قاتِل بن لادن يروي تفاصيل العملية بوثائقي جديد، وفيديو يُظهر التسلل لمقر إقامة الزعيم السابق للقاعدة
بعد 9 أعوام من عملية قتل الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، تحدث الجندي الأمريكي روب أونيل، الذي قتل أسامة بن لادن بيديه، عن تفاصيل العملية الجريئة التي نفذها فريق من القوات الخاصة الأمريكية في باكستان يوم 2 مايو/أيار 2011، مشيراً إلى أنه تقابل مع بن لادن للحظة واحدة قبل إطلاق الرصاص.
عملية محفوفة بالمخاطر: محطة Fox News الأمريكية بثت شهادة أونيل في فيلم وثائقي يحمل اسم “الرجل الذي قتل بن لادن”، والذي قام هو وفريقه بالتدريب والتنفيذ لإحدى أكثر المهام جرأة وعمقاً في التاريخ الأمريكي.
أشار أونيل إلى أنه وفريقه تلقوا تدريباً لمدة أسابيع، وبعدها استقلوا الطائرة واستغرفت رحلتهم 82 دقيقة، حتى وصلوا إلى القرب من منزل بن لادن، وقال أونيل إنه كان يفكر فقط في إتمام المهمة، وقتل الرجل المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، والتي قتلت نحو 3 آلاف شخص.
اعتقد أونيل أنه قد لا ينجو من هذه العملية المحفوفة بالمخاطر، لكن “الأمر كان يستحق بالنسبة له ولزملائه”، وفقاً لتعبيره، مضيفاً أنه عندما فُتح باب الطائرة تأكد أن “هذا ليس موقعاً للتدريب في جبال أمريكا، وليست صحراء، إنها أضواء، إنها مدينة”.
مواجهة بن لادن: تحدث الوثائقي أيضاً عن تسلل فريق القوات الخاصة الأمريكية المعروف باسم “SEAL Team6″، إلى المبنى الذي كان يعيش فيه بن لادن، وكشف الوثائقي أجزاء من تسلل الفريق إلى داخل المجمع، قبل الصعود إلى الطابق العلوي حيث غرفة نوم بن لادن.
https://twitter.com/i/status/1256786895402610688
يقول أونيل عن هذه اللحظة: “صعدنا جميعاً الدرج إلى داخل الغرفة، لكن لم نرَ الرجل الكبير حتى الآن، هل غادرها، أم كان هناك؟”.
كانت هنالك ستارة أزاحها الجنود، ليعثروا خلفها على عدد من السيدات، هن بنات بن لادن وإحدى زوجاته، وقال أونيل إن “زملاءه اعتقدوا أن النساء ربما يحملن أحزمة ناسفة، إلا أن أحد عناصر الفريق أبعدهن، مخاطِراً بحياته، إذ كان يمكن أن يتلقى رصاصة من بن لادن، الذي كان بالتأكيد موجوداً في مكان ما”، وفق قوله.
أما عن اللحظة الأصعب حيث تقابَل أونيل وبن لادن وجهاً لوجه، فقال الجندي الأمريكي إنه بعدما عثر على زعيم تنظيم القاعدة لم يكن الأخير مسلحاً، مضيفاً: “كانت ذراعه على كتف إحدى زوجاته، وضعت يدي عليه، ودفعته إلى الردهة، ثم حدّقت في الوجه الذي رأيته آلاف المرات”.
وحينما سأل المذيعُ الجنديَّ الأمريكي في الوثائقي عما إذا كان قد قال شيئاً لـ”بن لادن” قبل قتله، قال أونيل: “لا! التقينا لثانية واحدة، هذا كل شيء”، ثم أظهر صوتاً يشبه صوت إطلاق الرصاص من المسدس، في إشارة منه إلى عملية القتل التي حدثت حينها.
ماذا حل بجثة بن لادن؟ في عام 2011 وبعدما قتلت القوات الأمريكية بن لادن، قال مسؤولون أمريكيون إن جثته أُلقيت في البحر، دون أن يحددوا مكانه.
تعددت الروايات حول سبب إلقاء الولايات المتحدة جثة بن لادن بالبحر. وفي يوليو/تموز 2019، كشف رئيس الاستخبارات السعودية سابقاً، الأمير تركي الفيصل، سبب تخلُّص واشنطن من الجثة بهذا الشكل، وقال إن “أمريكا أقدمت على رمي الجثة بالبحر بدلاً من دفنها، لأنها لم تُرِد أن يكون له (بن لادن) قبر أو مزار يجلب الناس إليه”.
لفت أيضاً إلى أنه لا يوجد لديه تحليل لسبب قتل الجيش الأمريكي بن لادن بدلاً من اعتقاله، لكن الأمريكيين قالوا إنه كان يحمل سلاحاً عندما اقتحموا غرفته وتم قتله لهذا السبب.
أما وكالة وكالة أسوشييتد برس الأمريكية فقالت إن قرار “الدفن” في البحر يرجع إلى “صعوبة إقناع أي بلد باستضافة الجثمان”.