار بنسبةٍ تتراوح من 40 إلى 60% من سلالة ألفا التي حُدِّدَت لأول مرة في إنجلترا.
3- سلالة دلتا بلس.. هل هي أكثر عدوى أو أفتك قتلاً؟
وفقاً لهيئة تسلسل جينوم كوفيد-19 التابعة للحكومة الهندية، تُظهِر سلالة دلتا بلس العديد من السمات المثيرة للقلق، مثل زيادة قابلية الانتقال، والارتباط الأقوى بمستقبلات خلايا الرئة، والانخفاض المُحتَمَل في استجابة الأجسام المضادة.
وفي حين لم يتَّضِح بعد تأثير الطفرة على فاعلية اللقاح، يحذِّر جوليان تانغ، أستاذ علوم الجهاز التنفُّسي في جامعة ليستر، من أن السلالة قد تتمتَّع بـ”مهمة الإفلات من اللقاح”.
وصُمِّمَت معظم لقاحات فيروس كورونا المُستجد لتدريب الجسم على التعرُّف على البروتين الشائك، أو أجزاء منه، وهو المكان الذي توجد فيه الطفرة المُمَيِّزة لسلالة دلتا بلس.
ومع ذلك، ما مِن أدلةٍ كافية لتحديد أيِّ شيءٍ بشكلٍ قاطع حتى الآن، وقد أعرب خبراء آخرون عن حذرهم. وقالت الحكومة الهندية يوم الأربعاء إن دور الطفرة في “الهروب من المناعة أو شدة المرض أو زيادة قابلية الانتشار، وما إلى ذلك، يخضع للمراقبة المستمرة”.
وفي الوقت الحالي، يحذِّر الخبراء الجمهور والحكومات إلى حدٍّ كبيرٍ من أجل التيقُّظ والهدوء. وإلى جانب سلالة بيتا، لم تكن هناك أيُّ سلالة أخرى تحمل طفرة K417N بهذا النجاح حتى الآن. وقال بالو: “عُثِرَ على الطفرة في العديد من البلدان، لكنها تظلُّ منخفضةً للغاية… ولا يوجد حالياً أيُّ دليلٍ على أن السلالة تتوسَّع حالياً في أيِّ بلد”.
4- أين عُثِرَ على السلالة الجديدة من فيروس كورونا؟
حتى الآن، أُبلِغَ عن دلتا بلس في 11 دولة، لكن عدد الحالات في كلِّ بلدٍ لا يعكس سوى العيِّنات التي سُجِّلَت وجرى سلسلتها، وهناك حاجةٌ إلى مزيدٍ من البيانات لتحديد المعدَّل الفعلي للانتشار.
قامت الولايات المتحدة بإعداد تسلسلٍ وتأكيدٍ أكبر لعدد الحالات حتى الآن، وبلغ عدد الحالات فيها 83 حالة بحلول 16 يونيو/حزيران. أما المملكة المتحدة فهي التالية بعد الولايات المتحدة، إذ بلغ عدد الحالات فيها 41 حالة بحلول اليوم نفسه.
وكانت الحالات القليلة الأولى التي جرت سلسلتها في المملكة المتحدة نتيجة مخالطة أفراد سافروا من نيبال وتركيا أو عبروا من خلالهما، وفقاً لهيئة الصحة العامة في إنجلترا.
وقالت الحكومة الهندية الأربعاء إن الهند سجَّلت 40 حالة. وتنتشر الحالات في ثلاث ولايات بالهند. ويوم الثلاثاء الماضي صنَّفَت وزارة الصحة الهندية السلالة بأنها “مثيرة للقلق”، ووضعت الولايات الثلاث التي شهدت حالات إصابة بالسلالة في حالة تأهُّب.
وقالت الحكومة إن عدد الحالات لا يزال منخفضاً، لكنها حثَّت الولايات التي سجَّلَت حالات إصابة على “تعزيز استجابتها للصحة العامة” من خلال تكثيف الاختبارات والتعقُّب والتلقيح. وتنتشر الحالات المتبقية بين كندا واليابان ونيبال وبولندا والبرتغال وروسيا وسويسرا وتركيا.