قادر على الطيران 5 ساعات دون رفرفة جناحيه.. تعرف على “نابش القمامة” أكبر طائر محلق في العالم
كشفت أجهزة تسجيل ربطت على مجموعة من طيور “كوندور الإنديز” عن أمر لا يُصدق، إذ إن الطيور قضت 1٪ فقط من وقتها في السماء ترفرف بأجنحتها، وحدثت معظم الرفرفات أثناء الإقلاع. إذ حلّق أحد الطيور أكثر من خمس ساعات، قاطعاً أكثر من 160 كم، دون خفق جناحيه.
أثقل طائر في العالم: حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، نُشر الإثنين 13 يوليو/تموز 2020، سلطت دراسة علمية الضوء على مدى كفاءة أكبر طائر محلّق في العالم يرتاد تيارات الهواء ليبقى عالياً في السماء لساعات دون أن يخفق بجناحيه. إذ يبلغ باع جناحي كوندور الأنديز 3 أمتار ويزن ما يصل إلى 15 كغم، مما يجعله أثقل طائر في العالم.
للمرة الأولى في التاريخ، ربط فريق من العلماء معدات تسجيل أطلقوا عليها اسم “المذكرات اليومية” بثمانية طيور كوندور في منطقة باتاغونيا في الأرجنتين لتسجيل كل نبضة في الجناح على مدار أكثر من 250 ساعة طيران.
قالت الأستاذة إميلي شيبرد، أحد المشاركين في الدراسة وعالمة الأحياء في جامعة سوانسي في ويلز: “طيور الكوندور هم طيارون متمرسون، لكننا لم نتوقع أنهم سيكونون خبراء إلى هذا الحد”.
بينما أوضح ديفيد لينتينك، خبير رحلة الطيور في جامعة ستانفورد، والذي لم يشارك في البحث: “إن اكتشاف أن طيور الكوندور لا تخفق بأجنحتها وتكتفي بالتحليق فقط لأمرٌ مثير للإعجاب”.
تفسيرات علمية: بالنسبة للطيور، فإن السماء ليست مساحة خاوية، ولكنها مجال ممتلىء بالمميزات الخفية؛ من هبوب الرياح، إلى تيارات الهواء المرتفع الدافئ وتدفقات الهواء المدفوعة للأعلى بواسطة المعالم الأرضية مثل الجبال.
يسمح تعلم ركوب التيارات الهوائية لبعض الطيور بالسفر لمسافات طويلة مع تقليل مجهود رفرفة أجنحتها.
بشكل عام، يصنف العلماء الذين يدرسون الحيوانات الطائرة الطيران إلى نوعين: الطيران بواسطة رفرفة الأجنحة، والطيران عبر التحليق. قال بريت توبالسكي، خبير رحلات الطيور في جامعة مونتانا، الذي لم يشارك في الدراسة، إن الفرق بين نوعي الطيران يمكن أن يشبه التبديل بدراجة صعوداً عبر منحدر، في مقابل التبديل بها نزولاً عبر المنحدر.
كانت الدراسات السابقة أظهرت أن اللقالق البيضاء وطيور عقاب النساري ترفرف لمدة تصل نسبتها إلى 17٪ و 25٪ على التوالي، من إجمالي زمن رحلاتها البرية المهاجرة.
“نابش القمامة”: سيرجيو لامبروتشي، وهو أحد المشاركين في الدراسة وعالم أحياء في جامعة كوماهيو الوطنية في الأرجنتين، قال إن خبرة كوندور الأنديز في التحليق ضرورية لنمط حياة نابش القمامة الذي يتطلب منه الطواف لساعات يومياً فوق الجبال العالية بحثاً عن جيفة كوجبة طعام.
أضاف لامبروتشي: “عندما ترى الكندور يطوف، اعلم أنه يستغل ميزة الارتفاعات الحرارية للهواء”، أو هبوب الرياح المتزايد.
يذكر أن أجهزة التسجيل بُرمِجت كي تسقط عن ظهور الطيور بعد حوالي أسبوع من تركيبها.
من ثم، لم تكن عملية استردادها سهلة. يقول لامبروتشي: “أحياناً كانت الأجهزة تسقط داخل أعشاش على منحدرات ضخمة في وسط جبال الأنديز، الأمر الذي كان يتطلب منا رحلة ثلاثة أيام، فقط للوصول إلى أماكن الأجهزة”.